المانغو فائدة لذيذة لارتفاع الحرارة في مصر

ازدهرت المانغو بعد أن استقرت في مصر كزراعة اهتم بها المصريون في زمن الاحترار المناخي الذي زاد من إنتاجية هذه الفاكهة الاستوائية والتي كثرت أنواعها وأصبح لها مهرجان سنوي في الأقصر يجذب السياح من الداخل والخارج.
الإسماعيلية (مصر) - شهد إنتاج المانغو زيادة كبيرة في مصر هذا الموسم مقارنة بالأعوام السابقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ مع توقعات ببلوغه مستوى قياسيا وانخفاض الأسعار.
وقال أيمن حمودة مدير معهد بحوث البساتين إن محصول المانغو من أهم محاصيل الفاكهة الاستوائيّة الواعدة في مصر نظرا إلى قيمتها الاقتصادية العالية، حيث تقدر المساحة المنزرعة حاليا بـ321 ألف فدان ومتوسط إنتاج الفدان 4.1 طن خلال الأعوام الماضية، ولكن ارتفاع الحرارة زاد من كمية الإنتاج الغزير الموجود في الأسواق، ويتركز معظمها في أماكن مختلفة داخل الجمهورية.
وأضاف حمودة أنه بسبب الظروف المناخية الجارية وتذبذب درجات الحرارة تعرض محصول المانغو خلال تلك المواسم لارتفاع في الإنتاجية في بعض الأصناف المحلية، واختلفت نسبة الإنتاج على حسب المنطقة والتوزيع الجغرافي للصنف. وأوضح أن إنتاجية المانغو زادت خلال الموسم الحالي بسبب الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة وخصوصا في فصلي الشتاء والخريف.
وفي الإسماعيلية، إحدى أشهر مناطق زراعة المانغو في البلاد، ينشغل العمال بجني الثمار وتعبئتها وإرسالها إلى مناطق التخزين إما لنقلها للأسواق المحلية أو للتصدير. وقال رمضان أحمد محمود، وهو صاحب مزرعة، إن العمل جار على قدم وساق منذ بداية الموسم وحتى الآن في ظل التوقعات بانتهائه مبكرا هذا العام لزيادة كل من الطلب والإنتاج.
وأضاف "موسم المانغو لهذه السنة كان جيدا بسبب العوامل الجوية.. خفت في الأول من الأسعار فبدأت العمل مبكرا في الموسم". ومزارع المانغو في مصر هي من بين الأفضل في العالم وتشكل تلك الفاكهة محصولا إستراتيجيا للتصدير.
وقال المهندس الزراعي سامح حسين إن الموسم الحالي شهد زراعة كميات أكبر من المانغو وأصنافا أجنبية جديدة أثبتت نجاحها في مصر، مما أدى إلى زيادة الإنتاج وانخفاض التكاليف وبالتالي الأسعار. وأضاف "أصبح مناخ مصر ملائما لزراعة المانغو، وأثبتت الأصناف الأجنبية مثل الناعومي والأوستن، الهايدي، الماشنوك، نجاح زراعتها في مصر".
ويمتد موسم المانغو في مصر من يوليو إلى سبتمبر من كل عام، ومن المتوقع أن يكون إنتاج هذا العام واعدا على عكس الأعوام السابقة بسبب تحديات الطقس. وقال إبراهيم صالح أحد مزارعي المانغو في محافظة الإسماعيلية إن موسم المانغو في مصر هذه السنة مبشر بشكل كبير، مشيرًا إلى أنّ المحصول يشهد زيادة بنسبة تصل إلى 100 في المئة عن محصول العام الماضي.
وقال مؤمن فرج أحد تجار المانغو في محافظة الإسماعيلية، إن موسم المانغو في مصر قد يشهد انخفاضًا في الأسعار مع زيادة نسبة المحصول عن العام الماضي، مشيرا إلى أن الإسماعيلية تعتبر المحافظة الأبرز في إنتاج المانغو. وتتميز الإسماعيلية بإنتاج أصناف محلية، كالسكري الأبيض والسكري الممتاز والعويس وفص العويس والصديقة والزبدة، إلى جانب أنواع جديدة كالنعومي والكيت والكنت والكريمسون والهايدي.
وأقيم مهرجان المانغو بالأقصر في يوليو 2024، وتميز بالكثير من الأنشطة المبهجة هذا العام، وسط حضور جماهيري كثيف، حيث أنه على نغمات الربابة والتنورة والمزمار البلدي، اصطف الأطفال بالزي الفرعوني مطلين على طريق الكِباش. وامتدت فعاليات المهرجان في دورتنه الأولى بين معبدي الكرنك والأقصر، تحت شعار جميل ومميز وهو "معا لوضع الأقصر على خريطة مصر الزراعية".
وقال رئيس المهرجان عادل زيدان إن المهرجان يأتي في إطار السعي لتنويع المنتج السياحي لمدينة الأقصر التي تضم بين جنباتها المئات من المقابر والعشرات من المعابد التي شيدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين، وتشجيع السياحة الداخلية والإضاءة على التاريخ الزراعي للمدينة التي عرفت الكثير من أسرار الزراعة والري في مصر القديمة، والتي تسجلها النقوش والجداريات الفنية التي تزين جدران وأسقف المقابر والمعابد.
وتخللت فعاليات المهرجان فقرات فنية تحتفي بفاكهة المانغو، على أنغام الربابة والمزمار البلدي، وشملت الأجواء الكرنفالية للمهرجان كذلك رقصات شعبية، مثل رقصة التنورة الصوفية التراثية، التي أداها راقصون بشكل جماعي عبر حركات دائرية، تمتزج مع إيقاعات من الموسيقى الدينية أو الشعبية.