المجتمع الايراني يترنح تحت نشوة الإدمان

طهران – تحاول الحكومة الايرانية احتواء مشكلة ادمان المخدرات التي بدأت تتشعب بين أطفال الشوارع المنتشرين في العاصمة طهران.
وتقوم الحكومة بإنشاء أول مركز لمعالجة الأطفال المدمنين على المخدرات بطهران، الذين يعيش أغلبهم في الأحياء الفقيرة في ضواحي العاصمة. ويصل عدد مدمني ومستهلكي المخدرات إلى أكثر من مليوني شخص في إيران، وفق الإحصائيات الحكومية، غير أن إحصائيات مراكز الأبحاث والدراسات تشير لوجود أرقام مضاعفة.
ونقلت وكالة "مهر" شبه الرسمية عن فاطمة دانيشوار رئيسة اللجنة الاجتماعية في مجلس بلدية طهران، أن "الحكومة ستفتح هذا المركز بناء على قرار المجلس البلدي في طهران".
وأضافت "وفقاً للتقارير التي تصلنا فإن الكثير ممن ينامون في الشوارع على الكراتين (الورق المقوى) برفقة المتشردين والمدمنين هم من الأطفال الذين أبتلى الكثير منهم بالإدمان على المخدرات، ولذا من واجب الحكومة أن تنشئ مركزاً صحياً لعلاج هؤلاء الأطفال".
وتتنوع المواد المخدرة المنتشرة بين بعض شرائح المجتمع الإيراني، وازدادت هذه الأنواع في الفترة الأخيرة بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعيشها إيران.
أكثر أنواع المخدرات تعاطيا في إيران هي على التوالي: الميثامفيتامين، الأفيون، أو الهيروين، الكراك (اسم اخترعه الإيرانيون لمادة مخدرة مشتقة من مركبات الهيروين وتؤدي إلى الإدمان بشكل سريع جدا، وتنتشر في المناطق الفقيرة جدا)، الحشيش.
وهناك أنواع من المخدرات الصناعية، تروج لها مافيا المخدرات كدواء لجميع أنواع الأمراض مثل التوتر، الاضطراب النفسي، السمنة، نحافة الجسم، تحسين البشرة وعلاج الضعف الجنسي على حد سواء.
وفي منتصف عام 2012، أعلن رئيس منظمة الصحة الإيراني أن 50 مادة جديدة تسبب الإدمان دخلت البلاد في ذلك العام فقط، علاوة على أكثر من ألفي مادة كيميائية أخرى تسبب الإدمان متاحة في السوق الإيرانية، كما أن هناك عددا من المعامل داخل إيران تقوم بتصنيع هذه المواد.
من جهته، أعلن عضو لجنة التعليم والبحوث في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، عطاء الله سلطاني صبور، في جلسة مغلقة للبرلمان عن "انتشار تعاطي المخدرات بين طلبة المدارس ممن تتراوح أعمارهم بين 8 و9 سنوات"، حسب الموقع الرسمي للبرلمان الإيراني.
وحذّر سلطاني صبور الحكومة من "انخفاض سن تــعاطي المخـدرات بين الطلـــــبة في البلاد"، مؤكداً على "ضرورة العمل على معالجة هؤلاء الطلاب المتعاطين للمخدرات في بعض المدارس الإيرانية"، مشدداً على أن "ذلك سيؤدي إلى الكثير من المشكلات في المجتمع".
فقد حوالي 3 ألاف شخص حياتهم في إيران بسبب سوء استعمال المخدرات، كان من بينهم 230 امرأة
وكان نائب رئيس لجنة مكافحة المخدرات في إيران قد أعلن في وقت سابق أنه "على الرغم من أن 17 مؤسسة ووزارة، تعنى بأمر مكافحة المخدرات في إيران فإن القلق مازال قائماً أمام ارتفاع نسبة المدمنين في البلاد".
وخلال العام الماضي فقد حوالي 3 ألاف شخص حياتهم في إيران بسبب سوء استعمال المخدرات، كان من بينهم 230 امرأة.
أما تقرير الشرطة الإيرانية، فأشار إلى أنه إضافة إلى هذا العدد، هناك 700 ألف شخص تحت سن 21 عاماً يتعاطون المخدرات بشكل مؤقت.
وربما لا تقتصر تجارة المخدرات على الافراد فقط في ايران لكنها تمتد الى الدولة أيضا.
وكشفت برقيات دبلوماسية أميركية سربها موقع ويكيليكس أن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، وأن مسؤولين في الحرس الثوري متورطون في هذا التهريب.
ونقلت برقية سرية بتاريخ 12 يونيو 2009، صدرت عن السفارة الأميركية في باكو (عاصمة اذربيجان)، أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 كجم في 2006 إلى 59 ألف كجم في الربع الأول من 2009 وحده.
وأكدت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسية لتصدير الهيروين المنتجة بالأفيون الأفغاني نحو أوروبا والغرب.
ويبدو أن السلطات الأفغانية أبلغت نظيرتها الأذرية بأن قوات الأمن الإيرانية تتعاون مع مهربي المخدرات الأفغان. كما يبدو أن عمليات تنصت أذرية أثبتت أن مسؤولين في قوات الأمن الإيرانية متورطون مباشرة في بيع وتحويل الأفيون إلى هيروين بحسب البرقيات التي سربتها ويكيليكس.
وتعتبر إيران أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، كما أضاف الدبلوماسيون الأمريكيون، ويأتي95 بالمئة من الهيروين في أذربيجان من إيران، بينما تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلىالسوق الأوربية، كما أفادت برقية دبلوماسية أخرى بتاريخ 26 سبتمبر 2009.
واستندت برقية بتاريخ 15 أكتوبر 2009 مصنفة "سرية" إلى خلف خلفوف، الذي كان وزير خارجية أذربيجان، قائلا "إن عمليات التهريب بين أيدي أجهزة الأمن الإيرانية. وأكد خلفوف أنه عندما تعتقل السلطات الأذرية مهربين إيرانيين وترحلهم إلى بلادهم كي يقضوا فيها أحكاما بالسجن، يطلق سراحهم بسرعة.