المصرية عبير عادل تغوص في المتخيل لترسم عالما من الفرح

القاهرة - تحمل آخر مجموعات الفنانة المصرية عبير عادل التي جرى عرضها بمعرض “بنات حواء” المقام بغاليري نون للفنون غربي مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، عنوان “الفرحة المنتظرة” ورسمت فيها فتاة تنتظر فرحة ما، وتعيش بخيالها في تفاصيل حياتها الجديدة بعد أن تتحقق فرحتها المنتظرة في الارتباط بشريك العمر.
واستخدمت الفنانة في مجموعتها الأخيرة بعض المفردات والرموز مثل الطيور التي ترمز بحسب قولها إلى السعي، ويتجسد فيها دور الرجل في السعي من أجل توفير الرعاية والحماية لعائلته، كما عبرت عن الرومانسية ولحظات الطمأنينة بالطيور المحلّقة، واستخدمت رمزية الأسماك في التعبير عن مصدر الرزق، كما اختارت اللون الأبيض للتعبير عن الخير والتفاؤل والفرح، وتنوعت في تلك المجموعة استخداماتها لخامات ووسائل فنية متعددة مثل الحفر والطباعة والأكريليك.
وعبير عادل المولودة في العام 1993 هي فنانة تشكيلية مصرية تنتمي لجيل الشباب، وتعد من بين الوجوه الفنية الأكثر نشاطا، حيث نجحت برغم إقامتها في جنوب الصعيد، في أن تشارك في سبعة عشر ملتقى ومعرضا تشكيليا في كل من مصر ولبنان وتونس ونيجيريا وإيطاليا، بجانب وصول أعمالها الفنية للكثير من بلدان العالم، حيث جرى اقتناء إبداعاتها التشكيلية من قبل أفراد ومؤسسات في بلدان عدة بينها مصر والصين واليابان والهند والولايات المتحدة وغيرها.
وتنحاز الفنانة للمرأة في الكثير من لوحاتها، فتجسد لنا قضايا المرأة بأسلوب فني مبسط، مستخدمة الألوان والموتيفات التي تتأثر فيها بالحياة في قرى النوبة بأسوان، وما تحمله المنازل من ألوان ورموز، وهي تميل في الكثير من أعمالها إلى المدارس التشكيلية الحديثة.
وتقول عادل إن علاقتها بالرسم هي علاقة روحية، حيث تجد في الرسم وسيلة للتعبير عن ذاتها، وحين تتأخر بقضية أو حالة ما، سرعان ما تُعبر عن ذلك الشعور والإحساس، وعن تلك الحالة بالرسم، الذي يحمل ما في دواخلها، ويعبر عن موقفها، ولذلك تقول إنها ترسم أولا بعينها وفكرها قبل أن ترسم على سطح اللوحة.

وحول موضوعات لوحاتها، قالت إن المرأة هي الحاضر الأول في لوحاتها، حيث ترسمها بكل أشكالها، فتاة وزوجة وأما وشريكة في بناء المجتمع، كما ترسم الرجل وتعمل على إبراز دوره في العائلة والمجتمع.
وترفض الفنانة تصنيف العمل الفني، وأن يقول البعض هذا عمل أنثوي، وذلك عمل ذكوري، لكنها لا تنفي وجود منافسة بين الرجل والمرأة في مجال الفنون التشكيلية.
كما ترى عبير أن المرأة أثبتت وجودها بقوة في المشهد التشكيلي المصري والعربي، لافتة إلى أن النساء نجحن في ممارسة فن النحت على أحجار الغرانيت الصلبة، واستخدمن خامة قد تكون صعبة الاستخدام من جانب المرأة.
ولفتت إلى أن الحركة التشكيلية العربية تشهد حالة من الازدهار بفضل ما يقام من معارض وملتقيات داخل القاعات وفي وسط الساحات، وافتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية.
وأكدت أن مصر وبلدان العالم العربي غنية بالفنانين الذين وصلوا بإبداعاتهم إلى العالمية، وتنتشر أعمالهم التشكيلية في متاحف ومعارض العالم.
وأوضحت الفنانة التي كانت قد حصلت على منحة دعم الفنانين ضمن مبادرات آفاق لبنان 2020، وعلى التفرغ من وزارة الثقافة المصرية لعامين متتاليين 2018/ 2019، أن الفنان في العالم العربي بحاجة لأن يكون لديه عمل أساسي، بجانب ممارسته للفنون التشكيلية، وذلك لصعوبة اعتماد الفنان على الفن كمصدر للرزق، وشددت على رفضها لممارسة الفن كمصدر للرزق فقط، وأنه من الصعب عليها أن تمارس الفن من أجل بيع اللوحات، معتبرة أن ذلك يؤدي لتحويل الفن إلى تجارة.


