المشي إلى الخلف يحسن توازن الجسم

يشيد خبراء اللياقة البدنية بفوائد ممارسة رياضة المشي إلى الخلف من حيث أنها تحسن استقرار الجسم وتوازنه وتعزز العضلات وتقويها. كما تؤدي إضافة التغييرات في الميل أو الانحدار أيضا إلى تغيير نطاق حركة المفاصل والعضلات، ما يوفر تخفيفا للألم في حالات مثل الالتهاب، وآلام الركبتين والظهر.
لندن - يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن المشي عكس الاتجاه أو إلى الخلف يساعد بشكل كبير في شحذ العقل ليصبح التفكير صافيا.
ويشير الخبراء إلى أن الإنسان كلما واجه مشكلة أو موقفا صعبا يحتاج فيه إلى فكر و قرار سليم، عليه أن يجري تمرينا للمشي عكس الاتجاه لعدة دقائق، مما يعزز كفاءة وقدرة عقله على اتخاذ القرار السليم.
ويعد المشي إلى الخلف تقليدا لدى الصينيين واليابانيين منذ قرون عديدة، وقد بدأ سكان الغرب بممارسة هذه الرياضة مؤخّرا لما لها من فوائد مذهلة لصحّة الجسم، فإلى جانب تأثيرها الكبير في تنشيط الذهن وتقوية الجسم، قد تساعد ممارسة السير إلى الخلف في التخفيف من آلام الركبتين والظهر إلى حد كبير.
وتكمن أهمية المشي في أنه يساهم في نمو بعض العضلات، لاسيما العضلة القطنية التي تقع عند البطن، والعضلة الرباعية، وكذلك بعض عضلات الكتفين نظرا لانحنائهما إلى الأمام عند المشي، ولكن قد تؤدّي كثرة المشي أو الجري إلى اختلال توازن الجسم، في حين أنّ المشي إلى الخلف يعزّز العضلات الألوية في المؤخّرة، والعضلات المأبضية، التي تقع خلف الفخذ، وبعض العضلات الأساسية، والعضلات الظنبوبية، وهي العضلات الأمامية السفلى للساق.
أهمية المشي إلى الخلف تكمن في أنه يساهم في نمو بعض العضلات، لاسيما العضلة القطنية التي تقع عند البطن
كذلك يمكن للمشي إلى الوراء تنشيط أجزاء مختلفة من الدماغ والأعصاب، ولهذا فإن له فوائد كثيرة.
ومن أكثر فوائد المشي إلى الخلف المدروسة جيدا تحسين الاستقرار والتوازن. ويمكن للمشي إلى الخلف أن يحسن المشي إلى الأمام (كيف يمشي الشخص) والتوازن للبالغين الأصحاء والذين يعانون من هشاشة العظام في الركبة. ويؤدي المشي إلى الخلف إلى اتخاذ خطوات أقصر وأكثر تكرارا، ما يؤدي إلى تحسين القدرة على التحمل العضلي لعضلات أسفل الساقين مع تقليل العبء على مفاصلنا.
ويمكن أن تؤدي إضافة التغييرات في الميل أو الانحدار أيضا إلى تغيير نطاق حركة المفاصل والعضلات، ما يوفر تخفيفا للألم في حالات مثل التهاب اللفافة الأخمصية، وهو أحد الأسباب الأكثر شيوعا لألم الكعب.
وتستخدم التغييرات الوضعية الناتجة عن المشي إلى الخلف أيضا المزيد من العضلات التي تدعم العمود الفقري القطني، ما يشير إلى أن المشي إلى الخلف يمكن أن يكون تمرينا مفيدا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة.
وتم استخدام المشي إلى الخلف لتحديد وعلاج التوازن وسرعة المشي في المرضى الذين يعانون من حالات عصبية أو بعد السكتة الدماغية المزمنة.
لكن فوائد تغيير الاتجاه ليست علاجية فحسب، فالاهتمام بالحركة العكسية دفع الباحثين لاكتشاف العديد من الفوائد الأخرى أيضا.
وفي حين أن المشي الطبيعي يمكن أن يساعد في الحفاظ على وزن صحي، إلا أن المشي إلى الوراء قد يكون أكثر فعالية. ويكون إنفاق الطاقة عند المشي إلى الخلف أعلى بنسبة 40 في المئة تقريبا من المشي بنفس السرعة إلى الأمام.
