المشيمة تشبه الورم جينيا ولا تختلف عن "أرض النفايات"

لندن – توصلت دراسة جديدة أجراها علماء في معهد ويلكوم سانجر بجامعة كامبريدج إلى أن التركيبة الطبيعية للمشيمة البشرية يختلف عن جميع الأعضاء البشرية الأخرى، فهي تشبه بنية الورم جينيا.
واكتشف الباحثون في دراستهم التي تعدّ الأولى من نوعها على البنية الجينية للمشيمة البشرية، أنها تحمل تشابها كبيرا مع بنية الورم، وتحتوي أيضا على نفس الطفرات الجينية الموجودة في سرطانات الأطفال، فهي بمثابة “أرض للنفايات” في احتوائها على عيوب جينية، بحسب النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي نشرت في المجلة الأكاديمية “نيتشر”.
وتنبع أهمية الدراسة من كونها تسلط الضوء على العلاقة بين العيوب الجينية والمواليد، ما يعطي نظرة ثاقبة أكبر عن الولادات المبكرة وولادة أجنة ميتة.
ومن المعروف أن المشيمة تختلف عن بقية الأعضاء الأخرى في جسم الإنسان، لكن لدى ما يقرب من واحد إلى اثنين في المئة من حالات الحمل، التي تحتوي فيها بعض خلايا المشيمة على عدد مختلف من الكروموسومات مقارنة بخلايا الجنين، وهو عيب وراثي قد يسبب ضررا كبيرا للأم ويمكن أن يكون قاتلا للجنين، ومع ذلك غالبا ما تتمكن المشيمة من العمل بشكل طبيعي.
ووجد فريق البحث أن كل خزعة من نسيج المشيمة التي تمت دراستها كانت عبارة عن “توسع نسيلي” متميز وراثيا، في إشارة إلى مجموعة خلايا من سلف مشترك، ما يشير إلى وجود تماثل بين تكوين المشيمة والسرطان.
وتؤكد الدراسة على أن المشيمة منظمة بشكل مختلف عن كل عضو بشري آخر، وتشبه في الواقع خليطا من الأورام.
وقال البروفيسور ستيف تشارنوك جونز أحد العلماء الرئيسيين المشاركين في الدراسة، إن معدلات وأنماط الطفرات الجينية كانت أيضا مرتفعة بشكل لا يصدق مقارنة بالأنسجة البشرية السليمة الأخرى.