اللقاح المضاد لمرض السل سيظهر بروسيا في منتصف العام القادم

موسكو ـ رجح مدير مركز أبحاث “غاماليا” لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة ألكسندر غينتسبورغ أن يظهر اللقاح المضاد لمرض السل في روسيا في منتصف عام 2025، وسيحمي من جميع أشكال العدوى.
وقال غينتسبورغ في منتدى المجتمع الصحي، متحدثا عن لقاح السل الذي يتم تطويره في مركز “غاماليا”، “إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيكون لدى البلاد لقاحها المعزز الخاص بها في منتصف عام 2025، والذي سيحمي الناس من العدوى”.
وسبق أن أشار مدير مركز الأبحاث إلى أن “اللقاح سيحمي من العدوى، وإذا اجتاز الاختبارات بنجاح فلن يكون مخصصا للأطفال فقط، بل للبالغين أيضا. ويعني هذا من حيث المبدأ أنه سيغير السل كوباء، أي يمكننا القول إنه مع التطعيم الشامل لن يبقى مرض السل رفيقا طبيعيا لجسم الإنسان والبشرية”.
وأشار إلى أن اللقاح سيكون من حقنة واحدة والاختبارات السريرية مستمرة حاليا، وأن 40 – 50 في المئة من المرضى قد حصلوا عليه، ويتابع أطباء متخصصون تطور حالتهم.
وفي وقت سابق أعلن مركز “غاماليا” عن تطوير لقاح مضاد لمرض السرطان، وأشار رئيس المركز غينتسبورغ إلى أن من المقرر بدء التجارب السريرية للقاح المذكور على المرضى بحلول منتصف عام 2025.
اللقاح سيكون من حقنة واحدة، والاختبارات السريرية مستمرة حاليا و50 في المئة من المرضى قد حصلوا عليه
وسبق أن أوضح رئيس مركز “غاماليا” أن اللقاح اختبر على فئران مصابة بالورم الميلانيني، ولاحظ الباحثون بعد 15 يوما على تلقيحها فرقا كبيرا في حجم الورم بين الحيوانات الملقحة وتلك غير الملقحة، وكانت النتيجة أن الفئران غير الملقحة توفيت بين يومي 19 و22، في حين لا تزال الفئران الملقحة على قيد الحياة حتى الآن.
وأعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو مؤخرا أن النتائج الأولية للدراسات قبل السريرية للقاح قد يتم نشرها حتى نهاية العام.
والسُل مرض معدٍ خطير يُصيب الرئتين في الأساس. تنتقل البكتيريا التي تتسبَّب في الإصابة بمرض السُل من شخص إلى آخر من خلال الرذاذ الذي يخرج في الهواء عبر السعال والعطس.
وبعدما كان هذا المرض نادرًا في البلدان النامية، بدأت حالات عدوى السُّل في التزايد عام 1985. ويرجع ذلك، إلى حد ما، إلى ظهور فايروس نقص المناعة البشرية، وهو الفايروس الذي يتسبَّب في الإصابة بالإيدز. ويتسبَّب فايروس نقص المناعة البشرية في إضعاف الجهاز المناعي للشخص، حيث يكون غير قادر على مقاومة الجراثيم. وفي الولايات المتحدة، وبسبب برامج المكافحة القوية، بدأت نسبة السُل في الانخفاض مرةً أخرى في عام 1993. لكنها لا تزال تُشكِّل مصدرًا للقلق.
وتقاوم الكثير من سلالات السُل الأدوية الأكثر استخدامًا لمعالجة المرض. ويجب أن يتناول الأشخاص المصابون بالسُل النشط أنواعًا عديدةً من الأدوية على مدى أشهر، للقضاء على العدوى ومنع زيادة مقاومة المضادات الحيوية.
ويمكن أن يصيب داء السل أجزاء أخرى من الجسم، مثل الكلى أو العمود الفقري أو الدماغ. وعندما تحدث الإصابة خارج الرئتين تختلف العلامات والأعراض وفقًا للعضو المصاب. فعلى سبيل المثال قد يتسبب داء السل الذي يصيب العمود الفقري في الشعور بألم في الظهر، بينما قد يتسبب مرض السل الذي يصيب الكلى في وجود دم في البول.