ويزيد الجري إلى الخلف من قوة العضلات الأساسية المشاركة في استقامة الركبة، والتي لا تنتقل فقط إلى الوقاية من الإصابات، ولكن أيضا قدرتنا على توليد القوة والأداء الرياضي. ويقلل الجري المستمر إلى الخلف من الطاقة التي ننفقها عندما نركض إلى الأمام. وعندما يبدأ الإنسان في التحرك إلى الخلف أو في عكس اتجاه السير، فإن المخ يرفع درجة الانتباه والحذر في كل الجسم ليرسل إشارات عصبية لكل أعضاء الحركة بأن تكون على استعداد تام لتعديل وضع الجسم بسرعة في حالة سقوطه.
ويحرق المشى أو السير إلى الوراء سعرات حرارية أكبر من المشي العادي، كما يزيد الانتباه لكل من حاستي السمع والبصر، و يقوي القلب والرئتين والمفاصل.
وعند المشي إلى الوراء تقوم عضلات المعدة بمقام عضلات الظهر في حالة المشي العادي، مما يساعدها على أن تصبح أقوى وأصح.
وأثناء المشي إلى الوراء لا يثني الشخص ركبته كثيرا مثل ما يحدث عند مشيه إلى الأمام، وبذلك تكون قوة الشد الواقعة على عضلات الساق الأمامية والخلفية أقوى ويصبح التمرين أكثر فائدة. وتعد هذه الرياضة بمثابة تعليم المخ شيئا جديدا خلاف ما تعود عليه، كركوب الدراجة لأول مرة، فتحفز المخ على عمل حسابات جديدة وتوقعات وتخيلات لم يدركها من قبل، فيصبح المخ في أنشط حالته. لذلك ينصح خبراء اللياقة البدنية الشخص الذي يعاني من الخمول أو فقد القدرة على التركيز أن يجرب المشي إلى الخلف في مكان مفتوح لمدة خمس دقائق، وسيكتشف أنه استعاد تركيزه ونشاطه، فقد قام بتمرين لعضلات مخه وجسمه.
الخبراء يرون أن التغيير في الاتجاه لا يتطلب المزيد من الانتباه فحسب، بل قد يجلب أيضا فوائد صحية إضافية
كما ذكر الخبراء أن مجهود 100 خطوة إلى الخلف يعادل مجهود 1000 خطوة إلى الأمام.
فقد أثبتت الدراسات أن المشي إلى الخلف يعمل على حرق الدهون بمقدار ضعف ما يحرقه المشي إلى الأمام، كما أنّ الركض نحو الخلف يضاعف كميّة حرق السعرات الحرارية مقارنة بالركض نحو الأمام. ووفقا لإحدى الدراسات التي تم إجراؤها على مجموعتين من العدّاءات، تبيّن أنّ مجموعة العداءات اللواتي ركضن نحو الخلف لمدّة تتراوح بين 15 و45 دقيقة، ثلاث مرّات أسبوعيا على مدار شهر ونصف الشهر، تمكنّ من خسارة 2.5 في المئة من وزنهنّ، مقارنة بمجموعة السيّدات اللواتي التزمن بالركض نحو الأمام.
ويرى الخبراء أن التغيير في الاتجاه لا يتطلب المزيد من الانتباه فحسب، بل قد يجلب أيضا فوائد صحية إضافية.
ولا يجب أن يكون النشاط البدني معقدا، وفق الخبراء. وسواء كان الفرد نشطا بشكل منتظم أم لا، حتى المشي السريع لمدة عشر دقائق يوميا يمكن أن يوفر مجموعة من الفوائد الصحية، ويمكن الاعتماد على الحد الأدنى الموصى به من منظمة الصحة العالمية وهو 150 دقيقة من التمارين الهوائية في الأسبوع.
ومع ذلك، فإن المشي أكثر تعقيدا مما يدركه الكثير من الأشخاص. ويتطلب البقاء في وضع مستقيم التنسيق بين الأنظمة المرئية والدهليزية (الأحاسيس المرتبطة بحركات مثل الالتواء أو الدوران أو التحرك بسرعة) ونظام التحسس العميق (الوعي بمكان وجود أجسامنا في الفضاء).
وعندما يسير الأشخاص إلى الوراء، يستغرق الأمر وقتا أطول حتى تتمكن أدمغتهم من معالجة المتطلبات الإضافية لتنسيق هذه الأنظمة. ومع ذلك، فإن هذا المستوى المتزايد من التحدي يجلب معه فوائد صحية متزايدة.