المربع الذهبي لبطولة فزاع لليولة في الإمارات

تعتبر بطولة فزاع لليولة واحدة من أهم وأبرز البطولات الثقافية والتراثية في الإمارات، وقد شهدت النسخة الحالية منافسات مثيرة من قبل نخبة من المتبارين في مهارات استعراض السلاح.
دبي - تم الإعلان عن اكتمال عقد المتأهلين إلى المربع الذهبي للنسخة الـ24 من بطولة فزاع لليولة، والدورة الـ20 من برنامج الميدان، الذي تنظمه إدارة بطولات فزاع في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. وجاء ذلك في الحلقة الرابعة من المرحلة الثانية التي شهدت تفاعلا وحضورا جماهيريا كبيرا في القرية التراثية بالمرموم.
وحصل زايد أحمد المري من إمارة دبي على بطاقة التأهل الأخيرة إلى المربع الذهبي، بعد تفوقه على سلطان سعيد السويدي من إمارة الفجيرة، وانضم المري إلى قائمة المتأهلين التي تضم خالد صالح المنهالي، خليفة سيف الحمر، وسعيد علي الشاوي.
وفي تعليقها على البطولة أعربت نتالي جوزيف أواديسيان، رئيسة اللجنة المنظمة للبطولة في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عن سعادتها بالحضور الجماهيري الكبير الذي يحظى به برنامج الميدان، الذي يُعد من أبرز وأعرق البرامج المخصصة للموروث الشعبي في المنطقة. وأكدت أن البطولة أصبحت تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة تمتد إلى كافة دول الخليج العربي.
واليولة فن شعبي إماراتي الأصل، يمثل لونا لحياة البدو الأصيلة، وهي الرقصة الأشهر بالإمارات، وتستخدم في معظم المناسبات، وتستهوي جيلا من الصغار والشباب. واشتقت من رقصة العيالة، التي تدل على الشجاعة والفروسية واستعراض القوة، حيث يستعرض المؤدون مهارات التحكم بسلاح اليولة بخفة ورشاقة.
وتنتشر الرقصة غالبا في الأعراس، والمناسبات، والمهرجانات الشعبية. ويُسمى الشخص الذي يؤدي الرقصة بـ«اليويل»، ويؤديها الشباب والشيوخ عبر الإمساك بالسلاح وتدويره باليد فوق الرأس أو من الأمام، وتؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو رباعي باستخدام العصا أو السلاح في ساحة رقصة العيالة أو الحربية. وقام جيل من الشباب الذين أحبوا فن اليولة بتطويرها وتحديثها لتصبح استعراضية تمارس بمرافقة بندقية على أنغام الموسيقى والإيقاعات الحديثة والأغاني الحماسية. وكان الرجال في الماضي يستخدمون أسلحة حقيقية أبرزها سلاح «الكند» و«فلسي» و«المشرخ» وسواها، وكان الرجال يرددون «الشلات» في الماضي دون استخدام الطبل والإيقاعات، واليوم يستخدم هاوي «اليولة» سلاحا مشابها لـ«الكلاشينكوف»، مجوفا من الداخل وخاليا من الذخيرة وأخف وزنا.
كان أداء فن «اليولة» في الماضي أكثر صعوبة بسبب وزن البندقية مقارنة مع اليوم، وهي فن يدل على قوة الرجل، إذ لا يمتلك الجميع المهارة الكافية لأداء «اليولة» الاستعراضية، كونها تتطلب قدرة على توازن اليد أثناء حركة ودوران السلاح، كذلك ينبغي على «اليويل» الانسجام في حركة قدميه مع الأهازيج الشعبية «الشلة».
وتعتبر مسابقة «فزاع لليولة» من البطولات التي انتشرت بين الأجيال الجديدة وأقيمت للمرة الأولى في العام 2003. وتعتبر من أكثر البطولات جماهيرية. وبانتشارها بدأ بروز اتجاه ثقافي وطني ينادي بالاهتمام بالموروث الثقافي بشكل عام وتحفيز الشباب والناشئين والأطفال على ممارسته، وتحظى البطولة بإقبال كبير من المشاركين الخليجيين، وهو الأمر الذي يجعل اللجنة المنظمة لهذه المسابقة في الكثير من الأحيان تقرر إقامة تصفيات تمهيدية في عدد من الدول الخليجية مما يعكس الشعبية الكبيرة التي تحظى بها البطولة على مدار الأعوام.
وطوّرت الإماراتية عفراء المهيري أول تطبيق إلكتروني يعرض فن «اليولة» الإماراتي الشعبي في لعبة تحمل اسم “أبطال اليولة”. وأوضحت المهيري أن اللعبة تُعد أول تجربة إلكترونية ثلاثية الأبعاد تقدم فن «اليولة» للعالم، حيث تهدف إلى التعريف بهذا الفن العريق، وتحتوي على جميع مزايا الألعاب الإلكترونية، مثل المراحل المتنوعة، وتسجيل النقاط، إضافة إلى عنصر التشويق والمنافسة بين الفوز والخسارة.
وأشارت إلى أن اللعبة تتنوع مراحلها لتشمل ثلاثة مواقع تراثية إماراتية بارزة، هي حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وحي الفهيدي التاريخي في دبي، وقلعة الميدان في القرية العالمية، حيث تُقام بطولة «فزاع لليولة».
وتتمحور اللعبة حول جمع العملات المعدنية من خلال قذف البندقية إلى أعلى ارتفاع ثم التقاطها في الوقت المناسب، مع تطبيق مهارات استعراض «اليولة» المختلفة. ويتعرض اللاعب لخسارة النقاط إذا سقطت البندقية.
وأضافت المهيري قائلة “اختيار أبل للعبة يُعد دليلا على قدرة الطاقات العربية على المنافسة عالميا، ويعكس الجهود الذاتية والمرتكزة على منطلقات محلية أصيلة”. واللعبة مناسبة لجميع الأعمار، سهلة وممتعة، ولا تشغل مساحة كبيرة على الأجهزة.
