الكونغ فو لمواجهة الاغتصاب في الهند

الاثنين 2017/08/28
بطلات جبال الهيمالايا

نيودلهي- تعالت صيحات راهبات بوذيات شابات لم تتجاوز أعمارهن العشرين عاما أثناء ممارسة رياضة الكونغ فو للدفاع عن أنفسهن على قمم جبال الهيمالايا الهندية التي عادة ما يسودها الهدوء،

وتجمعت المئات من الراهبات البوذيات بهدف تدريب الشابات على تقنيات خاصة من فنون الكونغ فو القتالية، بهدف حماية أنفسهن من المتحرشين. وتتبع قرابة 100 من المتدربات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و28 عاما، جدولا صارما خلال دورة التدريب في أغسطس، حيث شمل التدريب تقنيات التعامل مع التعرض للهجوم من الخلف والحركات الدفاعية، كما يتناول التدريب مناقشات بشأن كيفية التعامل مع مختلف سيناريوهات الاعتداء الجنسي المحتملة.

وقالت جيغمي وانغشوك لامو (19 عاما)، إحدى مدربات الكونغ فو، أثناء استراحة بعد جلسة مكثفة لمدة ساعتين في قرية “هيميس” “إن معظم الناس يعتقدون أن الراهبات لا يفعلن شيئًا سوى الجلوس والصلاة، ولكننا نقوم بالمزيد”. وأضافت لامو “الكونغ فو سيجعلهن أكثر قوة وثقة”.

وتتسم الراهبات بالنشاط في المجتمعات التي يعشن فيها، ولا سيما في نيبال والهند، إذ تعالج الراهبات الحيوانات المريضة وينظمن معسكرات رعاية العيون للقرويين، ويطلقن رحلات على بعد الآلاف من الكيلومترات عبر جبال الهيمالايا لزيادة الوعي بشأن قضايا عديدة تتراوح بين التلوث والاتجار بالبشر.

وفي أعقاب زلزال هائل وقع في نيبال في أبريل 2015، رفضت الراهبات المغادرة، لكنهن نزحن إلى القرى لإزالة الأنقاض وتنظيف الطرق وتوزيع الأغذية على الناجين. وقالت إحدى المتدربات، تسيرينغ يانغتشن، (23 عاما) “يجب على جميع الفتيات تعلم الكونغ فو، فكثيرا ما أشعر بالانزعاج وعدم الارتياح عند ذهابي للسوق، حيث يقف الشباب ينظرون لي ويصدرون أصوات الصفير. وكنت أتردد دائما في قول أي شيء، ولكني الآن أشعر بثقة أكبر في الكلام بل وحماية نفسي إذا لزم الأمر”.

وتتعاون الجمعية الخيرية “ليف تو لاف انترنشونال” التي ترأسها كاري لي مع راهبات “دروكبا” لدعم المجتمعات المهمشة في هيمالايا، وقالت عن الراهبات إنهن مثال استثنائي يحتذى به.

وأضافت “راهبات الكونغ فو بطلات جبال الهيمالايا، فهن متعاطفات وشجاعات، ولا يمكن حتى للزلازل والانهيارات الثلجية والرياح الموسمية والحواجز السحابية أن تقف في طريقهن”. وقد ذكر المكتب الدولي لسجلات الجريمة أن الهند شهدت نحو 34651 حالة اغتصاب مسجلة في العام 2015، أي نحو 4 حالات اغتصاب كل ساعة. ووفقا للناشطين، فالكثير من الضحايا يخفن الإبلاغ عن الحالات خوفا من إلقاء اللوم عليهن ووصمهن بالعار من المجتمع.

24