المطاعم اليابانية تُزيّن فسيفساء الأكل في الإمارات

أبوظبي - تتمتع الأكلات اليابانية بشعبية كبيرة في الإمارات منذ أن بدأت الجالية اليابانية الإقامة في الدولة منذ 5 عقود.

يتزايد عدد المطاعم التي تقدم الطعام الياباني مثل السوشي والتمبورا ولحم البقر رغم قلة عدد اليابانيين المقيمين في الإمارات، إلا أن هذه المطاعم ازدادت شعبيتها وارتفع عددها بنسبة 163.4 في المئة خلال العقد الماضي ما يعكس إقبال المجتمع على الأكلات العالمية وقيم التنوع التي تسودها.

وساهم اهتمام الإماراتيين والمقيمين بالأكلات اليابانية في المزيد من تعزيز العلاقات بين الشعبين الصديقين مع احتفال البلدين بمرور 50 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفقا لتصريحات مسؤولين يابانيين لوكالة أنباء الإمارات (وام).

وتطرق شيرو أوهكوبو سفير النوايا الحسنة للمطبخ الياباني في الإمارات إلى وجود 142 مطعما يابانيا في الإمارات في عام 2013 ارتفع عددها إلى 342 مطعما في عام 2022 بزيادة بلغت 163.4 في المئة.

وأوضح أوهكوبو، وهو أيضا العضو المنتدب لشركة سامت للتجارة أكبر شركة للمطاعم اليابانية في منطقة الخليج العربي تأسست في عام 1977، أن هذه الأرقام أصدرتها قاعدة بيانات شركته التي تتعامل مع أغلب المطاعم اليابانية في الإمارات.

وأضاف أن زبائن المطاعم اليابانية في سبعينات القرن الماضي كانوا من العاملين في شركات النفط اليابانية في أبوظبي، بينما تشهد قاعدة زبائنها الآن توسعا وتنوعا.

وقال إن قاعدة الزبائن حاليا تشمل أفراد الجالية اليابانية والإماراتيين والمقيمين العرب ومواطني الدول الغربية، إلى جانب المقيمين من الهند والفلبين وجنسيات آسيوية أخرى من المحبين للمطبخ الياباني.

وقال أكيو إيسوماتا سفير اليابان لدى الإمارات إن نمو صناعة المطبخ الياباني في الإمارات غير مرتبط بعدد أفراد الجالية اليابانية في الدولة التي يقدر عددها بنحو 4300 فرد.

وأضاف أنه شهد كيف ساهمت المطاعم اليابانية في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الإماراتيين واليابانيين أثناء إكسبو 2020 دبي.

وقال إيسوما “إن علاقات الأفراد تتوطد ضمن وسائل أخرى على مائدة الطعام.. فقد شهدت ذلك في سلسلة مطاعم سوشيرو التي كانت ممثلة في الجناح الياباني في إكسبو 2020 دبي”.

وأكد أن المطبخ الياباني ترك طابعا مميزا، موضحا أن زيادة شعبية الأكلات اليابانية في الإمارات دفعت الحكومة اليابانية إلى تعيين سفير للمطبخ الياباني لتعزيز انتشارها.

وتعدُّ مطاعم “كاتسويا” أحد المعاقل الشهيرة لفنّ الطهي الياباني التقليدي، وأبرز الأماكن التي يقصدها المشاهير في جميع أنحاء الولايات المتحدة من أجل تناول السوتشي والسمك والنودلز والأرز المقرمش مع التونة الحارة والكود الأسود المنقوع بالميسو وغيرها من الأطعمة اليابانية الفاخرة.

وحققت هذه السلسلة التي انطلقت في لوس أنجلس قبل ستة عشر عاما نقلة نوعية إذ وجدت لنفسها مكانا ومكانة في منتجعات هايد في دبي، حيث أنشأت أول مطعم خارج الولايات المتحدة للسلسلة التي يرأسها ويديرها الشيف العالمي بافيل نيجاي.

ويقول الشيف نيجاي لـ”يورونيوز”، إن “المطبخ الياباني يحتاج إلى عناية وتركيز، ليس فقط من أجل الوصول إلى أعلى درجات الجودة، وإنما أيضا لاستقطاب أولئك الذين يختارون بذوق رفيع الطعام وكذلك أمكنة تناوله”.

قائمة طويلة من وجبات الأطعمة ينتجها مطبخ “كاتسويا”، وقد يكون من أشهرها طبق سمك القد الأسود المتبّل بالـ”ميسو”، إذ يتمّ مزج هذا السمك في عجينة مكونة من مزيج الـ”ميسو” الأبيض والأحمر والساكي إضافة إلى العسل، ثم تُترك لمدة 24 ساعة يمتصّ خلالها السمك النكهة السحرية للعجينة وذلك قبل البدء في عملية الطهي.

وفي مطعم “كوهانتي” قرب أوبرا دبي يمكن للزبائن الشعور بثقة تامة بجودتها وتقيدها بالطعام الحلال بموجب معايير تصدير المواد الغذائية والأطعمة اليابانية إلى الخليج ودولة الإمارات.

ومنذ 2018 افتتح فندق ميلينيوم المطار دبي أحد أشهر وأبرز المطاعم اليابانية والمعروف باسم “فوجيا”، ويقدم لزبائنه تجربة رائعة لتذوق تشكيلة واسعة وغنية من الأطباق اليابانية الأصيلة والشهية، وذلك بفضل التصميم الداخلي للمطعم المبني على طراز المقاهي اليابانية المعروف باسم “ايزاكايا”، والذي يعكس التقاليد اليابانية العريقة.

وتضم قائمة الطعام مجموعة واسعة من الأطباق التقليدية مع لمسات من الحداثة العصرية، والتي تتنوع ما بين أطباق المقبلات اليابانية وبوفيه أطباق شرائح لحم البقر والخضار المعروفة باسم “واغيو شابو - شابو”، فضلا عن أطباق الـ”ياكيتوري” (أسياخ الدجاج المشوي على الطريقة اليابانية) والمزيد غيرها من الأطباق والنكهات اللذيذة.

ويقدم المطعم تشكيلة فاخرة من المشروبات، بما في ذلك شراب “ساكي” النادر ويوزو وشيسو. ومن أشهر المطاعم الأخرى في دبي مطعم “شي سوشي” الذي يقدم سوشي حسب ذوق كل زبون وعلى الفور.

ونجد أيضا مطعم “شو تشو”، ويقع في منتجع ويستن دبي، ويتميز بإطلالة مباشرة على البحر؛ أما مطعم “بلو أورانج” فهو بوفيه مفعم بالحيوية، يستطيع فيه الزوار مشاهدة الطهاة أثناء تحضيرهم الوجبات بحرفية.