اللياقة البدنية تعزز الصحة النفسية

الحركة والراحة والأكل الصحي ثلاث ركائز أساسية لتحقيق الصحة الشمولية.
الأحد 2024/05/12
التمارين الرياضية تحسن الحالة المزاجية

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على أهمية الأنشطة الرياضية في تعزيز الصحة العقلية والذهنية وتحسين الحالة المزاجية، حيث تساعد الرياضة على القضاء على التوتر والقلق وتؤدي إلى إطلاق هرموني السيروتونين والدوبامين المرتبطين مباشرة بمشاعر السعادة. كما تساعد على إفراز الإندورفينات التي تعزز الشعور الجيد، والإندورفينات مواد كيميائية طبيعية موجودة في الدماغ يمكنها أن تعزز إحساس الشخص بالعافية.

دبي - تعد الأنشطة الرياضية من أهم الطرق التي يتبعها العديد من الأشخاص للحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية.

وقالت خبيرة الصحة والعافية إيفانا سارجيك إن اللياقة البدنية تلعب دورا مهما في تعزيز الصحة النفسية، حيث إنها تقلل مستويات التوتر وتحسّن الحالة المزاجية.

وأوضحت سارجيك، وهي رئيس قسم اللياقة البدنية في “فيتنس فيرست”، قائلة “لا تقل الصحة النفسية أهمية عن اللياقة البدنية. ونؤمن في فيتنس فيرست بثلاث ركائز أساسية لتحقيق الصحة الشمولية لجميع أعضائنا، وهي الحركة والراحة والأكل الصحي. وتعمل تلك الركائز كمعززات طبيعية للمزاج، وهي مهمة جدا للصحة النفسية والبدنية. وللحصول على أفضل النتائج، فإننا نشجع على دمج جميع تلك العناصر في الروتين اليومي”.

وتعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وسيلة فعالة للغاية لتقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية وجودة النوم، حيث تؤدي ممارسة النشاط البدني إلى إطلاق هرموني السيروتونين والدوبامين المرتبطين مباشرة بتحسن المزاج ومشاعر السعادة. كما تمثل ممارسة الرياضة فرصة ممتازة للتواصل مع الآخرين وتعزيز الشعور بالانتماء إلى المجتمع.

كما يعد النوم الجيد ضروريا للصحة النفسية والجسدية، إذ إن الراحة الكافية تدعم تنظيم المزاج والوظيفة الإدراكية. وتؤكد سارجيك على أهمية النوم الصحي، مشيرة إلى إمكانية تحسين أنماط النوم عبر ممارسة النشاط البدني بانتظام.

وتعد التغذية الصحية عاملا حاسما للتمتع بالصحة بشكل عام، حيث يعد تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات داعما أساسيا للجسم والذهن وتعزيز الصحة النفسية.

وأوضحت سارجيك أن فوائد ممارسة الرياضة للصحة النفسية تتمثل في الحد من التوتر، وتحسين المزاج، وزيادة تقدير واحترام الذات، وتعزيز الوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ، وتحسين الطاقة الكلية وتحسين النوم والتفاعلات الاجتماعية والدعم العاطفي.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعتبر وسيلة فعالة للغاية لتقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية، وتؤدي إلى إطلاق هرمون السعادة

وتتحسن في الأغلب أعراض الاكتئاب والقلق عند مزاولة الرياضة، وفق خبراء “مايو كلينيك”. وقال الخبراء “عندما تعاني من الاكتئاب أو القلق، تظن غالبا أن ممارسة التمارين الرياضية هي آخر شيء قد تود فعله، لكن بمجرد البدء والاستمرار، يمكن أن تُحدث التمارين الرياضية فارقا كبيرا”.

وتساعد ممارسة التمارين الرياضية في الوقاية من عدة مشاكل صحية أو تخفيفها، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع والسكري والتهاب المفاصل. توضح الأبحاث التي أجريت على الاكتئاب والتوتر وعلاقتهما بممارسة الرياضة أن فوائد الصحة العقلية والبدنية للرياضة يمكن أن تساعد في تحسين الحالة المزاجية وتحد من الشعور بالقلق.

والعلاقة بين الشعور بالاكتئاب والقلق وممارسة الرياضة ليست واضحة بما يكفي. إلا أن ممارسة التمارين وغيرها من أشكال النشاط البدني يمكن أن تساعد الشخص في تخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق، وتجعله يشعر بالتحسن. قد تساعد ممارسة التمارين الرياضية أيضا في عدم الشعور بالاكتئاب والقلق مرة أخرى بعد شعوره بالتحسن.

وقد تساعد ممارسة التمارين بانتظام على تخفيف الاكتئاب والقلق من خلال:

إفراز الإندورفينات التي تعزز الشعور الجيد: والإندورفينات مواد كيميائية طبيعية موجودة في الدماغ يمكنها أن تعزز إحساس الشخص بالعافية.

ممارسة التمارين الرياضية تساعد في الوقاية من عدة مشاكل صحية أو تخفيفها، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع والسكري والتهاب المفاصل

نزع مسببات القلق من الفكر: فمن شأن الانشغال بأشياء أخرى أن يساعد الشخص على التخلص من دوامة الأفكار السلبية التي تزيد من الاكتئاب والقلق.

