الكويت تنفتح على أزمة سياسية جديدة ببرلمان مشابه لسابقه

الكويت - أعلنت لجنة فرز انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2023 نتائجها اليوم الأربعاء، حيث فاز في هذه الانتخابات خمسة أعضاء من الحركة الدستورية حدس (الإخوان المسلمين) كما فاز السلفيون بستة مقاعد والشيعة بسبعة مقاعد فيما تشير اللجنة الى ان نسبة التغيير قاربت 24 بالمائة وهي نسبة ضئيلة تهدد بعودة البرلمان الى مربع الاستقطاب والصراع.
وحافظ الإخوان على مقاعدهم في حين خسر الشيعة مقعدان فيما عزز التيار السلفي من تواجده مقارنة ببرلمان 2022.
ولم تفز في هذه الانتخابات غير امرأة وحيدة من 10 مرشحات وهي المهندسة جنان بوشهري لتخسر المراة مقعدا مقارنة بالانتخابات الماضية وفاز رئيس مجلس الأمة الأسبق مرزوق الغانم بالمركز الأول في الدائرة الثانية. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 50% ، حسب مع أعلنته جمعية الشفافية الكويتية قبل إغلاق صناديق الاقتراع.
وتشير النتائج بتكرار المشهد ذاته لمجلسي 2020 و2022 وعودة لمربع المشاحنات والاستقطاب وتنافس محتمل بين النائبين مرزوق الغانم وأحمد السعدون على رئاسة البرلمان.
وقال الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي إن البرلمان الحالي لم يكن به تغيير كبير حيث أن جزءا كبيرا من وجوه المشهد السابق تتكرر، معربا عن خشيته أن يعاد العرض من حيث وقف في السابق ويعود صراع الأقطاب في البرلمان مجددا.
وأشار إلى فوز من كانوا ينادون بالتعقل في الإنفاق العام وعدم الاستجابة للمطالب الشعبوية بسبب أثارها السيئة على المستقبل الاقتصادي ، لافتا إلى أن هذا يدل على أن الناخب من الممكن أن يتفاعل بعقلانية مع الخطاب الذي يطالب بإصلاح إقتصادي تنموي .
وأضاف الفيلي "من السابق لأوانه معرفة توجه هذا المجلس وعلاقته مع الحكومة والأهم من سيكون الرئيس فهناك من أعلن أنه سيدعم أحمد السعدون للرئاسة وهناك من سيدعم مرزوق الغانم ، وفي النهاية نحن أمام سياسيين يلعبون وفق منظور لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ولكن المصالح هي الأهم".
بدورها ، قالت الناشطة السياسية والمحامية عبير الحداد "نتمنى أن يحقق هذا البرلمان متطلبات الشعب فقد أرهقتنا الصدامات التي حدثت في المجالس السابقة خصوصا مجلسي 2020 و2022 " مضيفة أن "المواطن لم يستفد من هذه المشاجرات وتصفية الحسابات والنتيجة كانت عدم حضور الحكومة للجلسات وعدم التعاون مع البرلمان وعُلق مجلس الأمة ، وكل هذا أضر المواطن وعطلت مصالحه الأمر الذي انعكس سلبا على حساب تنمية البلد" .
وحول فوز امرأة وحيدة في الانتخابات قالت الحداد :"اشعر بالحسرة لأن المرأة الكويتية رأت أن المجتمع لا يرحب بوجودها في البرلمان "، مشيرة إلى أن "إدعاء أن المرأة نصف المجتمع هذا غير حقيقي وهذا كلام للتكسبات السياسية ولا ينعكس على الواقع" .
وأكدت أن المرأة الكويتية قادرة وقوية وإذا اتيحت لها الفرصة ستؤدي وتنجز أسوة بالرجل .
وشهدت انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2023 منافسة بين 207 مرشحين، للسباق على أصوات الناخبين البالغ عددهم 793 ألفا و646 ناخبا، في خمس دوائر لاختيار 50 عضوا بالمجلس الجديد للفصل التشريعي الـ 17 والذين سيمثلون الشعب في مجلس الأمة الجديد الذي تمتد مدته الدستورية أربع سنوات.
وتتكون الكويت من 5 دوائر انتخابية، لكل دائرة 10 نواب، حيث يفوز المرشحون الذين يحصلون على المراكز العشرة الأولى في كل دائرة بعضوية البرلمان.