المطالب كثيرة.. أي دولة ستنجح في الانضمام إلى مجموعة بريكس

جوهانسبرغ - تجتمع الدول المنضوية في مجموعة “بريكس” لمدة في جوهانسبرغ. ومن بين المسائل التي ستناقشها القمة الخامسة عشرة للاقتصادات الناشئة الخمسة (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، التوسع المحتمل للتكتل الساعي لزيادة نفوذه في العالم.
المجموعة أنشئت بأربعة أعضاء في العام 2009، ثم انضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2010. وتمثّل بلدان بريكس 23 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 في المئة من سكان العالم، لكن المجموعة غير متجانسة: فالدول الخمس، الموزّعة في أربع قارات، لديها اقتصادات ذات نمو غير متكافئ.
وتنعقد القمة الخامسة عشرة للمجموعة تحت شعار “بريكس وأفريقيا”، وتأتي فيما باتت القارّة مسرحا للمعارك الدبلوماسية مجددا مع تنافس كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي.
وأضافت التوترات العالمية المتصاعدة التي أثارتها الحرب في أوكرانيا وتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة إلحاحا على حملة لتعزيز قوة المجموعة، التي عانت أحيانا انقسامات داخلية وافتقارا لرؤية متماسكة.
أكثر من أربعين دولة عبرت عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس، بينها عشرون بلدا طلبت رسميا الانضمام إلى الكتلة
وتحرص روسيا على ضم أعضاء جدد لمواجهة عزلتها الدبلوماسية بسبب غزوها لأوكرانيا. ولم يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف دولية على خلفية الاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا، القمة، وأوفد وزير الخارجية سيرغي لافروف كممثل عنه.
وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا إن أكثر من 40 دولة عبرت عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس، بما فيها إيران والسعودية وبنغلاديش والأرجنتين، بينها 20 بلدا طلبت رسميا الانضمام إلى الكتلة، بما فيها الجزائر والسعودية والأرجنتين وبنغلاديش وكوبا ومصر وإثيوبيا وإيران وفيتنام. وأعربت أخرى مثل المكسيك وباكستان وتركيا عن اهتمامها بالعضوية.
وستطرح جنوب أفريقيا على قادة بلدان بريكس مقترحا لتوسيع العضوية فيما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة.
لكن محللين أبدوا حذرهم حيال الأمر، حيث تثير مسألة توسيع بريكس انقسامات داخل المجموعة.
ونظرا إلى تنوع الدول الطامحة للانضمام إلى المجموعة “من الصعب رؤية ما هي معايير التوسع المحتملة”، وفق ما أوضح جون ستريملو، المتخصص في العلاقات الدولية في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ.
ويُتوقّع أن تقدم بريتوريا التي تعمل على وضع شروط العضوية، مقترحا للدول الأعضاء خلال القمة.
روسيا تحرص على ضم أعضاء جدد لمواجهة عزلتها الدبلوماسية بسبب غزوها لأوكرانيا
ويقول مراقبون إن دخول دول جديدة إلى المجموعة قد يغير التوازنات الجيوسياسية للكتلة. وتشترك بلدان بريكس في المطالبة بتوازن اقتصادي وسياسي عالمي متعدد الأقطاب.
ومن بين الدول التي تتنافس على العضوية، بلدان غير منحازة تقليديا، مثل إندونيسيا وإثيوبيا. لكن هناك أيضا بلدانا معادية علنا للولايات المتحدة وحلفائها، مثل إيران وفنزويلا.
وقال كوبوس فان ستادن، الباحث الجنوب أفريقي المتخصص في العلاقات الصينية – الأفريقية، “إذا انضمت إيران إلى بريكس، سيغير ذلك النطاق السياسي للمجموعة بشكل كبير”، تماما كما ستكون الحال إذا انضمت السعودية إليها.
وكان مصرف التنمية الجديد الذي أنشأته مجموعة بريكس في العام 2015 بهدف تقديم خيار آخر غير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، قَبِل أعضاء جددا: بنغلاديش والإمارات ومصر. ويفترض أن تصبح أوروغواي قريبا جزءا منه.
ووفقا لبريتوريا، فإن ذلك يعد شكلا من أشكال توسيع المجموعة.
لكن “إذا أرادت بريكس أن تبقى مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبرى، سيكون من المنطقي ضم دول من الجنوب في مجموعة العشرين إلى الكتلة”، وفق ستريملو. وتنتمي دولتان من الدول التي أعلنت ترشيحها لعضوية بريكس إلى مجموعة العشرين، هما السعودية وإندونيسيا.
بكين تريد توسيع نفوذها العالمي وتعتبر مجموعة بريكس "وسيلة فريدة" للقيام بذلك
قبل مناقشة شروط الانضمام، يتعين على الدول الأعضاء في مجموعة بريكس أن تتفق على فكرة التوسع في ذاتها، إذ إن الصين والهند، أقوى اقتصادين في الكتلة، منقسمتان بشأن هذه المسألة.
تريد بكين توسيع نفوذها العالمي وتعتبر مجموعة بريكس “وسيلة فريدة” للقيام بذلك، وفق براين هارت من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن. لكن نيودلهي لديها تحفظات إذ تتخوّف من نوايا منافستها الإقليمية.
أما بريتوريا فتؤيد بوضوح فكرة توسيع المجموعة، مثل موسكو. أما البرازيل فهي أكثر ترددا.
ودعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عبر الشبكات الاجتماعية الثلاثاء إلى ضم الأرجنتين التي تكافح من أجل سداد قرض بقيمة 44 مليار دولار لصندوق النقد الدولي، وتواجه تضخما غير مسبوق ونقصا في النقد الأجنبي. وقال “من المهم جدا أن تكون الأرجنتين جزءا من بريكس”.
وقال أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة “ويتووترسراند” في جوهانسبرغ جاني روسو “برأيي، سيتم التفكير بتوسيع إضافي محتمل خلال العام الجاري ولن يتم اتّخاذ قرار أثناء القمة لإتاحة المزيد من الوقت” لدراسة الأمر.
وقال مؤسس معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا جاكي سليير إن بريكس تعتمد على الإجماع، ما يشكّل “عقبة رئيسية” أمام صناعة القرارات.
وأضاف “على الأمد البعيد، أرى أن المنافسة التي لا مفر منها بين الصين والهند ستكون على الأرجح التحدي الرئيسي الذي سيواجه بريكس في نهاية المطاف”.
اقرأ أيضاً: هل تبحث مجموعة بريكس عن نظام دولي جديد