ويشير خبراء اللياقة البدنية إلى أن الارتباط العميق بين اللياقة البدنية والرفاه النفسي يثير انتباها متزايدا. وهذا يقود إلى مفهوم “الحركة الواعية”، وهو نهج شامل للياقة البدنية لا ينفع الجسد فقط بل يغذي أيضا العقل.

ويثير مصطلح “تجربة التمارين النهائية” غالبا صورا لجلسات تمارين شديدة التعب وأنظمة تدريب مرهقة. ومع ذلك، تتجاوز تجربة التمارين النهائية بالفعل المجهود البدني فقط. لأنها تنطوي على تناغم العقل والجسم، مما يسمح لهما بالعمل معا بسلاسة. هذا هو المكان الذي يأتي فيه مفهوم الحركة الواعية.

والحركة الواعية تعني أن يكون الشخص حاضرا في اللحظة أثناء النشاط البدني. إنها ممارسة تشجع على إيلاء اهتمام لإحساسات الجسد، والتنفس، وكيفية تدفق الحركات. والوعي المتزايد لا يساعد فقط في منع الإصابات من خلال ضمان الوضع الصحيح، بل يعمق أيضا الارتباط بين الحالة النفسية والبدنية.

يقول الخبراء إن عندما يقترب المتدرب من تمارينه بوعي، فهو لا يقوم بمجرد تكرار الحركات، بل يشارك بشكل كامل في التجربة. ويعمل هذا التركيز على اللحظة الحالية كمخفف طبيعي للضغوط، مما يبعد العقل عن مشاغل اليوم ويسمح للفرد بالاستمتاع بفرحة الحركة الصافية.

للتمارين الرياضية والأنشطة البدنية تأثيرات إيجابية عديدة على الوظائف الإدراكية والمعرفية لدى الإنسان

ويشبه الخبراء جسم الإنسان بالآلة من حيث تكونه من أنظمة وأجزاء مختلفة. ومثلما تتطلب الآلة استخداما متكررا لتظل عاملة لفترة طويلة من الزمن، يحتاج جسم الإنسان إلى نشاط بدني متكرر للبقاء بصحة جيدة. والتمرين هو أفضل شكل من أشكال النشاط البدني، لأنه ينشط الجسم ويجدد شبابه ويؤثر بشكل إيجابي على العقل، وبالتالي يحسن الصحة النفسية.

وبالإضافة إلى بناء العضلات، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ثبت أن التمرينات تُحسّن الصحة العقلية، واللياقة البدنية، والحياة الجنسية، وقد تطيل أيضا متوسط العمر المتوقع لعدة سنوات.

والمشكلة هي أنه ليس لمعظم الناس حافز على الاستمرار في ممارسة الرياضة بشكل منتظم. أولئك الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم يفعلون ذلك لأن الرياضة تُحسّن مزاجهم، ليس هذا فحسب، بل أيضا تحسن التمرينات الرياضية من جودة نومهم، وتعطيهم المزيد من الطاقة على مدار اليوم، وتمنحهم نظرة أكثر إيجابية للحياة، كما أن الرياضة علاج فعّال لمجموعة متنوعة من اضطرابات الصحة النفسية الشائعة.

وثبت أن النشاط البدني المنتظم له أثر كبير في الصحة النفسية، حيث يقلل بشكل كبير من شدة أعراض اضطراب الاكتئاب، والقلق، وفرط النشاط، كما أنه يحسّن من جودة النوم ويقوي الذاكرة، مما يمنح الفرد ليلة هانئة مريحة وصباحا مفعما بالحيوية. وتظهر نتائج الدراسات أن ممارسة القليل من الرياضة لها آثار بارزة. وبغض النظر عن العمر أو مستوى اللياقة الذهني، فمن الممكن تعلم كيفية استخدام الحركة كأداة قوية للتأثير على صحة العقل وكفاءته، وبالتالي زيادة طاقة الإنسان، وتحسين الحالة المزاجية.

وتعتبر ممارسة الرياضة علاجا طبيعيا فعالا لمحاربة القلق، حيث تساهم الرياضة في إنتاج الجسم للإندورفين الذي له آثار مفيدة على اللياقة البدنية والصحة النفسية، مثل تقليل التوتر والقلق، وزيادة الطاقة، والحفاظ على السلامة العقلية.

وللتمارين الرياضية والأنشطة البدنية تأثيرات إيجابية عديدة على الوظائف الإدراكية والمعرفية لدى الإنسان، بما في ذلك تحسين عملية التعلم وتقوية الذاكرة لديه. وقد أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت على الفئران والبشر أن تمارين الكارديو تُحسّن وظائف المخ بشكل عام، وتُحفّز تكوين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تكوين خلايا دماغية جديدة. كما وتحمي التمارين الرياضية الإنسان من فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي عن طريق تقوية الحُصين (المسمى قرن آمون) المتواجد في مركز الدماغ. وقد ثبت أن قيام الفرد بالأنشطة البدنية يحسّن من التركيز الذهني ومستوى الإبداع لديه.

14