اللعب يعالج التأخر اللغوي لدى الطفل

لندن - يعد اللعب أحد الأساليب المهمة في تنمية لغة الطفل المتأخر لغويا، وهذا ما يؤكده اختصاصيو العلاج السلوكي، واختصاصي النطق.
ويقول اختصاصيو النطق واللغة إن الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل تعد مرحلة اكتساب وتطور براعات أساسية تسهم في بناء مهارات متقدمة، مشيرين إلى أن أهم الجوانب التي يجب الانتباه إليها خلال هذه التطورات هي التواصل واللعب (الإدراك) والتعبير والإنتاج.
ويضيفون أن أي تأخر في اكتساب أي من هذه الجوانب وتطورها يسهم في إحداث تأخر أو اضطراب في تطور الطفل، مما ينعكس على المراحل التطورية المتقدمة.
ويعرّف الخبراء العلاج باللعب على أنه طريقة للتلبية والاستجابة لاحتياجات الصحة العقلية للأطفال، وتدخل فعال ومناسب للتعامل مع نمو عقل الطفل.
وعامة يستخدم العلاج باللعب مع الأطفال في عمر الثلاث إلى 11 عاما، ويوفر لهم طرقا في التعبير عن تجاربهم ومشاعرهم من خلال الطبيعة والتوجيه الذاتي وعملية الشفاء الذاتي.
ومن أعراض التأخر اللغوي لدى الطفل عدم قدرته على استخدام الإيماءات، مثل الإشارات أو التلويح بوداع، وهو في عمر الـ12 شهرا.
الأطفال يعبرون عن أنفسهم باللعب ويستفيد العلاج النفسي من ذلك، والعلاج باللعب هو أحد أشكال العلاج النفسي الفعالة
وتفضيل الطفل، الذي يتراوح عمره ما بين 12 و18 شهرا، استخدام الإيماءات للتواصل مع الآخرين بدلا من النطق.
كما يجد صعوبة في تقليد الأصوات، وعدم قدرة على استخدام اللغة الشفهية للتواصل إلا لاحتياجاته الضرورية.
لا يفهم الطفل في عمر السنتين التوجيهات البسيطة من الآباء، وقد لا يستطيع استخدام 25 كلمة على الأقل في هذا العمر، بالإضافة إلى عدم قدرة الآباء والمتخصصين على فهم 50 في المئة من كلامه.
ويبدأ علاج الطفل باللعب في مرحلة أولى عبر اللعب الاستكشافي، الذي يكون عبر استكشافه للألعاب إما برميها أو مسكها أو وضعها في الفم أو تشغيلها بالضغط على أزرارها ومشاهدة حركاتها.
ثم ينتقل إلى اللعب الوظيفي الهادف، الذي يقوم خلاله باستخدام الألعاب بشكل صحيح وهادف، حيث يمسك السيارة على سبيل المثال ويجعلها تسير على الأرض ويرمي الكرة وغيرها من الألعاب التي يوظفها بشكل صحيح.
ثم يبدأ بالانتقال إلى اللعب التخيلي، حيث يشرع الطفل بتخيل الألعاب وكأنها تقوم بوظيفة حقيقية. وأخيرا، يصل الطفل إلى اللعب التشاركي عن طريق مشاركة ألعابه مع الأطفال الآخرين، والاندماج معهم باللعب، ومراقبة ما يقومون به وتقليدهم ومشاركتهم.
ويعبّر الأطفال عن أنفسهم باللعب ويستفيد العلاج النفسي من ذلك، والعلاج باللعب هو أحد أشكال العلاج النفسي، ويمكن أن يكون فعالا في مساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل عاطفية وعقلية.
يستشعر الطفل خلال اللعب ببيئة حرة وآمنة ويشعر براحة أكبر في التعبير عن نفسه، ويستخدم المعالجون باللعب الأنشطة التي قد يستمتع بها الطفل، من الرسم إلى الرقص إلى ألعاب الطاولة، وفي بعض الأحيان يطلب “المعالج باللعب” من أفراد الأسرة الآخرين أو الآباء المشاركة أيضا في هذه الأنشطة.