المغرب الوجهة الأفضل للذواقة في العالم

يتكون المطبخ المغربي من مجموعة متنوعة من الأطباق والنكهات التي تمزج بين تقاليد الطهي العربي والأمازيغي والأندلسي. ومن أشهر أطباقه التي تجاوزت حدود المغرب الكسكس، والطاجين، والبسطيلة، والطنجية، والرفيسة وتستقطب هذه الأطباق المميزة عشاق الطهي حول المعمورة.
مراكش –أعلن الشيف البريطاني غوردون رامزي رسمياً عن فوز المطبخ المغربي في مسابقة أحسن مطبخ في العالم المنظمة من قبل «بابيتي كويزين» (pubity cuisine) على منصة إنستغرام في عملية تصويت شارك فيها ما يزيد على 38 مليون شخص الشهر الماضي. وحصل المطبخ المغربي على أكثر من 2.5 مليون صوت، كأحسن مطبخ في العالم متفوقاً على عدد من المطابخ العالمية على غرار المطبخ الإيطالي والمكسيكي والياباني والفرنسي والهندي.
وتم الإعلان عن الفائز، بالتعاون مع الشيف رامزي، الذي أثنى بدوره على التنوع والنكهات الفريدة التي يتميز بها المطبخ المغربي. واحتدم التنافس بين المطبخين المغربي والمكسيكي في الجولة الأخيرة قبل أن يتصدر المغرب جميع النتائج للمرة الأولى في تاريخ هذه المنافسات العالمية، إذ سبق أن احتل المرتبتين الثانية والثالثة.
وكان المغرب، المشهور بمطبخه الغني والمتنوع، احتل المرتبة الثانية في قائمة أفضل وجهة للذواقة لعام 2017 والتي أعدتها مدونة “Worldsim Travel” البريطانية. وتقدم البلاد للزوار رحلة طهي لا تنسى؛ حيث تبرز مدن مثل مراكش وفاس وأغادير والرباط كوجهات للطعام المغربي المميز.
ويعد طعام الشارع جزءا لا يتجزأ من هذه التجربة؛ حيث تقدم الأسواق الصاخبة أشهى المأكولات مثل اللحوم المتبلة والمأكولات البحرية الطازجة والحلويات التقليدية. وللحصول على تجربة غامرة، لا تترددوا في الانضمام إلى جولات الطعام المحلية ودروس الطهي، التي تمكنكم من استكشاف سر الطعام المغربي المميز؛ حيث يمكنكم تعلم تقنيات الطهي التقليدية واكتساب خبرة عملية في فنون الطهي المغربية. ومن المثير للإعجاب أن أكثر من 15 مطعما مغربيا تعتبر من بين أفضل 1000 مطعم في العالم، وفقا لـ”La Liste“.
وتُقدم المقبلات المغربية عادةً في بداية الوجبات، وتأتي معها الأطباق الرئيسية، وهذا يختلف حسب المنطقة. وتشمل الخيارات الشائعة سلطة مغربية من الخضراوات النيئة أو المطبوخة والبريوات المحشوة بالدجاج أو اللحم المفروم والراتاتوي بالفلفل والطماطم المعروف باسم تكتوتة والزعلوك الشهير (هو عبارة عن هريس الباذنجان). ويتم تتبيل كل طبق بطريقة فريدة، مما يبرز نكهاته وألوانه المميزة.
أما بالنسبة إلى الأطباق الرئيسية فهي تتكون من تشكيلة مختلفة أهمها الكسكس الذي يعود أصله إلى التقاليد الأمازيغية، وهو طبق مغربي بامتياز، يستمتع به الناس على نطاق واسع في المنازل والمطاعم. ويؤكل هذا الطبق متعدد الاستخدامات والشعبي تقليديا يوم الجمعة. ووفقا للمنطقة، يمكن تقديمه مع اللحوم أو الخضراوات أو الأسماك أو الدجاج أو حتى الإضافات الحلوة، وغالبا ما يُقدم مع مرق الخضار لتعزيز نكهاته.
كما أن الطاجين من أكثر الأطباق المحبوبة في المغرب. ويُعرف هذا الطبق بطريقة طهيه الفريدة وتنوعاته العديدة. ويتم طهي المكونات مثل السمك والدجاج واللحوم والخضروات وأحيانا المكسرات والخوخ والمشمش ببطء مع مزيج من التوابل، التي تعزز نكهته الغنية.
