اللبنانيون يعيشون طقوس رمضان في "بيروت العيد"

احتفاليةُ "بيروت العيد" تجتذب حشود الناس رغم قسوة الحرب.
الثلاثاء 2024/03/19
استعادة لوجه بيروت الجميل

بيروت - تجتذب احتفاليةُ “بيروت العيد” في وسط العاصمة اللبنانية حشودا من الناس يقولون إنهم أتوا لحضورها “رغم الحرب” للاستمتاع بليالي رمضان والترفيه والأكل ومواكبة أنشطة الأطفال.

وقالت اللبنانية سوسن شهادي “يعني بصراحة نحن مع أهلنا بالجنوب والله يهدي الحال يا رب، لكن ليس بيدنا شي، الله يبعد الشر عن لبنان كله وعن كل البلدان يا رب، الله يبعده عنا”.

وأضافت “يجب أن تنهض بيروت وتقوم والشعب الجميل الذي يحب الحياة إن شاء الله بلدنا تبقى مزدهرة يا رب إن شاء الله يا رب ويبدو الجو جميل وازدحام ما شاء الله وأنا سعيدة جدا”.

ومن جانبها قالت زيزي جابر، وهي من النبطية في جنوب لبنان، “وأكيد نحن رغم الحرب التي تحدث في الجنوب نأتي إلى بيروت وتكون الأجواء حلوة كثير ونحن لسنا خائفين من شي، الوضع جيد والفرحة لا تفارقنا إن كان (الآن) أو بعد 100 سنة”.

قرية "بيروت العيد" تمتد على طول شوارعها الأساسية حتى وسطها احتفالية تعيد المدينة إلى أيام العزّ

ونزح أكثر من 90 ألف لبناني من الجنوب منذ أكتوبر عندما اندلعت الأعمال القتالية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، وهي امتداد لحرب غزة المستمرة منذ ذلك الحين.

وعن احتفالية بيروت العيد قال أحمد العشي الذي جاء من طرابلس بشمال لبنان لحضورها “ما شاء الله حدث جميل جدا رغم ها الأوضاع التي يمر فيها لبنان وما يمر به الجنوب، ورغم الحرب نتأمل أن يكون هناك مثل هذه الأحداث برمضان ولبنان ما فيه أجمل منو، من أجمل بلدان العالم، ونتأمل أن يكون فيه دائما أمان وسلم وسلام”.

ويمثل الصراع الحالي في جنوب لبنان أسوأ أعمال عنف بين حزب الله وإسرائيل منذ حرب 2006 والمعروفة في لبنان باسم “حرب يوليو ”.

وعشية حلول شهر رمضان، ينشغل اللبنانيون في الاستعداد لاستقباله في الأسواق، والشوارع، والأحياء الشعبية البيروتية التي ارتدت الحلّة وتزيّنت. وعربات التمور والمكسرات بدأت بدورها تختار الأماكن الأكثر ازدحاماً، باحثة عن مورد رزقها في الشهر الكريم، ومتّخذة من الزوايا والساحات المعروفة موقعاً لها.

وبدورها، تعرض محلات مشهورة بأنواع البهارات والفاكهة المجفَّفة منتجاتها بأسلوب جاذب. أما المحلات التجارية المعروفة ببيعها زِينة رمضان، ففرشت الفوانيس، وشرائط الإنارة، ومجسّمات كرتونية للحكواتي والمسحّراتي، وبدأ اللبنانيون يتوافدون إليها لاختيار ما يناسبهم.

في قلب العاصمة، تمتد قرية “بيروت العيد”، على طول شوارعها الأساسية حتى وسطها. هذه المبادرة التي تعيد المدينة إلى أيام العزّ في هذا الشهر، تُنظّمها شركة “إس إم إس”، بالتعاون مع جمعية “أجيالنا”، وشركة “سوليدير”. ولتميّزها، اختارتها محطة “إم تي في” منصّة يومية لنقل أجوائها مباشرة. كما سيطلّ الإعلامي طوني بارود من “شارع عزمي” في طرابلس طوال الشهر المبارك لتقديم برنامجه للألعاب والجوائز؛ “ضوّي يا قمر“.

وتحتوي هذه القرية على معارض، ومسارح، ومطاعم، ومقاهٍ، وخيم رمضانية؛ فتؤمّن للكبار والصغار ما يحتاجونه لإمضاء أمسية طويلة في أحضانها؛ فهي تفتح أبوابها من الخامسة بعد الظهر حتى الثانية فجراً، وتقدّم عروضاً مُغرية للإفطار والسحور.

الصراع الحالي في جنوب لبنان يمثل أسوأ أعمال عنف بين حزب الله وإسرائيل منذ حرب 2006 والمعروفة في لبنان باسم "حرب يوليو"

وإضافة إلى ذلك، تُقدّم قرية رمضان نشاطات أخرى فنية. فهناك مسرحَيْن تُقام عليهما وصلات موسيقية وغنائية، واستعراضات خاصة بالمناسبة. وستشهد القرية يومياً سهرات رمضانية من خلال عزف على العود، ولوحات صوفية، وحضور للحكواتي والمسحّراتي، وكل ما يتعلّق برموز الشهر الكريم.

وتوجد باحة رمضانية أخرى بعنوان “معرض ليالي زمان”، يستضيفها مركز “فوروم” للحفلات والمعارض، صُمِّمت لتواكب المناسبة بديكورات وهندسات تذكّر الناس برموز الشهر. فبُني فيها ما يُعرف بـالخان، تتوسّطه البِركة والنافورة. يمتدّ هذا المعرض على مساحة 10 آلاف متر مربّع، وهو من تنظيم شركة “إن أكشين إيفنتس” إلى جانب “سوق الأكل”، يشارك فيه عدد من الحرفيين والباعة والفنانين، اختارته محطة “إل بي سي آي” لنقل أجوائه يومياً عبر شاشتها.

وتعد محلات الحلباوي لبيع المكسّرات والفاكهة المجفَّفة في منطقة حارة حريك، من أكبر المتاجر وأشهرها في بيروت. ووفق صاحبها سليمان الحلباوي، فإنّ حركة البيع تشهد ذروتها عشية رمضان.

وبالنسبة إلى التمور، فهناك عشرات الأنواع المشهورة في بيروت، والتي يختارها كل فرد وفق ميزانيته. وتُعدّ تلك المستوردة من المملكة العربية السعودية الأفضل جودة، بينما محلات الحلوى، فتتوقّع حركة بيع مزدهرة في الشهر الكريم؛ وهو ما يؤكده علي الصفصوف صاحب أحد أشهر محلات بيع الحلوى في بيروت. ويعلّق “لا يمرّ رمضان من دون أن نشهد حركة بيع تفوق غيرها من أيام السنة. فطبق الحلوى على مائدة الإفطار أو السحور وجبة أساسية يحبّها الكبار والصغار“.

16