المشي وسيلة فعالة لفقدان الوزن

كلما زادت سرعة المشي زادت السعرات الحرارية التي يتم حرقها.
الأحد 2024/03/10
المشي يحسن اللياقة البدنية

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على أهمية رياضة المشي في حرق السعرات الحرارية مشيرين إلى أنه كلما زادت سرعة المشي زادت السعرات التي يتم حرقها. ويمكن للمشي لمدة 30 دقيقة فقط يوميا أن يقلل من الدهون في الجسم، كما يمكّن من انخفاض ضغط الدم وتحسين الحالة المزاجية وزيادة قوة العظام وتحسين عملية الهضم

إلينوي ( الولايات المتحدة) ـ يتطلب فقدان الوزن ممارسات شاقة مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بانتظام والالتزام بنظام غذائي صارم، وهو ما قد يكون صعبا في ظل متطلبات الحياة اليومية المرهقة.

وتشير الدراسات إلى وجود بعض الطرق التي يسهل الوصول إليها لبقاء الفرد نشيطا وتُعزز فقدان الوزن.

ووجدت دراسات مختلفة أن المشي لمدة 30 دقيقة فقط يوميا يمكن أن يقلل من الدهون في الجسم، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالمشي، عند التفكير في فقدان الوزن، بل إن هناك حيلة بسيطة يمكنها أن تلعب دورا رئيسيا في تحقيق الهدف.

وتقول دينيس ميكلاسز، المدربة الشخصية في مركز نورث وسترن ميديسن كريستال ليك للصحة واللياقة البدنية في إلينوي، “إن شدة المشي تلعب دورا رئيسيا في مساعدة جسمك على حرق المزيد من السعرات الحرارية وتحسين نظام القلب والجهاز التنفسي”.

وتوصي ميكلاسز بإضافة 30 إلى 60 ثانية من المشي السريع كل ثلاث إلى خمس دقائق، تليها تهدئة لمدة 30 ثانية.

وأضافت أن حمل الأثقال أو المشي صعودا قد يساعد الأشخاص على تحقيق أهداف اللياقة البدنية بشكل أسرع.

إنقاص الوزن من خلال تمارين المشي يكون بناءً على مسافة المشي وكثافته ونوع النظام الغذائي اللذين يتبعهما الشخص

وسواء كانوا يلتزمون بالتمارين الرياضية أم لا، فإن المشي يعد إستراتيجية فعالة لفقدان الوزن مع فوائد صحية، مثل انخفاض ضغط الدم وتحسين الحالة المزاجية وزيادة قوة العظام وتحسين عملية الهضم.

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن إنقاص الوزن من خلال تمارين المشي يكون بناءً على مسافة المشي وكثافته ونوع النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص.

حيث يساعد الجمع بين ممارسة الأنشطة البدنية وخفض السعرات الحرارية على إنقاص الوزن أكثر من ممارسة التمرينات وحدها.

وتُعتبر ممارسة الأنشطة البدنية، مثل المشي، أمرًا ضروريًا للتحكم في الوزن لأنه يساعد على حرق السعرات الحرارية. وإذا أضاف الشخص 30 دقيقة من المشي السريع إلى نظامه اليومي، يمكنه حرق نحو 150 سعرًا حراريًا إضافيًا في اليوم. وبطبيعة الحال، كلما زاد مشيه وزادت سرعته، زادت السعرات الحرارية التي يحرقها.

ومع ذلك، يُعد التوازن أمرًا مهمًا. فالإفراط في ممارسة التمارين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالألم أو التعرض للإصابة أو الإنهاك. وإذا كان الشخص في بدايات ممارسة التمارين بشكل منتظم، فينبغي له البدء بالمشي لمسافات قصيرة أو بالتمارين منخفضة الشدّة والارتقاء تدريجيًا إلى المشي لمسافات أطول أو التمارين متوسطة أو مرتفعة الشدة.

وبمجرد أن يُنقص وزنه، تصبح ممارسة التمارين الرياضية أكثر أهمية من ذي قبل. فهي التي تساعد في الحفاظ على عدم اكتساب الوزن مرة أخرى. وفي الواقع، أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يحافظون على إنقاص الوزن على المدى الطويل يمارسون الأنشطة البدنية بشكل منتظم.

