المتاجر الكورية واليابانية تؤثّر في أذواق السعوديين

يعزز توفّر المنتجات الكورية واليابانية عادات جديدة لدى الأسر في جميع أنحاء السعودية. وأصبحت النكهات الغريبة تحظى بشعبية في مدن المملكة، وهو اتجاه غذائي مدفوع بنجوم البوب والدراما التلفزيونية.
الرياض - شوارع المملكة العربية السعودية ليست غريبة عن النكهات العالمية، ولكن في السنوات الأخيرة وجدت محلات السوبر ماركت المتخصصة الكورية واليابانية شعبية جديدة؛ من صفوف المعكرونة سريعة التحضير والصلصات اللذيذة إلى منتجات العناية بالبشرة الفريدة، تقدم هذه المتاجر شريحة من شرق آسيا في قلب المملكة العربية السعودية. تحتضن مدن مثل الرياض والخبر هذا الاندماج الثقافي والطهوي، وهو ما يسلط الضوء على الشهية المتزايدة للتجارب العالمية بين السعوديين، مدفوعة بتأثير الترفيه والرغبة في التجديد.
لقد اجتاحت الثقافة الكورية، بقيادة الظاهرة العالمية للكيبوب والدراما الكورية، العالم. والمملكة العربية السعودية ليست استثناءً. بالنسبة إلى فهد السالمي، مالك السوق الياباني والكوري في الرياض، كانت هذه الموجة الثقافية فرصة عمل تنتظر الحدوث. قال السالمي لصحيفة “عرب نيوز” السعودية “كان قرارنا بفتح سوبر ماركت كوري في المملكة العربية السعودية مدفوعًا باهتمام متزايد بالثقافة الكورية، وخاصة من خلال الكيبوب والدراما الكورية والمطبخ الكوري.”
وأضاف “يشعر العديد من السعوديين بالفضول لتجربة نكهات جديدة واستكشاف الثقافات الدولية، وأصبحت كوريا اتجاهًا شائعًا. لقد رأينا فرصة لتقديم منتجات كورية أصيلة لتلبية هذا الطلب وتقديم تجربة فريدة للعملاء المحليين.”
يُترجم هذا الفضول إلى تغييرات ملموسة في نمط الحياة. وأصبحت الوجبات الخفيفة الكورية والمعكرونة سريعة التحضير والتوابل مثل غوتشوجانج (معجون الفلفل الحار الكوري) وصلصة الصويا من المواد الغذائية الأساسية للعديد من العائلات. ويلاحظ السالمي أن هذه المنتجات أصبحت الآن جزءًا من الوجبات اليومية للعديد من الأسر السعودية. وأشار إلى أنه “مع تأثير الترفيه الكوري، أصبح العديد من السعوديين أكثر انفتاحًا على تجربة الأطعمة العالمية ودمجها في أنظمتهم الغذائية.”
وبالنسبة إلى عبدالسلام ثودي، مالك سوبر ماركت كيمتشي في الرياض، كان الإلهام شخصيًا. وقال “لقد ألهمتني كوريا لفتح سوبر ماركت كوري لأنني درست هناك،” وتابع “أكثر منتجاتنا مبيعًا هي المعكرونة والصلصات الكورية، ولكننا نقدم أيضًا مجموعة واسعة من المنتجات الثقافية والأطعمة المتخصصة. وأضاف “تشهد المأكولات والثقافة الكورية نموًا سريعًا في الشعبية هنا في المملكة العربية السعودية، ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذا الاتجاه المثير.”
ولئن شهدت الرياض عددًا متزايدًا من هذه المتاجر المتخصصة، فإن مدنًا مثل الخبر تنضم أيضًا إلى هذه الحركة. ويسلط التوسع في هذه المناطق الضوء على الجاذبية الوطنية لمتاجر السوبر ماركت الكورية واليابانية، والتي تلبي أذواق وتفضيلات السعوديين في جميع أنحاء المملكة.
إن جاذبية هذه المتاجر تمتد إلى ما هو أبعد من الممرات. فهي توفر للزبائن فرصة الانخراط في أسلوب حياة لم يكن متاحًا حتى وقت قريب إلا من خلال الشاشات. وبالنسبة إلى معجبة الدراما الكورية منذ فترة طويلة فاطمة الدوسري، كان ظهور محلات السوبر ماركت الكورية بمثابة حلم تحقق.
وقال الدوسري “كنت أشاهد الدراما الكورية لمدة 20 عامًا، ولم أتخيل أبدًا أنني سأتمكن من تجربة الطعام الذي يستمتعون به على الشاشة!” وأضاف “من المدهش أن نرى العديد من المتاجر الكبرى تقدم الآن الوجبات الخفيفة الكورية الشهيرة والمعكرونة وصلصات الطهي والتوابل. لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة. أصبح التسوق لهذه العناصر متعة منتظمة بالنسبة إلي كل ثلاثة أسابيع!”
وتصف زينب السلمان، وهي زبونة متكررة، تجربة التسوق في هذه المتاجر بأنها مغامرة ثقافية فريدة من نوعها. وقالت “إن تجربة أشياء جديدة تمثل ثقافة مختلفة هي دائمًا طريقة رائعة للتعرف على هذه الثقافة في منزلك والاستمتاع باستكشافها،” مضيفة “في كل مرة أذهب فيها، يكون الأمر أشبه بزيارة متحف. أميل إلى الشعور بالسعادة والبهجة عند محاولة اختيار ما سأجربه بعد ذلك والذي لم أجربه من قبل.”
كما تقدر السلمان المزايا العملية لهذه الأسواق. وأضافت “غالبًا ما تقدم الأسواق المتخصصة خيارات أكثر من مجرد قسم واحد في الأسواق العادية الأخرى، وأحيانًا تكون أرخص.”