الليبيون يحتفلون بلباسهم التقليدي في طرابلس

السفارة الألمانية في طرابلس تشارك الليبيين احتفالاتهم باليوم الوطني للزي التقليدي.
الأربعاء 2023/03/15
جمال وأناقة

لو تجتمع شعوب العالم في قرية واحدة لعرفنا هوياتهم من أزيائهم التقليدية هذا ما تؤكده الاحتفالات باليوم الوطني للزي الليبي في مدينة طرابلس حيث ارتدى الكبار والصغار ملابس متميزة تعكس اعتزازهم بتراثهم وثقافتهم الغنية.

طرابلس - استضافت مدينة طرابلس القديمة الاثنين فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني للزي الليبي وسط كرنفال شعبي تجسدت جمالياته في الجمع بين الجمال والأناقة اللذين تقاسمهما الشيوخ والأطفال والنساء، في أجواء تعكس اعتزازهم بتراثهم وثقافتهم الغنية.

ويصادف يوم 13 مارس من كل عام الاحتفال بالزي التقليدي الليبي، حيث يقوم المشاركون بإحياء فعاليات التظاهرة من خلال ارتدائهم للأزياء الليبية التقليدية.

وارتفع مزمار “التدريجة”، معلنا انطلاق الحفل صحبة إيقاع الدفوف وأناشيد المديح النبوي في ميدان السيدة مريم.

وشهد بيت محمود باشا عروض الزي الليبي الخاصة بالمرأة الليبية والتي كانت ومازالت تقوم بارتدائه في الأعراس والمناسبات الأخرى، ووزّعت الحلويات الطرابلسية المعروفة مثل (الغريبة والمقروض والبقلاوة)، بالإضافة إلى مشروب عصير اللوز.

وفي جانب آخر من ميدان السيدة مريم أقيم مشهد لما يعرف في الأعراس بيوم الحنة، اليوم الذي تلبس فيه العروس الرداء الوردي “البودري” المخطط بالفضي وتلبس أيضا زيّاً آخر فضيا أو ذهبي اللون يسمّى البدلة الكبيرة.

وكان للأطفال حضورهم الخاص، وقدمت فرقة الفنون الخاصة بهم عروضا فنية غنائية وهم يرتدون الزي الليبي متحلقين في مجموعات للغناء، واستغل الأهالي هذه الأجواء لالتقاط صور لأطفالهم لتبقى لهم ذكرى سعيدة، كما انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لشباب يلبسون أزياء تشبه ما كان يلبسه أجدادهم وآباؤهم.

وتواصلت الفعاليات بوصلات غنائية من أداء بعض الفرق الموسيقية، إضافة إلى فن المألوف.

ويفخر الليبيون بزيهم التقليدي لما يحمله من قيمة فنية تجمع بين جمالية القماش والتطريز، وهو من الحرف التقليدية التي تحاول أن تصمد في وجه المتغيرات الحياتية الليبية.

وقال أحمد الجرنازي أحد الحاضرين في المناسبة “اليوم 13 مارس تحتفل طرابلس بالزي الوطني.. زي الهوية الطرابلسية والليبية التي تعكس الأصالة والعراقة”.

كرنفال شعبي أصيل
كرنفال شعبي أصيل

وتابع “احتفلنا هذه السنة داخل فضاءات المدينة القديمة حيث تشكّلت فسيفساء من الأزياء التقليدية المختلفة الأشكال للصغار والكبار والنساء”.

وأشاد بالزي الليبي قائلا “نحن نفتخر بالزي الليبي، وهو نابع من تراثنا القديم في كل المدن وبين كل القبائل”.

ولا تكاد الأزياء التقليدية تغيب عن الحفلات والأعياد والمناسبات العائلية والدينية، وهو كذلك لباس يومي في أنواعه البسيطة، غير أن حضور هذا الزي بدأ يغيب شيئاً فشيئاً من الحياة اليومية، وبقي حكرا على الاحتفالات والأعياد ما جعل صناعته تشهد كسادا تجاريا، وبدأت أعداد المختصين في إنتاجه تقل لأسباب اقتصادية، بحسب المهتمين بهذا المجال من حرفيين وأصحاب محلات بيع الأزياء التقليدية الليبية.

وفي يوم الاحتفال بالزي الليبي، والذي تحرص كل مدينة في البلاد على الاحتفال به، يحرص الرجال على ارتداء “البدعية” بسروالها المميز، وهي أشبه بالصديري المطرز عند حوافه بخيوط بارزة داكنة اللون، كما يلتحفون بـ”الجرد” وهو قريب من العباءة العربية وكان يرتديه شيخ المجاهدين الراحل عمر المختار، ويعرف في غرب البلاد بـ”الحولي” من منطلق أن الشخص يلفّه حول جسمه.

وتحضر ”الشاشية” في هذه المناسبة وهي غطاء للرأس يرتديه الرجال والصبيان، ويطلق عليها أيضاً «الكبوس» و«الطاقية» حسب المنطقة الجغرافية في البلاد، وتتميز باللون الأحمر الذي يميز المنطقة الشرقية والأسود في غرب ووسط ليبيا.

وشاركت السفارة الألمانية في طرابلس في هذه المناسبة، ونشر السفير ميخائيل أونماخت الاثنين صورة له مرتديا الزي الليبي مؤكدا على  تنوع الحضارة الليبية، وكتب تغريدة على حسابه بموقع تويتر قال فيها “يتجسد التنوع الحضاري في ليبيا والاعتزاز بالهوية في الزي الليبي الذي يتميز بأشكاله وألوانه الفريدة، وهذا يدل على روعة تنوع الحضارة الليبية”.

وترتدي النساء في هذه المناسبة ما يُعرف باسم “الفراشية” وهي عبارة عن قطعة من الثياب تُلفّ حول جسد المرأة لتغطيه تماما باستثناء إحدى عينيها. وقالت نادية عيسي وهي من الحاضرين في المهرجان “بالنسبة إلى الفراشية هي من ضمن عاداتنا وتقاليدنا ومن الضروري إحياؤها بعد أن اندثرت”.

وتلبس الليبيات الحولي في هذه المناسبة، وهو عبارة عن قطعة قماش كبيرة تنسج من صوف الغنم، وغالباً ما يكون الحولي أبيض اللون وهو السائد، أما البني فنادر ويطلق عليه العباءة.

وقالت إحدى الحاضرات “نحافظ على الزي التقليدي لأنه يعتبر من الهوية الليبية ويجب علينا الانتماء إلى هذه البقعة الجغرافية”.

وعلى الرغم من أن معظم الليبيين يرتدون الأزياء الحديثة هذه الأيام فإن الكثيرين لا يزالون يرتدون الأزياء التقليدية في حفلات الزفاف ومناسبات احتفالية أخرى.

18