"المصدر المفتوح" كلمة سر رؤية سيتروين للتنقل الذكي

شركة سيتروين الفرنسية تترك بصمتها بشأن تيسير التنقل بثلاث ابتكارات تنسجم مع مدن المستقبل.
الأربعاء 2021/10/13
شرنقة فاخرة

وصل ابتكار السيارات المستقبلية إلى مراحل متطورة من الإتقان والتفاعل مع كل مستجدات التكنولوجيا، وهو ما أوجد بيئة مثالية في اندماج صناعة المركبات مع محيطها، حيث أضحت هذه البيئة محل تسابق مستمر بين الشركات التي تريد ترك بصمتها بشأن تيسير عمليات التنقل في المدن المزدحمة.

باريس- تعكف شركة سيتروين الفرنسية على تطوير مشروع متكامل لتيسير التنقل داخل المدن المزدحمة في المستقبل وذلك من خلال مركبات متعددة الهياكل وبتقنيات القيادة الآلية والدفع الكهربائي ضمن فكرة “المصدر المفتوح”.

وليس من المستغرب أن تقدم الشركة على طرح مفهوم للتنقل المستقل والمشترك، وهو تجسيد لرؤية ترى سيتروين أنها ستصبح حقيقة في غضون عقدين على أقرب تقدير، خاصة مع وجود خطط شبيهة أعلن عنها في السنوات الأخيرة بعض كبار المصنعين.

ومع بعض التعاون والأفكار المستقبلية، فإن لدى سيتروين صورة واضحة لما قد يبدو عليه التنقل الحضري، إذ تحت مفهوم “يوربان كولكتيف”، تعمل الشركة مع شريكين كبيرين ليس بالضرورة أن يكون لهما صلة بالتنقل، وهما عملاق الفنادق آكور وشركة جي.سي ديكو، الرائدان في السوق العالمية في الإعلان الخارجي والمتخصصان في جميع أنواع الخدمات.

وتهدف رؤية الشركة إلى الاستخدام الأمثل للمرات داخل المدن، فعلى سبيل المثال سينطلق أسطول متكامل من المركبات ذاتية القيادة والمربوطة بالشبكات على مدار الساعة في ممرات خاصة عبر المدينة حيث تسيطر عليها إدارة أسطول ذكية.

عربة مستقبلية بروح كلاسيكية
عربة مستقبلية بروح كلاسيكية

ويعد الاهتمام بما ستكون عليه أساليب التنقل مستقبلا جزءا من استراتيجية تطوير الشركة للتقنيات الجديدة، فيما يستمر تطور القواعد وأذواق المستهلكين في دفع صناعة المركبات العالمية نحو المزيد من مراعاة البيئة والفعالية والتشغيل التلقائي.

ويقول موقع “لارغوس” الفرنسي المتخصص في السيارات إن مفهوم سيتروين ليس مبتكرا في حد ذاته لأنه يعيد إلى الأذهان منصة تويوتا إي – باليت التي تم الكشف عنها العام الماضي.

وكانت تويوتا قد كشفت في يناير العام الماضي عن خطة لبناء مدينة أسمتها “المدينة المنسوجة” لا تستخدم فيها إلا المركبات ذاتية القيادة لتكون ساحة مثالية لاختبار تكنولوجيا القيادة الذاتية للسيارات والسيارات المتصلة بالإنترنت وغيرها من التقنيات الحديثة في هذا المجال.

وما تقوم به سيتروين يُذكر أيضا بمنصة رينسبيد سناب التي ظهرت في 2018 حيث أن مشروع “يوربان كوليكتيف” قريب جدا من تصميم الشركة السويسرية الشبيه بمركبة مقسمة إلى جزأين حيث الجزء السفلي الذي له شكل تزلج رباعي متصل بكابينة مخصصة للمستخدمين.

ويؤكد رئيس قسم التصميم في سيتروين بيير ليكليرك على النهج العالمي للمفهوم المستقبلي للشركة، قائلا خلال حدث أقيم مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس “لقد وضعنا أكثر من 65 فكرة لمجموعة متنوعة من الكبسولات على الورق في غضون يومين فقط”.

ويشكل محور رؤية الشركة الفرنسية ما يعرف باسم “سكيت”، وهو عبارة عن لوح تزلج عالي المرونة بأبعاد تبلغ 2.6 و1.6 متر يتم فيها تثبيت البطارية والإلكترونيات للقيادة الآلية، حيث تعرض سيتروين مفهومها لمركبة حضرية وذاتية القيادة يكون عالمها الخارجي والداخلي قابلين للتخصيص حسب الرغبة.

ويمكن أن ترسو على هذه المنصة عدة هياكل في غضون عشر ثوانٍ فقط يتم وضعها عبر أربع أسطوانات مرفوعة.

وتعتمد منصة سيتروين على عجلات مبتكرة تشبه الكرات من صنع شركة غووديير إيغال 360، التي تم تطويرها منذ عام 2016 في مركز أبحاث لوكسمبورغ التابع للشركة.

وتسمح هذه العجلات للمركبة بالتحرك في جميع الاتجاهات الممكنة: للأمام أو للخلف، من اليسار إلى اليمين، أو أي شكل آخر وذلك بواسطة المحركات المدمجة. وعند الاعتماد على نظام القيادة الآلي من المستوى الخامس، والذي لا يحتاج إلى تدخل السائق، فإن المركبة لن تتعدى سرعة 25 كيلومترا في الساعة.

كما أن أجهزة استشعار الرادار والليدار مخفية خلف شعارات سيتروين، بينما تختلف إضاءة الشعارات فقط حيث يمكن للمارة رؤية مكان المقدمة وهي باللون الأبيض والخلفية باللون الأحمر.

الاستخدام الأمثل للمدن يتجسد في السيطرة الذكية على أسطول من المركبات ذاتية القيادة تسير في ممرات خاصة

ويُطلق على النموذج الأولي القابل للقيادة بالكامل الذي تعرضه سيتروين “رؤية التنقل الذاتي”، وقد تم تصميمه ليكون “مفتوح المصدر”، مما يعني أنه يمكن للشركات الأخرى مستقبلا تقديم “الكبسولة” الخاصة بها للاستخدامات المختلفة مثل الرعاية الطبية وشاحنة الطعام وورشة الإصلاح المتنقلة أو مقدمي الخدمات اللوجستية.

وتوجد ثلاث كبائن مختلفة فوق هذه المنصة. ويمكن للمستخدم الاتصال بها وفقا لاحتياجاته ورغباته للوصول إلى مطعم أو لممارسة الرياضة أو للانتقال من محطة إلى فندقه، على سبيل المثال.

ووفق فريق الابتكار في سيتروين، فإن هذه المركبات المستقلة من المستوى الخامس تدور على ممرات مخصصة ويمكن أن تؤدي إلى تسييل حركة المرور بنسبة 35 في المئة على الأقل.

وتعد “سوفيتيل إن فوياج” تجسيدا للفكرة، فهي نوع من غرفة المعيشة المتدحرجة بطول يزيد عن ثلاثة أمتار اعتبرها مصممو سيتروين “شرنقة مفروشة بشكل فاخر مع منطقة جلوس مريحة”.

وبينما تبدو الكابينة الثانية عبارة عن صالة رياضية فسيحة للتنقل إلى العمل، فإن النموذج الثالث يشبه إلى حد بعيد عربات القرن قبل الماضي. ونظرا إلى تصميمه المنخفض فإنه يعطي فكرة عما يمكن أن يبدو عليه السفر بالحافلة في عام 2035.

15