المعارضة الكويتية تراهن على أحمد السعدون لإزاحة مرزوق الغانم

الكويت - حظي قرار رئيس مجلس الأمة الأسبق والسياسي المخضرم أحمد السعدون بالترشح للانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في التاسع والعشرين من الشهر المقبل، بردود فعل إيجابية لاسيما في أوساط المعارضة الكويتية، التي ترى أنه الشخصية الأقدر على إزاحة رئيس مجلس الأمة المنحل مرزوق الغانم.
وتكن المعارضة الكويتية عداء شديدا للغانم الذي تولى على مدار السنوات الماضية رئاسة مجلس الأمة. وقد اتخذت المعارضة من إسقاط الغانم ورئيس الوزراء السابق الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أولوية مطلقة خلال الفترة التي سبقت استقالة حكومة الأخير وحل مجلس الأمة عبر تدشينها لحملة “رحيل الرئيسين”.
ويقول مراقبون للشأن الكويتي إنه بعد نجاح هذه المعارضة في الضغط باتجاه إقالة صباح الخالد، ترى أن المهمة المقبلة هي إنهاء حقبة الغانم وإزاحته من المشهد النيابي، وقد أنعش قرار السعدون بالترشح للاستحقاق فرصة الأخيرة في تحقيق مرادها.

ثامر السويط: عودة أحمد السعدون ستعطي دفعة كبيرة لعملية الإصلاح
وأعلن السعدون في العشرين من أغسطس الجاري ترشُّحه عن الدائرة الثالثة في الانتخابات النيابية القادمة، وتبدو فرصة نجاح السعدون في الاستحقاق كبيرة، وبالتالي فإن فرص عودته إلى رئاسة المجلس مجددا وافرة.
وترى المعارضة أن السعدون بما يملكه من شخصية قوية، ومع وجود رئيس وزراء قوي، قادر على لعب دور رئيسي في تصحيح مسار العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والتي شهدت تدهورا كبيرا ما أثر سلبًا على حالة الاستقرار في الكويت.
وأشاد السياسي المخضرم بالجهود التي بذلتها الحكومة الجديدة برئاسة الشيخ أحمد نواف الصباح لإنجاح الاستحقاق الانتخابي قائلا “الحكومة هيأت كل الظروف ليقول الشعب كلمة الفصل في عملية تصحيح مسار المشهد السياسي من جديد”.
ويعد السعدون أحد القياديين السياسيين المخضرمين الذين كانت لهم بصمتهم في الساحة النيابية الكويتية، ويكفي أنه كان من ضمن الذين سعوا إلى إعادة الحياة البرلمانية بعد حل المجلس في عام 1985.
وبدأ السعدون مشواره السياسي في ستينات القرن الماضي، وتقلد على مدار تجربته الحافلة العديد من المناصب الحكومية، كما تولى رئاسة مجلس الأمة في العام 1992 والعام 1996 وأخيرا في العام 2012 حينما فاز بأغلبية 38 صوتا، متقدماً بذلك على منافسه آنذاك محمد الصقر الذي حصل على 26 صوتا.
ويرى مراقبون أن عودة السعدون إلى الحياة النيابية بالتأكيد سيكون لها أثرها، لاسيما وأن الرجل يحظى بثقة القوى السياسية وخاصة المعارضة التي سارعت إلى إعلان ترحيبها بهذه العودة.
وقال النائب الكويتي السابق مسلم البراك إنَّ ترشُّح السعدون وانتخابه نائباً بمجلس الأمة سيكونان تمهيدا لانتخابه رئيسا للمجلس.
المعارضة ترى أن السعدون بما يملكه من شخصية قوية، قادر على لعب دور رئيسي في تصحيح مسار العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية
وأشار البراك خلال كلمة له في مؤتمر صُحفي، السبت 20 أغسطس الجاري، “أفرحنا خبرُ ترشُّح أحمد السعدون، ويجب الحرص التام على هذا العملاق صاحب الأداء الوطني المتميز”.
ويرى المراقبون أن موقف البراك ليس غريبا، خاصة وأن الرجل يعتبر رئيس مجلس الأمة المنحل أحد ألد خصومه، وسبق أن خاض معه مواجهات وصلت أصداؤها إلى القضاء.
واعتبر الناشط السياسي والمترشح للانتخابات التشريعية عن الدائرة الثالثة سامي المانع أن ترشُّح السعدون سيقطع الطريق أمام التسابق على رئاسة مجلس الأمة.
وكتب المانع في تغريدة على حسابه في تويتر “السعدون هو القادر على تصحيح مسار المؤسسة التشريعية التي عاثوا فيها فساداً”.
وقال عضو مجلس الأمة المنحل ثامر السويط “كلي ثقة أن عودة الرئيس أحمد السعدون للمشهد السياسي وبشكل مباشر، ستعطي دفعة كبيرة لعملية الإصلاح السياسي، وستساهم في محو آثار المرحلة الماضية التي تم العبث فيها بمجلس الأمة وتزييف الإرادة الشعبية للكويتيين”.
وفي مقابل احتفاء المعارضة بعودة السعدون إلى المشهد النيابي لا تخفي جهات سياسية ونيابية أخرى توجسها من هذه العودة التي قد تأتي بنتائج عكسية، وذلك عبر تقوية شوكة المعارضة في مجلس الأمة، الأمر الذي قد ينتهي إلى بقاء الكويت ضمن الحلقة ذاتها.