المتاحف الخاصة في سلطنة عمان تروي التاريخ وتحفظ التراث

بداية تجميع هذه المقتنيات كانت منذ 1980 من مختلف محافظات سلطنة عُمان، وتمثلت في القطع الأثرية، مؤكدًا سعيه الدائم لتطوير المتحف في مختلف الجوانب.
الثلاثاء 2024/06/04
بوابة التاريخ

تكمُن أهمية المتاحف الخاصة المنتشرة بسلطنة عمان في أنها تبرز الإرث الثقافي والحضاري للعمانيين عبر المئات من السنين لما تحتويه من مقتنيات أثرية تروي الماضي التليد، كما تسهم هذه المتاحف في تنشيط الحركة السياحية وتتيح الفرصة للباحثين في مجال التاريخ للتعرف على حضارة هذا البلد وماضيه، كما تعتبر فرصة للسياح للتعرف على الممكنات الحضارية والثقافية وطريقة تعايش المجتمع العماني مع بيئته.

نزوى (عمان) - تعد المتاحف وبيوت التراث الخاصة من التجارب الفردية التي يحاول أصحابها من خلالها عرض عددٍ من المقتنيات والآثار وكنوز التراث في سلطنة عمان، سعيًا منهم لحفظ هذا الموروث لتتمكن الأجيال القادمة من معرفة مظاهر الحضارة والهوية التراثية العُمانية.

وأوضح علي بن سعيد العدوي مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية أن وزارة التراث والسياحة تبذل جهودًا للوقوف مع أصحاب المتاحف وبيوت التراث الخاصة وتقديم الدعم في سبيل الرقي بهذه المتاحف لتحقيق رسالتها الثقافية والتراثية،

حيث تلقت الوزارة عدة طلبات لإقامة متحف أو بيت تراثي خاص، وكانت مخرجات تلك الطلبات على صنفين: طلبات تم منحها موافقات مبدئية إلى حين استكمالها وطلبات حصلت على الترخيص، وهي التي استوفت كافة الشروط والمعايير اللازمة لإقامة متحف أو بيت تراثي.

وأضاف أن الوزارة حددت اختصاصات المتاحف وبيوت التراث الخاصة، من ضمنها إدارة المقتنيات من خلال السياسات والممارسات المهنية المعتمدة لدى الوزارة وحفظ وصون المقتنيات وتوثيقها وتوفير المعلومات الكافية عنها من النواحي العلمية والتاريخية، وإقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والتعليمية ذات الصلة بعد أخذ تصريح من الجهات المختصة بالوزارة وتسجيل كافة المقتنيات الأثرية والمتحفية في سجلات خاصة.

pp

وذكر أنه توجد في محافظة الداخلية أربعة متاحف خاصة تمت الموافقة عليها، وهي متحف نزوى ومتحف بوابة الماضي بنزوى ومتحف بيت الشرف في ولاية الجبل الأخضر ومتحف النقود في ولاية الحمراء. وهناك مبادرات أخرى في الوقت الحاضر في ولاية الحمراء لتحويل بعض البيوت الأثرية إلى متاحف خاصة في منطقة مسفاة العبريين وتحويل جزء من مكتبة أهلية إلى متحف خاص.

من جانبه قال محمد بن أحمد أمبوسعيدي صاحب متحف بوابة نزوى إن فكرة إنشاء هذا المتحف جاءت بعد أن توصلت لقناعة تامة بأن ما نملكه من قطع تراثية ومقتنيات متنوعة يجب أن يظهر للناس في متحف خاص وتكللت هذه الجهود بالنجاح فكان هذا المتحف الذي يتكون من طابقين ويحتوي على قرابة (2000) قطعة أثرية وتراثية تحكي حياة المواطن العُماني وطريقة معيشته والحرف التقليدية اليدوية والأدوات التي استخدمها لتسخير البيئة والأرض في صنع وبناء الوطن والإنسان.

وأضاف أنه توجد بالمتحف 8 قاعات، هي: قاعة المخطوطات وقاعة الأسلحة وقاعة الإنسان وقاعة التواصل الحضاري وقاعة النحاس وقاعة الحرف اليدوية وقاعة الفخار وقاعة المرأة، حيث تشمل مجموعة من نوادر التراث من الأبواب والنوافذ والنحاس والفخار والحرف التقليدية العُمانية والتي استغرق جمعها قرابة 3 سنوات.

oo

وأشار إلى أهمية تنوع المقتنيات وطريقة عرضها والسرد المتحفي عنها تسهيلًا للزائرين، منوهًا بوجود الباب الضخم الذي يحتوي على تاريخ طويل وشاهد على الصناعة الفنية العُمانية وهو من القطع النادرة بالمتحف، إضافة إلى مخطوط ترجمة المعاني للإمام سيف بن سلطان اليعربي وتمثل أغلى قطعة في المتحف، وذكر أن رؤية المتحف تتمثل في الارتقاء بالمنظومة السياحية التراثية في سلطنة عُمان، وفي ولاية نزوى خاصة والتي تعد مقصدًا سياحيًّا رئيسًا في سلطنة عُمان.

وقال زاهر بن عبدالله الصخبوري مالك متحف بوابة الماضي في ولاية نزوى إن حركة الترميم التي شهدتها حارة العقر وتحويل البيوت الأثرية إلى نزل ومتاحف وغيرها من الأنشطة السياحية والتجارية هو ما دفعني لإقامة المتحف ليعيش الزائر التجربة ويكتشف تاريخ وحضارة عُمان من خلال المعروضات المتنوعة والمقتنيات الأثرية، موضحًا أن المتحف يتكون من طابقين ويضم 8 معارض، هي: المعرض العام الذي يحتوي على الخناجر والمخطوطات والعملات النقدية ومعرض الفخار ومعرض النحاس ومعرض حلي المرأة ومعرض الأخشاب ومعرض أدوات الطبخ القديم ومعرض السيوف والأسلحة التقليدية ومعرض سعفيات النخيل.

وأشار إلى أن بداية تجميع هذه المقتنيات كانت منذ 1980 من مختلف محافظات سلطنة عُمان، وتمثلت في القطع الأثرية، مؤكدًا سعيه الدائم لتطوير المتحف في مختلف الجوانب.

oo

18