الكُشري تجربة مصرية في قلب بغداد

بغداد - وجد صحن الكُشري، وهو وجبة محببة للمصريين، متذوّقين شغوفين في بغداد، حيث يقدّمه مغترب مصري يدعى ناصر عبدالله، في العاصمة العراقية منذ أكثر من 35 عاما.
وصحن الكُشري، اللذيذ، إحدى أشهر الوجبات الشعبية التي يتناولها المصريون في المطاعم، وأصبح كذلك بالنسبة إلى كثير من سكان بغداد الذين يتناولونه في كشك ناصر عبدالله الصغير بالشارع.
ويتكوّن الكشري أساسا من المعكرونة والأرز مع الحمص والعدس والبصل المقلي ومزيج من صلصة الطماطم والتوابل
والخلّ.
وجاء ناصر عبدالله (57 عاما) المعروف باسم ناصر كُشري، إلى بغداد عام 1982 ولا يزال يقيم فيها حتى الآن.
وجاء كثير من المصريين للعمل في العراق إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، لكن معظمهم غادر البلاد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 والصراع الطائفي الذي أعقبه.
وفي كشك صغير بمنطقة الرشيد الشهيرة وسط بغداد تمتد طاولات قليلة لاستقبال الزبائن.
وقال عبدالله، الذي زار مصر مرة واحدة فقط عام 1988، إن زبائنه كانوا مصريين عندما بدأ عمله، لكن مع مغادرة معظمهم للعراق أصبح أغلب زبائنه حاليا من العراقيين. وأضاف “أنا هنا منذ 37 سنة، بنفس المكان، تعوّد العراقيون على الكُشري، وهي أكلة بسيطة ورخيصة، وكلها بقوليات”.
وذاع على الإنترنت صيت الكشك الصغير بين الفضوليين العراقيين الراغبين في تذوّق الكُشري المصري المميّز في أقدم كشك للكُشري ببغداد وربما يكون الوحيد أيضا.
ويتصوّر كثير من العراقيين أن تناول وجبة من الكُشري يجعلهم يعيشون تجربة مصرية في قلب العاصمة العراقية.
من هؤلاء شاب عراقي يدعى عبدالرحمن نصير، بكالوريوس كلية إعلام (24 عاما) قال “كل دولة تعرف عن نفسها بتاريخها، حين نأكل هنا نحس كأننا في القاهرة”.
ولم يتزوّج ناصر عبدالله، ولأنه بلا أطفال فإنه يعامل ابني أُسرة مصرية مجاورة له كأنهما ابناه، لدرجة أنه نقل الوصفة السرية الخاصة بتحضير الكُشري لأحدهما وهو أحمد (25 عاماً).
ويدير ناصر عبدالله حاليا الكشك مع أمل أن يواصل أحمد عمله من بعده.