المشي حافيا يمنع عضلات القدم من الضمور

برلين - يتمتع المشي حافيا بفوائد صحية جمّة؛ حيث إنه يعمل على تدريب عضلات باطن القدم، ما يمنع تعرضها للضمور، وفق ما قاله الدكتور ماتياس مانكه. وأضاف طبيب العظام الألماني أن المشي حافيا يسهم أيضا في الوقاية من الإصابة بما يعرف “بمهماز الكعب”، وهو عبارة عن نتوء عظمي مؤلم يشبه الشوكة يظهر على الكعب، وينشأ غالبا بسبب عضلات القدم غير المدربة.

وأشار الدكتور مانكه إلى أن هناك العديد من الأعصاب الحرة في القدم، والتي يتم من خلالها استقبال النبضات. لذا يتلقى الجسم إشارات جديدة، الأمر الذي قد يكون له تأثير إيجابي؛ حيث يسهم ذلك على سبيل المثال في تقليل آلام الرقبة أو آلام الظهر أو آلام الفقرات القطنية.

ومن ناحية أخرى، أشار الدكتور مانكه إلى أن المشي حافيا لا يعد مناسبا للأشخاص الذين يعانون من اعتلال الأعصاب المتعدد، وذلك بسبب تدهور الإحساس بالقدمين لديهم، ما قد يؤدي إلى عدم إحساسهم بوجود جرح في القدم في حال تعرضهم للإصابة. وينبغي أن ينتبه إلى هذه النقطة مرضى السكري بصفة خاصة؛ نظرا إلى أنهم غالبا ما يعانون من اعتلال الأعصاب المتعدد.

بدوره أوضح الطبيب فلاديمير خوروشيف بأنه توجد فائدة صحية كبيرة من سير الإنسان حافيا دون أي حذاء؛ لأنه توجد على باطن القدمين كمية كبيرة من النقاط الفعالة بيولوجيا. وبين خوروشيف بأنّ المشي حافيا يحفز وينشط جميع أعضاء وأنظمة الجسم عن طريق تدليك النقاط العصبية المرتبطة بها والموجودة على بطن القدم، والحديث هنا عن  الكبد والبنكرياس والدماغ.

وأشار إلى أنه عندما يمشي الإنسان حافي القدمين تتأثر وتنشط جميع أعضاء جسمه بالكامل، بفضل تدليك النقاط الفعالة حيويًّا. ومن المهم بشكل خاص اختيار مكان المشي المناسب. وأفضل خيار هو المشي على الحصى المستديرة، وكذلك العشب والرمل.

وذكر خوروشيف أنه عند المشي على الحصى يتم تدليك بطن القدم وكذلك يتم تدريب المفاصل. ونصح الطبيب بعدم المشي حافيا لأكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات في اليوم؛ لأنّ معظم الناس لديهم أقدام مسطحة، وتابع أنه لا ينصح بالمشي دون حذاء على الأسطح الصلبة والمخدشة لأنه لا يؤدي إلا إلى الأذى. وكذلك لا يجوز المشي حافيا على الأسفلت أو الخرسانة.

ويعد المشي حافيا طريقة الحياة الطبيعية بالنسبة إلى العديد من الثقافات، ورغم أن الحياة ترغم الأشخاص على ارتداء الأحذية حتى في المنزل، إلا أن الفوائد العديدة للمشي حافيا قد تجعلهم  يفكرون مرة أخرى بالأمر.

ويعرف المشي حافيا باسم “التأريض”، والذي تعتمد فكرته على وجود تدفق أو توصيل كهربائي يحدث بين الجلد والأرض عند ملامستها، ولهذا فإننا نشعر عند المشي حفاة على العشب أو التراب، بالهدوء والراحة، التي قد تزيد من تدفق الدورة الدموية وتقلل الالتهاب.

ونظرًا إلى أن الالتهاب يمكن أن يسبب الألم، يجد الكثير من الناس أنه عبارة عن مهدئ وشبه مسهل للألم عند التأريض. ومن فوائد المشي حافيا أنه يقوي ويطيل العضلات الصغيرة والأوتار والأربطة في القدمين والكاحلين وربلة الساق، والتي عادة ما تصاب بالضمور مع مرور العمر.

ويمكن أن يساعد هذا في منع الإصابات مثل التهاب اللفافة الأخمصية وجبائر قصبة الساق ويمكن أن يكون طريقة رائعة لتقوية قوس القدم لأولئك الذين لديهم أقدام مسطحة.