المريض يتعلق بعشبة

الرباط (المغرب) - مع بداية الربيع في منطقة الشرق الأوسط تكتمل الكثير من أنواع الأعشاب دورتها السنوية الطبيعية وتصبح ناضجة للقطاف، ولكن ليس من الحكمة أن يقطفها غير المتخصصين بالأعشاب، لخطورة أنواع كثيرة منها على صحة من يلمسها، فهناك أعشاب من تورط بلمسها أو مسح عينيه بعد لمسها أو شفتيه وقع في المحظور، ويصبح مهددا بالعمى الدائم أو المؤقت أو بتسمّم هضمي شديد بسبب لمس الشفتين عند تناول الطعام.
وفي الجانب الآخر هناك ثمار لها شكل عناقيد العنب الأسود لكنها ليست عنبا، فهي تسمى ثمرة شجرة اللغد، وهي سامّة تؤذي من يلمسها، فتظهر عليه العوارض المرضية، كالدوَّار وانخفاض ضغظ الدورة الدموية المفاجئ وغيرها من العوارض الخطيرة.
وتقول السيدة رقية (40 عاما)، وهي تتعالج حاليا من آثار إكزيما فصلية بأدوية مستخلصة من الأعشاب، “جربت من قبل الأدوية التي وصفها لي طبيب الأمراض الجلدية. اشتريتها من الصيدلية بالرغم من غلاء ثمنها لكنها فشلت في معالجتي وتسببت لي بحساسية مؤلمة، لذلك توقفت عن استخدامها وراجعت طبيبا يعالج مرضاه بأدوية عشبية زهيدة الثمن، وأنا الآن أتماثل للشفاء”.
ويقول د. هشام فنيش، المتخصص في التوازن الغذائي والطب الطبيعي بالرباط، بخصوص المرضى الذين يعالجهم يوميا في عيادته بطب الأعشاب الذي درسه إضافة إلى اختصاصه الطبي كطبيب، “ظاهرة التداوي بالأعشاب في العالم بدأت تتسع بسبب الفقر وغلاء الأدوية الكيميائية، ويقصدنا حتى الأغنياء لعجز الطب في بعض الأحيان عن معالجة بعض الأمراض، مما يضطر الجميع للبحث عن الطب البديل، وقد أكدت العديد من الدراسات أن أكثر من 85 بالمئة من الناس في العالم يتداوون بالأعشاب.
|
ويضيف فنيش حول مخاطر التداوي بالأعشاب “الطب بالأعشاب ليس وليد اليوم بل هو طب تداوى به الناس منذ قرون، وحتى قبل أن تبدأ المصانع في تصنيع الدواء الكيميائي. ويفترض بمن يعالج الناس بطب الأعشاب أن يكون دارسا لـ”الطبيْن” الطب العام، ويكون متخرجا من إحدى كليات الطب المعترف بها، وكذلك عليه أن يدرس منهجية الطب البديل أو ما يسمى بطب التداوي بالأعشاب، وذلك لضبط النسب المتداوى بها.
ويقول مدير المركز الوطني للتربية البيئية لجمعية سباتا بالمغرب بوشفرة عبدالسلام في معرض شرحه لبعض الأعشاب السامة “إن للأعشاب جانبا آخر ووجها مظلما لمن هو غير مختص، فهناك أعشاب سامة يبيعها الجاهلون في محلات بيع الأعشاب وتتسبب بأمراض للكثيرين، حيث يتم ذلك بسبب استغلال جهل الناس وحاجتهم للدواء”.
وقد أشارت وزارة الصحة في نشرتها السنوية، إلى المفيد منها في التداوي وما هو سام كنبتة أداد، وثمرة اللغد ومستخلصاتهما، وكذلك الفيجل وحبة كري والدفلى وحذرت من تعاطيها أو استخدامها في أي مركب علاجي أو في صناعة مواد التجميل.
|
وحذر عبدالسلام مما يسمى بعشب “اليبروح”، إذ يقول إنه “يسبب التسمم الغذائي لمن يتناوله في أي مشروب. كما أن خليطا من الحبة السوداء مع العسل، إذا تجاوزت نسبة الحبة السوداء أكثر من 70 غراما مع العسل، تتسبب بتلف الكبد. كما أن ما يباع لدى بعض أصحاب الدكاكين والباعة المتنقلين في سيارات أو عربات، كزيوت الشعر وأعشاب لمعالجة الزكام والإكزيما والروماتيزم، تتسبب بالتهابات وتسمّم وأحيانا تؤدي إلى الوفاة لمن يستعملها أو يتناولها”.
ويقول عناني “تستخدمها الكثير من المراكز العلاجية في كندا وأوروبا لمعالجة أكثر من ثلاثين مرضا من أمراض الجلد والشعر والأظافر والجهاز الهضمي والعضلي والعقم وأمراض الكلية وفقر الدم وغيرها”.
ويذكر أنه في المغرب توجد أكثر من 4500 عشبة، تنتمي إلى 170 فصيلة من أعشاب ويبلغ عدد أنواعها أكثر من ألف نوع. ويقول العشاب حسن سباعي، صاحب دكان لبيع الأعشاب في الرباط عن زبائنه “إن أكثر زبائني من النساء، وأكثر ما أبيعه للنساء أعشاب متنوعة لمعالجة الأمراض كاللويزة، والكوزة والعرعار والحرمل وأزير الحر، وشندكورة، وأبيع أيضا أنواع البخور والعطريات. ولكن أكثر ما أبيعه يوميا هو ورق اللويزة الجاف والفاسوخ، وهو نوع من البخور الذي يعتقدن بتأثيره القوي، لإفساد السحر وحماية العائلة من الحسد”.