كما توجد الطنجية وهي طبق أساسي من مراكش، يتم تحضيره تقليديا باستخدام لحم الضأن أو لحم العجل في وعاء من الطين. يتطلب الطبق ساعات طويلة من الطهي البطيء في فرن محلي للحصول على لحم طري للغاية وغني بالنكهة ومن المؤكد أنه سيرضي حتى أكثر الذواقة خبرةً.
وتعتبر الحريرة هي حساء مغربي تقليدي، مشهور بمزيجه المغذي من البقول والطماطم والمعكرونة والدقيق. ويتم الاستمتاع بهذا الطبق الشهي عادة خلال شهر رمضان ويتم تقديمه في العديد من المطاعم.
فيما تعرف الرفيسة أيضًا باسم “التريد” وهي طبق مغربي عريق يعود أصله إلى الدار البيضاء. يُحضَّر هذا الطبق اللذيذ باستخدام الفطائر المغربية الرقيقة أو المسمن، مع الدجاج في مرق البصل والكزبرة وراس الحانوت والعدس والحلبة. إنه تجسيد حقيقي للمطبخ المغربي التقليدي الغني بالتوابل والنكهات.
وتعتبر الشباكية الطبق الرئيسي الثاني في المغرب، وهي المعجنات الأكثر شعبية والمحبوبة في البلاد. وغالبا ما يتم تقديمها إلى جانب الحساء المغربي أو كمكمل للشاي ويتم تحضير هذه الحلوى اللذيذة تقليديًا خلال شهر رمضان المبارك.
وتتميز قرن الغزال وهي هذه المعجنات باللوز المطحون المغلف بمعجنات رقيقة مع لمسة من ماء زهر البرتقال، وهي الإضافة المثالية للشاي الأخضر المنعش بالنعناع.
والأتاي أو الشاي الأخضر بالنعناع هو مشروب احتفالي متأصل بعمق في التقاليد المغربية. ويُقدم هذا الشاي المنعش عادة في أكواب صغيرة ملونة. وسواء في المدينة أو الريف، يُسكب تقليديا من ارتفاع متر واحد. وغالبا ما يُقدم الشاي بالنعناع للضيوف كرمز للضيافة.
ويعد وجود اللبن (الحليب المخمر) شيئا أساسيا كطبق جانبي مع الكسكس والرايب (الزبادي المغربي التقليدي). وفي المناطق الشمالية، يعتبر جبن الماعز من الأطعمة الأساسية، بينما في الصحراء، يعتبر جبن الإبل من الأطعمة الشهية، التي تستحق التجربة.
ويجب أن يتأكد الزائرون للمغرب من الانطلاق في جولة لاستكشاف الطعام؛ حيث ستتاح الفرصة لاستكشاف عالم الطهي النابض بالحياة، من أسواق الشوارع المزدحمة إلى المطاعم التقليدية وتذوق الأطباق المتنوعة واللذيذة في البلاد. ولن تكتمل الزيارة دون القيام بجولة داخل أسواق التوابل؛ حيث ستغوصون عميقا في قلب المطبخ المغربي من خلال اكتشاف التوابل العطرية، التي تميز أطباق المغرب الشهية. من الأسواق الملونة إلى تجار التوابل الخبراء.
وفي المغرب، يمكن العثور على مجموعة متنوعة من جولات الطعام في مدن مثل مراكش والدار البيضاء، بدءا من استكشاف الأطعمة الشعبية إلى الجولات المتعمقة، التي تركز على المأكولات المحلية. وتوفر هذه الجولات فرصة فريدة للاستمتاع بالنكهات الأصيلة للمغرب مع التعرف على الأهمية الثقافية لكل طبق.
وفي مراكش يمكن التعرف على العديد من دروس الطهي بدءًا من تلك، التي يقدمها السكان المحليون، الذين يشاركون وصفاتهم العائلية إلى الفنادق الراقية تحت إشراف أشهر الطهاة. وتوفر هذه الدروس فرصة عملية لإتقان المطبخ المغربي، سواء كنتم تتعلمون الأطباق التقليدية في بيئة منزلية مريحة أو تصقلون مهاراتكم تحت إشراف خبراء الطهي في أماكن فاخرة.