الكلام عن الحجاب ممنوع في الكويت

حملة في الكويت تضامنا مع الناشطة كريمة كرم، بعد اتهامها بإهانة الدين الإسلامي على خلفية نشرها مقطع فيديو تحدثت فيه عن قضية الحجاب وربطه بدخول الجنة.
الكويت- أثارت الناشطة الكويتية كريمة كرم جدلا واسعا بعد انتقادها لقضية ارتداء الحجاب وربطها بدخول الجنة. وفي معرض ردها على اتهامات منتقديها، نشرت كرم مقطع فيديو عبرت فيه عن قناعتها الشخصية إزاء ارتداء الحجاب.
وظهرت كرم، التي تعرف نفسها بـ”المتمردة والنسوية الحرة”، في المقطع المتداول وهي تقول “ألبس حجاب ما ألبس الحجاب مو شغلك، ألبس مايوه أو أخرج عارية مو شغلك… اهتمّ (أنت) فقط بلباسك. لن تنام في قبري ولن تتحاسب عوضا عني”.
وأردفت “الجنة اللي تسكر بوجهي الباب لأنني لا أرتدي الحجاب لا أريدها لا تشرفني، أنا جنتي تختلف، أنا جنتي تدخل الناس اللي عندهم أخلاق اللي عندهم إنسانية، تحكم على الناس بالأخلاق ما تحكم على الناس بملابسهم”.
لكن الفيديو كان كفيلا بإشعال مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، حتى أن وزارة الداخلية الكويتية أعلنت أن إدارة الجرائم الإلكترونية ستتخذ الإجراءات اللازمة بحقها بعد تسجيل قضايا ضدها واتهامها بـ”ازدراء الدين الإسلامي”.
من جانبهم، أطلق حقوقيون ومثقفون كويتيون حملة تضامنية مع الناشطة بعنوان #متضامنون_مع_كريمة_كرم في مقابل حملات تحريض ضد كرم قادها رواد مواقع التواصل الاجتماعي دعوا إلى محاسبتها وإنزال أقصى العقوبات بها، مذيلين تغريداتهم بهاشتاغ #نطالب_محاسبة_كريمة_كرم.
يذكر أن نشطاء تداولوا منشورا يفيد بتبرئة كريمة كرم من تهمة ازدراء الأديان وهو ما اعتبره البعض قرارا ينتصر لحرية الرأي في الكويت. وتشهد الكويت في الفترة الأخيرة “مدّا ظلاميا”، وفق ما وصفه حقوقيون بأنه يتخذ “التباكي على الدين مطية”. وأدان مغردون “التعسف ضد الآخرين باسم الدين أو باسم حقوق الإنسان، حيث تتحول تهمة الكفر والإلحاد أو تهم التخلف والتطرف والرجعية إلى سلاح” يطلق على كل من انتقد سلوكا يخالف السائد.
ورأى مغردون أن تهم “الزندقة” التي باتت “تلاحق نشطاء ومواطنين تدل على انتشار الفكر المتطرف والإقصائي في المجتمع”. وفي هذا الإطار، علقت الأكاديمية شيخة الجاسم في سلسلة تغريدات:
وتابعت:
ShaikhaBinjasim@
السيدة الفاضلة كريمة كرم لم تسئ للذات الإلهية بل تحدثت عن صفة الجنة التي هي تؤمن بها، وهذا حقها لذلك نحن #متضامنون_مع_كريمة_كرم..
وأضافت:
ShaikhaBinjasim@
“لم يكن الكويتيون سابقا بضيق الأفق هذا، بل كانوا بشكل عام مجتمعا متسامحا ومتقبلا للتفسيرات المختلفة للنصوص الدينية. فما الذي حدث؟”.
وغردت الناشطة ليلى القحطاني:
sultanah_ff@
هذا ما يحدث لحرية الرأي في بلادي! #كريمة_كرم #علامة_تعجب..
وقال حساب:
وتنص المادة 35 من الدستور الكويتي على “حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية، على أن يخل ذلك بالنظام العام ولا ينافي الآداب”. واعتبر حساب:
rational800@
#متضامنون_مع_كريمة_كرم.. نعم الجنة للإنسانية للنوايا الصادقة، إنما الأعمال بالنيات والأخلاقيات واحترام الذات والآخر ومحبة الناس والصدقة ومساعدة الضعفاء والدفاع عن المظلومين وأصحاب الضمير والعادلين. ونعم بالله.. الله هو الرحمة ليس البشر.
وغردت الكاتبة دلع المفتي:
dalaaalmoufti@
هل هناك جنة تغلق أبوابها أمام امرأة لأنها لا تلبس الحجاب؟ إن كان جوابك نعم فأنت جاهل في الدين..
وأضافت:
dalaaalmoufti@
وإن كان جوابك لا.. فعلى أي أساس اتهمت السيدة كريمة وتريد مقاضاتها؟ #متضامنون_مع_كريمة_كرم..
بالمقابل، نصبت المشانق للناشطة على تويتر. وكانت المتمردة قد أثارت جدلا العام الماضي أيضا بعد اعتصامها أمام وزارة الأوقاف الكويتية ردا على خطبة الجمعة الموحدة التي وزّعتها الوزارة وربطت فيها الانحلال الأخلاقي بالسفور.
وتصدّر حينها هاشتاغ #السفور_ليس_انحلالا_أخلاقيا الترند الكويتي على تويتر. ويثير هذا الخطاب مخاوف الكثيرين في الكويت الذين يؤكدون أنه مؤشر سيء على تغلغل متشددين في مؤسساتها وامتلاكهم إمكانية التأثير في صياغة خطابها وتوجيه سياساتها.
وقالت “المتمردة” في تصريحات لـ”العرب” إن المعارضين أكثر “لأنهم يعتبرون الحجاب فرضا ومن لا يطبق الفرض يشتمونه وممكن يزندقونه ويكفرونه”. وأكدت أن أغلبية المعارضين لاحتجاجها على الشبكات الاجتماعية يعتبرون المرأة “عارا وعورة وناقصة”، مستندين في ذلك إلى أحاديث نبوية ضعيفة وموضوعة.
وتقول إنها توقعت “كمية الشتائم” لأن تغييب العقول وضخ الجهل المتعمّد في المجتمعات العربية كانا بالاتفاق بين السلاطين ووعاظهم وهم تجّار الدين الذين بدورهم وأدوا المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. وكتبت ناشطة:
وتعرف الناشطة أيضا بمواقفها الشجاعة وخاصة بانتصارها لقضية “البدون”. وفي هذا السياق علق حساب:
FahadRashedBlog@
لو كان لدى العديد من أدعياء الثقافة والوطنية عُشر شجاعتها في الدفاع عن قضية #البدون، لوجدت القضية طريقها إلى الحلّ العادل منذ زمن طويل! لم تُحرّك فيهم صرخاتها من أجل نصرة المستضعفين شعرة واحدة، لكن أن تخدش “إيمانهم” بكلمة فهذا كثير! بئس النفاق والمنافقون! #متضامنون_مع_كريمة_كرم..