اللياقة القلبية التنفسية العالية تحافظ على القدرات الذهنية في الكبر

لندن - تساعد اللياقة القلبية التنفسية العالية في الحفاظ على القدرات الذهنية في الكبر، وذلك حسبما توصلت إليه نتائج دراسة علمية حديثة، وفق ما أوردته المجلة البريطانية للطب الرياضي.

وأوضحت المجلة المتخصصة أن الباحثين قاموا بقياس الحد الأقصى لامتصاص الأكسجين لدى 648 شخصا تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاما كمقياس لما يسمى باللياقة القلبية التنفسية، بمتوسط 21.68 مليلتر للكيلوغرام في الدقيقة، مع العلم أن القيمة الجيدة تتراوح من 30 إلى 40 بالنسبة للرجال، ومن 25 إلى 35 بالنسبة للنساء.

وأظهرت نتائج اختبارات الأداء العقلي أن اللياقة القلبية التنفسية الأفضل ارتبطت بأداء ذهني أفضل بغض النظر عن العمر. وينطبق هذا أيضا على الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالخرف.

ويعتقد الباحثون أن اللياقة القلبية التنفسية الجيدة تعمل على تحسين تدفق الدم في الدماغ والتقلل من إجهاد الخلايا وتعزز الاتصالات المتشابكة الجديدة ونمو الخلايا العصبية، مشيرين إلى أن بهذه الطريقة يمكن تغيير شكل وبنية المادة الرمادية والبيضاء.

كما أن الفوائد الأخرى مثل تحسين الحالة المزاجية وتقليل التعب والنوم الأفضل يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على القدرات الإدراكية.

وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تسلط الضوء على اللياقة القلبية التنفسية كعامل صحي مهم للحفاظ على القدرات الإدراكية في الكبر.

يشار إلى أن اللياقة القلبية التنفسية هي مقياس لمدى قدرة الرئتين والقلب والدورة الدموية على تزويد الجسم بالأكسجين، ويمكن تحسينها من خلال ممارسات رياضات قوة التحمل مثل المشي باستخدام العصي والركض والسباحة وركوب الدراجة الهوائية.

ويتم قياس هذه اللياقة باعتبارها الحد الأقصى لامتصاص الأكسجين أثناء ممارسة رياضات التحمل، على سبيل المثال الدراجة الرياضية الثابتة أو جهاز الركض.

ويعرّف دليل الطب الرياضي اللياقة القلبية التنفسية بأنها أحد أهم الأشياء التي تتكون منها اللياقة الفسيولوجية والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بإمداد الجهاز التنفسي والدورة الدموية للجسم بالأكسجين وذلك عند قيام الإنسان بمجهود بدني طويل ومستمر.

وقد أكد العلماء أن اللياقة البدنية التنفسية تعتمد على مجموعة من العوامل غير القابلة للتغيير مهما حدث مثل العمر والجنس بالإضافة إلى العوامل والجينات الوراثية، وعلى الرغم من ذلك إلا أن البعض يعتبرها من أهم العوامل والمؤشرات التي تحدد مدى النشاط البدني، كما أنها عامل فعال في تحديد العلاقة بين الصحة والنشاط البدني.

وبناء على ذلك أكد خبراء الصحة البدنية أن مؤشرات السمنة الموجودة في منطقة البطن أو الخصر واللياقة القلبية التنفسية تشير بطريقة غير مباشرة على وجود عدة صلات بين السمنة في البطن والنشاط البدني المبذول.

بدورها كشفت دراسة علمية أن ممارسة التدريبات الرياضية تنشط الذاكرة والقدرات العقلية لمدة 24 ساعة.

وشملت الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة أكسفورد وكلية لندن الجامعية 76 شخصا من الرجال والنساء تتراوح أعمارهم ما بين 50 و83 عاما، حيث قاموا في إطار التجربة بارتداء أجهزة لقياس الأنشطة البدنية لمدة ثمانية أيام مع إخضاعهم لسلسلة من اختبارات الذاكرة والتفكير.

