المزارعون في الأردن يستبشرون بموسم الزيتون

أربد (الأردن) - بدأ مزارعو الزيتون في الأردن بقطف ثمار أشجارهم، متوقعين موسما مزدهرا، وسط مخاوف من منافسة المنتج السوري بعد فتح المعبر الحدودي بين البلدين منتصف الشهر الماضي.
وتربط هذه الثمرة سكان بلاد الشام (الأردن، فلسطين، سوريا ولبنان) بعلاقة وجدانية، فهي تنبت بكثرة في تلك الدول وتمتاز بجودة استثنائية وتُدر على مزارعيها دخلا ماديا مقبولا. ويعتبر الأردن أحد المواطن الطبيعية لزراعة الزيتون في منطقة الشرق الأوسط، ويدل على ذلك وجود أشجار الزيتون المُعمِّرة في مناطق مختلفة منه والتي تشكل حوالي 15 إلى 20 بالمئة من المساحة المزروعة بالزيتون.
ووفقا لمزارعين في سهول أربد شمالي الأردن، فإن محصول الزيتون للموسم الحالي يُبشر بالخير، وسيكون أفضل من سابقه.
وبعض المزارعين توقعوا، في لقاءات، أن يصل سعر “تنكة” زيت الزيتون (16 كلغم) إلى 100 دينار أردني (141 دولارا). علي المحمود (67 عاما)، أحد المزارعين، قال “إن الأمطار هطلت بكميات كبيرة، وهذا سينعكس على جميع المحاصيل الزراعية، بما فيها الزيتون”.
وأضاف “رغم تراجع اهتمام بعض المزارعين بأشجارهم، لم تتأثر كمية الثمار، فمعظم الأشجار مزروعة في أراض صخرية تُحافظ على رطوبة الأرض وتوفر لها الماء”.
وبلغ عدد أشجار الزيتون في الأردن حسب التعداد الزراعي الأخير الذي أجرته دائرة الإحصاءات العامة، 10.5 مليون شجرة، وهي تعادل حوالي 72 بالمئة من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة و20 بالمئة من مجمل المساحة المزروعة.
ويوجد في المملكة أكثر من 20 صنف زيتون، أهمها النبالي البلدي والرصيعي والنبالي المحسن والصوراني والقنابيسي ونصوح جبع من فلسطين والشامي والجروسيدي الإسباني والاسكولانو وليتيشينو والفرونتيو وكواتينا وغيرها.
ودعا مازن الكامل (45 عاما) إلى تأجيل قطف ثمار الزيتون إلى شهر ديسمبر المقبل للحصول على نسبة زيت أكبر.
وقال محمود البشارات، صاحب إحدى المعاصر، إن “حمل ثمار الزيتون أضعف قليلا من العام الماضي، لكن كمية سيل الزيت من الثمار لهذا العام تعتبر ممتازة”.
وقلل البشارات من أهمية دخول زيت الزيتون السوري إلى الأسواق الأردنية، قائلا إن “الزيت الأردني يتمتع بجودة عالية”.
ويجلب أردنيون كميات من زيت الزيتون السوري إلى المملكة، بدعوى الاستهلاك الشخصي.
الاستبشار بموسم أفضل من سابقه، أفاد به أيضا المهندس نضال السماعين المتحدث باسم النقابة العامة لأصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردنية.
وقال السماعين إن “كميات ثمار الزيتون لهذا العام متوقع أن تبلغ 180 ألف طن”.
وأضاف أن “نسب الزيت ستكون أعلى من العام الماضي، لأن حمل الزيتون أقل، وهذا يؤدي إلى ارتفاع نسب سيل الزيت”.
وأردف أن “معاصر الزيتون مفتوحة منذ الـ15 من الشهر الماضي، ومسألة تأخير القطاف تزيد نسبة الزيت، ولكن جودته تقل”.
وتابع “السعر حاليا يتراوح بين 90 و115 دينارا (126-161 دولارا)، وعندما يتقدم الموسم أكثر، ستتغير الأسعار، مع بقاء فروق تعتمد على نوعية الزيت”. وأوضح أنه “من المتوقع أن يستقر السعر بين 80 و95 دينارا أردنيا (111-133 دولارا)، وذلك يعتمد أيضا على الجودة”.
ورجح أن “الأسعار السابقة، والتي سيستقر عندها سعر زيت الزيتون لهذا العام، ستكون مماثلة للعام الماضي”. وقال السماعين إن المملكة تصدر زيت الزيتون إلى أسواقها التقليدية، المتمثلة بالسعودية وبقية دول الخليج العربي.
ويخشى مزارعون أردنيون من أن يؤثر دخول زيت الزيتون السوري إلى الأردن سلبا على المنتج المحلي.
وقال السماعين “سياسة الحكومة منذ سنوات هي عدم السماح باستيراد زيت الزيتون من أي جهة كانت، لحماية المنتج المحلي والمزارع الأردني”. وأضاف “ما يدخل من سوريا بعد فتح الحدود، يأتي عن طريق البحارة (من يعملون على نقل البضائع بشكل فردي)”. وحذر بقوله “هنا تكمن الخطورة، فالزيت المُهرب إلى الأردن لا يخضع للفحوصات المطلوبة لتأكيد أنه صالح للاستهلاك البشري”.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، لورنس المجالي، إن “المحصول المتوقع هو 150 ألف طن من ثمار الزيتون، و25 ألف طن صالحة للكبس (مخلل زيتون)، و24 ألف طن للزيت”.
وأضاف المجالي أن “الاحتياج المحلي من الزيت يتراوح بين 20 و21 ألف طن، فيما من المتوقع أن تعد الكمية المتبقية للتصدير”. وأوضح أن “الوسطاء يتلاعبون بالأسعار لتكون بين 105 دنانير (147 دولارا) و110 دنانير (154 دولارا) للتنكة”.
وعن مخاوف المزارعين بشأن المنتج السوري، قال المجالي إنه “لا يمكن أن يُعرض منتج للبيع إلا بعد فحصه”.
وأوضح أن “ما يدخل من زيت سوري ليس لغايات تجارية، وطالما أنها ليست كمية تجارية، فهي لا تؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي”.
متفقا مع المجالي، قال علي الزعبي، وهو تاجر، إن “كميات زيت الزيتون التي تدخل المملكة من سوريا ليست كميات تجارية”.
غير أنه استدرك محذرا “لكن هذه الكميات تلقى إقبالا من المواطنين نتيجة الفرق في الأسعار، إذ يتراوح سعر التنكة من الزيت السوري بين 55 و60 دينارا (77–84 دولارا)”.