المصريون يقبلون على شراء التمور قبل رمضان

القاهرة ـ توافدت أعداد كبيرة من المصريين إلى حديقة الأورمان لشراء التمور بأسعار مخفضة خلال مهرجان "القاهرة الدولي الثاني للتمور والمنتجات الطبيعية"، الذي جرت فعالياته بمشاركة عارضين من مختلف الدول العربية، وذلك قبل حلول شهر رمضان.

وتقول بثينة  سمير وهي ربة منزل زارت المعرض أكثر من مرة، "لا نستطيع استقبال شهر رمضان دون شراء التمور، وطوال السنوات الماضية نعتاد شراء التمر من سوق الساحل لتعدد أنواعه وتباين أسعاره".

وافتتحت هذه الدورة من المهرجان تحت شعار "التمور ثمار المستقبل" في الرابع والعشرين من مارس وتختتم فعالياتها اليوم الحادي والثلاثين من نفس الشهر، تحت رعاية وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي والتجارة والصناعة، والاتحاد العربي للتمور.

وتعد التمور مادة رئيسية على موائد المصريين خلال شهر رمضان المبارك، إذ عادة ما يكسر الصائم صيامه على التمر، إذ يزود البلح الجسم بنسبة معتبرة من المواد السكرية سهلة الهضم وكذلك المعادن سهلة الامتصاص.

ويتفق خبراء التغذية على أن التمر المنقوع في الماء يزود الصائم عند بدء الإفطار بالطاقة والمياه معا ويقوي القلب والكبد وجهاز المناعة ويعالج حالات فقر الدم المزمن والأنيميا الحادة، كما أشارت دراسة أصدرها مؤخرا مركز البحوث الزراعية في القاهرة.

وإذا كان التمر جزءا أصيلا من التقاليد الغذائية الرمضانية فمصر تقدم أجود أنواع التمور للعالم،، حيث تنتج حوالي 1.8 مليون طن سنويا، حسبما صرح الدكتور أشرف الفار الأمين العام للاتحاد العربي للتمور لوكالة أنباء شينخوا.

وأوضح الفار، أن إنتاج مصر من التمور يمثل 23 في المئة من حجم إنتاج الدول العربية، و18 في المئة من الإنتاج العالمي. وتصدر مصر حوالي 50 ألف طن من التمور، وتستهدف الوصول إلى 200 ألف طن خلال السنوات القليلة القادمة وفقا للفار.

وأشار إلى أن مصر أخذت قرارا بزراعة 2.5 مليون نخلة من الأصناف الجيدة والجديدة، والتي لها رواج عالميا، مثل التمر البرحى وهو ما يؤهل مصر لريادة قطاع التمور على مستوى العالم.

وأضاف الفار "نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، والكل يقوم بشراء التمور، ونحن نشجعهم على ذلك، لأن التمور مهمة جدا لصحة الإنسان فهي تمثل غذاء متكاملا".

وشارك في المهرجان نحو 50 عارضا من مختلف الدول العربية، ويعرضون أنواعا كثيرة من التمور بأسعار مخفضة عن الأسواق.

ومن بين هؤلاء العارضين شركة "جود للصناعات الغذائية"، وقال عمرو الصياد مدير التسويق بالشركة "نحن نعرض في المهرجان جميع أنواع التمور المصرية والسعودية المزروعة في مزارع الشركة بالواحات البحرية غرب القاهرة مثل تمور الصقعي وعجوة المدينة والسكري والمجدول والصفاوي والخضري".

وأوضح الصياد أن "التمر المصري بدأ يتفوق ويتربع على عرش التمور في الدول العربية.. ونهدف من المشاركة في المهرجان إلى المساعدة في تنشيط ثقافة التمور لدى المواطن المصري، وهذا الأمر أصبح ملموسا في الآونة الأخيرة".

وتابع أن "أسعار التمور في متناول الجميع وتتراوح بين 15 إلى 300 جنيه، وهناك تخفيضات كبيرة تصل إلى 25 في المئة، فعلى سبيل المثال نبيع عجوة المدينة بـ300 جنيه بينما تباع في الأسواق بـ450 جنيها، كما نبيع 5 كيلوغرامات من البلح المصري بـ90 جنيها مقابل 120 جنيها في الأسواق".

ومن العارضين أيضا جمعية "أوجلة الزراعية" الليبية التي تشارك في المهرجان للمرة الأولى. وقال مفتاح سحيم ممثل الجمعية "نحن سعداء بهذه المشاركة ونأمل أن تنال منتجاتنا ثقة الجميع في مصر". وأضاف سحيم أن "ليبيا مشهورة بإنتاج العديد من التمور الجيدة منها تمور دجلة والصعيدي والتمور الناشفة والطابوني وهذا المهرجان فرصة جيدة للجمهور حتى يتعرف على المنتجات الليبية".

ولفت إلى أن أسعار التمور الليبية ليست مرتفعة، حيث يبلغ سعر الكيلوغرام من تمر دجلة 75 جنيها وتمر الحمراية 70 جنيها.

وكانت نهي عاطف، وهي ربة منزل في الثلاثينات من عمرها، تتجول في أرجاء حديقة الأورمان للاطلاع على العروض المقدمة في مهرجان التمور. وقالت عاطف "لقد قمت بجولة في المهرجان وتعرفت على أنواع كثيرة من التمور منها السكوتي والبارتمودة والشامية والجنديلة والعينات والأسواني والسوداني".

ورأت أن "الأسعار جيدة جدا مقارنة بالأسواق الخارجية، وهناك تخفيضات حقيقية عند بعض العارضين تصل إلى 30 في المئة، وهذا شيء جيد يشجع على شراء التمور". وأضافت "قمت بشراء أكثر من نوع من التمور المصرية والسعودية بقيمة 450 جنيها".

والطريف أن المصريين يطلقون كل عام في رمضان العديد من أسماء المشاهير حول العالم على أنواع متعددة من البلح في الأسواق، فضلا عن أسماء مسلسلات تلفزيونية وفنانات مثل ياسمين صبري وهيفاء وهبي ونانسي عجرم ناهيك عن لاعبي كرة القدم.

وشهد المهرجان عروضا ترفيهية لرواده، حيث تقدم فرق الفنون الشعبية عروضا على المسرح داخل حديقة الأورمان، من بينها عرض التنورة.