المعارض بوابة الشركات الأردنية لمواجهة تحدي التسويق

يتزايد اهتمام الشركات الصناعية الأردنية بالمشاركة في المعارض التجارية لما توفره لأصحاب القرار، كالرؤساء التنفيذين ومسيري المشاريع، من فرص لمواجهة تحديات التسويق في ظل التقلبات التي تواجهها القطاعات الإنتاجية بين الفينة والأخرى.
عمّان – تترسخ قناعة بين الصناعيين في الأردن بأن الفعاليات الاقتصادية صارت مصدر أعمال مهما للشركات لما تقدمه من فرص وإغراءات وفتح أسواق جديدة أمامها لزيادة مبيعاتها وتحصيل المزيد من العوائد.
وتعد المعارض التجارية التي يمكن أن تطيل من مدة المبيعات بعد الحدث نقطة اتصال في رحلة المستهلكين، والتي تهدف إلى إقامة علاقة مستقرة مع الشركات، وكذلك مع الأشخاص والشركات الذين قد يصبحون زوار المستقبل.
وتركز معظم المعارض التجارية، والتي تبيع منتجات تشمل الأجهزة الإلكترونية والأغذية والأثاث والسيارات والطائرات وغيرها، على تحقيق عوائد أكبر والإبقاء على تواصلها من المشترين.
وخلال أزمة كورونا قامت الشركات بعرض منتجاتها على الإنترنت عبر إقامة أحداث افتراضية تبثها من مقراتها الرئيسية حتى يمكنها الوصول إلى الزبائن على أي حال.
وفي خضم الأوضاع الراهنة وفي محاولة لزيادة جرعة التنافسية، تتطلع شركات التعبئة والتغليف والبلاستيك في الأردن إلى استغلال إقامة المعارض كونها تمثل فرصة للتعريف بمنتجات الصناعة المحلية وتعزيز تواجدها بالأسواق التصديرية.
ويرى مهدي أبوالحاج المدير العام لشركة الصالح للتعبئة والتغليف التي تأسست في 2004 أن المشاركة بالمعارض “وسيلة تعارف وتقارب بين المصنّع والتاجر أو المستهلك لإبراز أهم مواصفات المنتج”.
ويعد قطاع التعبئة والتغليف من المجالات الرائدة بالبلاد لجهة جودة منتجاته وتوفير حلول التكنولوجيا، رغم أنه يحتاج إلى توفير الممكنات للمشاركة بالمعارض داخليا وخارجيا للاستمرار في التطور وتوسيع الأعمال.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن أبوالحاج قوله على هامش معرض الترابطات الأردني الثالث للتعبئة والتغليف (جوبكس 2023) الذي نظمته جمعية مستثمري شرق عمّان الصناعية، إن “المعارض مهمة باعتبارها آلية ناجحة رغم التسويق الإلكتروني”.
وأشار إلى أن التعبئة والتغليف يعد قطاعا مشتركا وداعما لجميع القطاعات الإنتاجية، الأمر الذي أكسبه أهمية كبيرة بالسوقين المحلية والعالمية، مشددا على ضرورة توفير كل الممكنات لدعمه.
وفي مارس الماضي احتضن المركز الأردني للمعارض والمؤتمرات الدولية الدورة السادسة من معرض الغذاء الدولي “جوردن فود” والذي اعتبرته السلطات الأكبر قياسا بالدورات السابقة.
ويشير مدير عام مصنع التعاون لصناعة الورق والكرتون محمود جبريني إلى أن المعارض تسهم بزيادة مبيعات الشركات المصنعة وبناء علاقات مع الدول المجاورة وأصحاب الشركات والتعريف بما تنتجه سواء داخل السوق المحلية أو بالأسواق التصديرية.
قطاع التعبئة والتغليف من المجالات المهمة رغم أنه يحتاج إلى توفير الممكنات للمشاركة بالمعارض للاستمرار في التوسع
وأشاعت المؤشرات الإيجابية حول تعافي الصناعة الأردنية العام الماضي حالة من التفاؤل بين أوساط القطاع بعودته إلى سالف نشاطه قبل الأزمة الصحية وبإمكانية دعم الاحتياطات النقدية لدى البنك المركزي.
