"المطار الصامت" صيحة جديدة في المطارات لإتاحة جو من الهدوء للركاب

المسافرون يسمعون إعلانات صادرة بأصوات البشر، غير أن الأكثر شيوعا أصبح سماع إعلانات ينتجها الذكاء الاصطناعي.
الجمعة 2024/03/29
هدوء واسترخاء

فرانكفورت - يحتاج المسافر لفترة من الهدوء والاسترخاء، قبل أن تقلع به الطائرة أو ينطلق به القطار إلى جهته المقصودة، ولكنك لا تحصل أبدا على لحظة تتمتع خلالها بالسكينة في مطار أو محطة للسكك الحديدية، حيث تحيط بك من كل مكان أصوات ثرثرة الركاب المنتظرين، أو أزيز عجلات الحقائب التي يدفعونها وهم ينتقلون من مكان إلى آخر.

وفوق كل ذلك كله تأتي ضوضاء مستمرة عبر مكبرات الصوت، منبعثة من إعلانات عن الإجراءات الأمنية ومحطات الترانزيت التي ستهبط بها الطائرات، وحالات التأخر في الإقلاع أو الوصول، والنداءات على الأشخاص المتأخرين عن الصعود إلى الطائرة.

وأيا كان الموضوع فإن الإعلانات والنداءات المسجلة تكون عادة بأصوات نسائية، وهي أصوات مفضلة عالميا وفقا لما تشير إليه استطلاعات الرأي، ربما بسبب وضوح نبراتها وما تحمله من نغمات هادئة وودية تنقل بها الرسائل، وهي في هذه الحالة أفضل في تأثيرها من النبرات الأكثر صرامة إلى حد ما، التي تسمعها أحيانا في الأوامر المذاعة عبر الإعلانات المباشرة.

ومع ذلك فغالبا ما يفضل الركاب جو الهدوء، وهذا ما دفع شركة فرابورت الألمانية للنقل التي تدير مطار فرانكفورت، أكبر المطارات في ألمانيا وأكثرها حركة وازدحاما، لأن تنتهج سياسة تعرف باسم “المطار الصامت”.

وتعني هذه السياسة وضع قيود صارمة على نداءات الصعود إلى الطائرة، وضمان سماع هذه النداءات داخل منطقة معينة فقط، حتى لو كانت تعلن كلها بطريقة منسقة ومتحكم فيها مركزيا.

ولا يزال المسافرون يسمعون أحيانا إعلانات صادرة بأصوات البشر، غير أن الأكثر شيوعا في هذه الأيام سماع إعلانات، تنتجها الآلات عن طريق الذكاء الاصطناعي، مثل تلك التي تبث أثناء عملية صعود الركاب إلى الطائرة.

حح

والميزة في هذه الطريقة التي تستفيد منها شركات الطيران، هي أن الاستعانة بالآلات يمكنها أن تخفف العبء عن الموظفين، وتعمل على الإسراع بعملية صعودهم إلى الطائرة بدرجة كبيرة.

وتعد لوفتهانزا واحدة من شركات الخطوط الجوية الكثيرة التي تفضل هذا النهج، وتقول الشركة الألمانية الرائدة في بيان لها، “هذه الطريقة تعني أن الإعلانات عالية الجودة متاحة بلغات مختلفة، وأن عملاءنا يتلقون معلومات موحدة ومنسقة”.

وقال متحدث باسم شركة فرابورت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، “نحن نستخدم نظاما يخزن نماذج نصية ومحتويات مختلفة للإعلانات”. وأضاف أن استخدام الإعلانات الموحدة يساعد على التخطيط، لتحديد الأماكن التي ينبغي أن تسمع فيها الإعلانات وتوقيتاتها.

وقامت شركة “سيتيغ تكنولوجيز” ومقرها بالقرب من مطار فرانكفورت، بربط أكثر من عشرة أنظمة ذاتية التشغيل للإعلانات العامة بالمطار، مع التعامل مع نظام التحكم.

18