لذلك، ينبغي الاستمرار في المشي، ولكن مع التأكد من اتباع نظامً غذائي صحيٍّ.

وفيما يتعلق بأهداف الصحة واللياقة البدنية، وجد الخبراء أن المشي 10 آلاف خطوة في اليوم كان في الواقع هدفا واقعيا وقابلا للتحقيق لشخص لم يكن مهتما كثيرا بالتمارين الرياضية من قبل.

الجمع بين ممارسة الأنشطة البدنية وخفض السعرات الحرارية يساعد على إنقاص الوزن أكثر من ممارسة التمرينات وحدها

وأورد الخبراء أن الصحة العقلية لممارسي رياضة المشي تحسّنت بشكل ملحوظ كما فقدوا حوالي 15 رطلا من وزنهم في غضون 5 أشهر بفضل المشي 10 آلاف خطوة في اليوم. كما لم يمر وقت طويل حتى شعروا بالتأثيرات الإيجابية للتمرين على صحتهم.

وقال المتدربون إن الهواء النقي وفرصة الوجود في الهواء الطلق كان له أيضا تأثير إيجابي على صحتهم العقلية، في حين أتاح لهم المشي التواصل مع الأصدقاء والعائلة.

بالإضافة إلى تحسن صحتهم العقلية، كان للمشي أيضا تأثير ملحوظ على مظهرهم خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث أصبحت سيقانهم وأذرعهم أنحف بشكل ملحوظ، كما قل ظهور الدهون التي تتجمع في جيوب تحت سطح الجلد مباشرة على فخذي النساء(السيلوليت).

وأضافت المتدربات أنهن لاحظن تغييرات غير مرئية على صحتهن الجسدية من المشي، حيث أصبح من السهل إكمال هدفهن اليومي، وآلاف الخطوات الإضافية، دون الشعور بإجهاد جسدي.

ولخص الخبراء ما قد يحدث للجسم عند المشي 10 آلاف خطوة في فقدان الوزن، وتقليل السيلوليت، وتحسين الصحة العقلية، وتنحيف الساقين والذراعين.

وأكدوا أن تجربة مشي 10 آلاف خطوة لا تنطبق على الجميع. وقبل البدء بمشي 10 آلاف خطوة يوميا ينبغي استشارة الطبيب، خاصة إذا كان الشخص يعاني من أي مرض مزمن.

وكانت صحيفة “لو بريزيان” الفرنسية قد نشرت تقريرا للكاتبة جيال لومبارت حول دراسة نُشرت في مجلة “كميونيكيشنز بيولوجي”، تقول فيها إن الباحثين من جامعة ليستر بالمملكة المتحدة يعتقدون أن المشي السريع يمنح الفرد الذي يبلغ من العمر 56 عاما عمرا بيولوجيا أقل من عمره بـ16 عاما.

ودرس العلماء البيانات الجينية لـ405 آلاف و981 بريطانيًّا، إذ قاموا على وجه التحديد بقياس ما يسمى طول “تيلومير” خلايا الدم البيضاء، وهي نهايات الكروموسومات التي تحمي الأقسام الأخرى، تلك التي تحتوي على الجينات، من التلف المرتبط بالزمن.

فعندما تنقسم الخلايا تصبح هذه التيلوميرات أقصر شيئا فشيئا إلى أن تفقد الخلايا قدرتها على التكاثر، ويُعتقد أن تراكم الخلايا الشائخة في الجسم يسهم في الشيخوخة والأمراض ذات الصلة، لذلك فإن طول التيلومير هو علامة على العمر البيولوجي.

وذكرت الصحيفة أنه للمرة الأولى توصلت دراسة إلى وجود علاقة سببية واضحة بين سرعة المشي وطول تيلوميرات خلايا الدم البيضاء، وبالتالي التقدم في السن، حيث قال المؤلف الرئيسي للدراسة بادي ديمبسي “يمكن أن تكون الشدة التي يتم بها أداء حركة المشي القوية مهمة للصحة، بغض النظر عن الوقت الإجمالي للممارسة”.

14