وتبيّن من الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “جورنال أوف بيهافيورال نيتريشن أند فيزيكل أكتيفيتي” أن المتطوعين الذين قاموا بتدريبات رياضية ما بين معتدلة وعنيفة أكثر من المعتاد سجلوا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة حتى اليوم التالي بعد الانتهاء من التدريبات.

واتضح أيضا أن النوم لمدة ست ساعات أو أكثر ليلا، لاسيما النوم العميق، وكذلك قضاء فترة أقل في الراحة والاسترخاء يساعد أيضا في تحسين القدرات العقلية.

ويقول الباحثون في الدراسة التي نقلها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية إن التدريبات الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى المخ وتنشط إفراز بعض المواد الكيماوية مثل الدوبامين والنورابنفرين التي تعزز سلسلة من الوظائف الإدراكية للمخ.

وأكد الباحثون ضرورة إجراء المزيد من الدراسات للوقوف على مدى تأثير الرياضة على الأنشطة العقلية وصحة المخ على المدى الطويل.

ويمكن للتمرينات البدنية الهوائية مثل تمارين المشي لفترة طويلة أن تقوي اللياقة البدنية، وبعد ذلك يمكن زيادة سرعة المشي من فترة إلى أخرى، وكذلك الجري السريع لمسافات بعيدة وركوب الدراجة يعمل على تكوين كمية كبيرة من الطاقة.

ولمعرفة قدرة الشخص على أداء التمارين الرياضية التي تتصل بشكل كبير بالقلب وعمليات التنفس، يمكن القيام بتنمية اللياقة القلبية التنفسية عن طريق القيام بالأنشطة التي ينتج عنها

مجهود كبير يؤدي إلى احتراق الأكسجين وكسب طاقة كافية للجسم.

مثل الهرولة والسباحة والجري وتتوقف قدرة الشخص على إنتاج الطاقة وتنمية اللياقة على المدة التي يقوم فيها بأداء هذه التمرينات.

وكلما زادت شدة التمرين زادت اللياقة القلبية التنفسية، مما يساعد الرئتين على تسهيل عملية التنفس بشكل كبير جدا.

وبذلك يكون الشخص قد تعرف على مفهوم اللياقة القلبية التنفسية وكيفية قياسها وتنميتها بشكل جيد حتى يصل إلى النتائج المرضية التي يسعى إليها.

ويعتبر قياس اللياقة القلبية التنفسية من الأمور المهمة والضرورية جدا وذلك لأنها توفر وسيلة مهمة لتشخيص مجموعة من المشاكل الصحية التي قد يعاني منها الجسم، كما أنها تساعد

على قياس مقدار الجهد الذي يكون بإمكان الفرد القيام به، بالإضافة إلى قياس مدى شدة وقوة التمرينات التي يمكن أن يؤديها الفرد، وذلك لأن الجسم يحتاج إلى كمية كبيرة من الأكسجين

عندما يقوم بأداء التمرينات، بالإضافة إلى مستوى معين من ثاني أكسيد الكربون وحمض اللاكتيك (منتجات النفايات الأيضية الناتجة عن التمرين)، ويواصل الجسم استنزاف الأكسجين

حتى يصل إلى كم معين من الجهد سوف يتوقف عن ذلك، ومن هنا نجد أنه كلما كان مستوى اللياقة القلبية التنفسية منتظما وأفضل لدى الفرد، كلما كانت مدة التمرين أيضا أطول.

وتحتاج تنمية اللياقة إلى مجهود كبير وسعي من الشخص حتى يحصل على لياقة عالية في وقت قصير جدا، ويمكنه أن ينميها عن طريق القيام ببعض الطرق الآتية:

• الحرص على أداء تمارين المقاومة العالية.
• القوة اللازمة لتحمل ومقاومة أي أوزان أو ضغط كبير فهي من أكثر العوامل التي تزيد من اللياقة القلبية.
• وضع النفس تحت ضغط كبير من خلال التمارين الشديدة مثل التمارين الخاصة بالتدريب المتواتر عالي الكثافة، فهي تساعد على حرق الدهون وزيادة قوة عضلات القلب التي تعطي فرصة التنفس بشكل صحيح.