ولكن يبدو أن العاملين في هذا المجال الإستراتيجي بفضل مساهمته في مجمل الناتج المحلي الإجمالي يقفون اليوم على مفترق طرق قد يجعلهم يعيدون حساباتهم مرة أخرى خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع المنتجات التي يتم توريدها من الخارج.
وتتفق أوساط صناعية أردنية على أن القطاع يواجه تحديات بسبب تكاليف الإنتاج المرتفعة، مما أبعده عن منافسة البضائع الموردة الأمر الذي يدفع أصحاب الشركات إلى إعادة ترتيب أولويات أعمالهم لتجنب أي تداعيات سلبية قد تؤثر على نشاطهم.
ومن بين التحديات مسألة كلفة الطاقة التي تقف عائقا أمام الصناعة المحلية، حيث تشكل نحو 30 في المئة من تكاليف الإنتاج وغالبيتها من الكهرباء.
وأكد مدير التسويق والمبيعات في مصنع بلاستيك الأمين محمد أبولبه أن المعارض تعتبر تجمعا صناعيا كبيرا يتيح الفرصة لتبادل الخبرات والمعلومات والوصول للمستهلك.
وقال إن “هذه الأحداث تتيح الفرصة للشركات المشاركة لتسويق نفسها والترويج لمنتجاتها من خلال استقطاب الشركات والمستثمرين أو الأفراد المعنيين”.
وقال إن صناعة التعبئة والتغليف تعد من القطاعات الإنتاجية المهمة التي تخدم مختلف القطاعات الصناعية الأخرى، كونها جزءا لا يتجزأ من أي منتج آخر، إلى جانب دورها في تشغيل الأيدي العاملة ودعم الاقتصاد المحلي.
وتظهر الأرقام الرسمية أنّ مساهمة الصناعة تصل إلى أكثر من 24 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر أكثر من 200 ألف فرصة عمل، أي ما يعادل 20 في المئة من القوى العاملة بالبلاد.
وتسعى الحكومة لبلورة خطة ضمن سياق الإصلاحات الاقتصادية لدعم سوق العمل بالقطاع الذي يعتبر أحد المجالات الحيوية للاقتصاد إلى جانب السياحة والاستثمارات الخارجية المباشرة.
24
في المئة نسبة مساهمة الصناعة من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر أكثر من 200 ألف فرصة عمل،
ويعاني البلد الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية من صعوبات اقتصادية منذ سنوات وهو ما يتطلب وصفة تضمن الإبقاء على استمرارية الوظائف ودعمها لمكافحة البطالة.
وقال مدير العمليات في شركة بلاستيك الشرق (عابدين) خالد عابدين إن “المعارض تمثل فرصة للصناعيين والتجار للتعرف على آخر ما وصلت إليه تكنولوجيا التعبئة والتغليف والتعرف على الحلول الإبداعية وتبادل المعلومات”.
وأشار إلى أن قطاع التعبئة والتغليف بات يتبوأ مكانة مرموقة ويوطن التكنولوجيا، وعلامة فارقة تعتمد عليه المنتجات الصناعية في الانتشار والتوسع بالأسواق.
وأوضح أن المنتجات البلاستيكية والمطاطية تعد من الصناعات المهمة التي تتعدد استخداماتها وتتداخل في جميع مناحي الحياة العملية بفعل سهولة تشكيلها وتصنيعها بما يتلاءم مع حاجات الإنسان المتنوعة.
وتشهد المنتجات البلاستيكية طلبا متزايدا، إذ باتت من متطلبات الحياة الأساسية بالإضافة إلى مساهمتها بشكل غير مباشر في استكمال الحلقة الإنتاجية لكثير من المشاريع التجارية والصناعية الأخرى.
ويقول المدير العام لمصنع الغزال للبلاستيك قاسم أبوغزالة إن المشاركة بالمعارض تتيح الفرصة للشركات التواصل مع المستهلكين والتعريف بجودة ما تنتج من مواد، والوصول إلى الفئات المستهدفة بطريقة أسرع، بالإضافة إلى التنسيق والتشبيك مع المؤسسات ذات العلاقة.
ولفت إلى أن الصناعة هي من أهم معايير ازدهار البلد وتطوره وتضيف قوة لا مثيل لها إلى الاقتصاد عبر استحداث منتجات جديدة لم تكن موجودة من قبل أو من خلال تقليل كلفة المواد المستوردة من الخارج.