الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم

يوليش (ألمانيا) - أظهرت دراسة صغيرة أن تناول جرعة عالية من الكرياتين يحسن أداء الدماغ على المدى القصير أثناء الحرمان من النوم.
وفي تجربة أجريت في إطار الدراسة تحسن أداء 15 شخصا بالغا على نحو ملحوظ في الاختبارات أثناء ليلة حُرموا فيها من النوم، وذلك بعد تلقيهم جرعات من الكرياتين.
ومع ذلك يحذر قائد الدراسة علي جوردينياد، من مركز أبحاث يوليش الألماني، من أن يقدم المرء على تجربة ذلك من تلقاء نفسه.
وقال بيتر يونج، الخبير في مجال النوم بالجمعية الألمانية لطب الأعصاب، “إن هذه الدراسة إضافة جيدة للغاية تثبت فاعلية مبدئية للكرياتين”، موضحا في المقابل أن الدراسة لم تفحص الأداء على المدى الطويل، وأشار إلى أن الحرمان من النوم لا يقلل من أداء الدماغ فحسب، بل يضر أيضا بنظام القلب والأوعية الدموية.
وينتج الجسم بشكل طبيعي مادة الكرياتين (يجب عدم الخلط بينها وبين الكيراتين الموجود في الشعر والأظافر) ويتم امتصاصه عند تناول الأسماك واللحوم. ويستخدم العديد من الرياضيين مادة الكرياتين لزيادة نمو العضلات.
وفي الدراسة بقي المشاركون في الاختبار مستيقظين طوال الليل وكان عليهم حل مسائل بسيطة، مثل تذكر أزواج الكلمات، أو حل مسائل رياضية. وتم إعطاؤهم الكرياتين في إحدى الليالي ودواء وهميا في ليلة أخرى.
وكتب فريق البحث في دورية “ساينتفيك ريبورتس” أن “الكرياتين كان له تأثير إيجابي على استقلاب الدماغ والأداء المعرفي”. وقال جوردينياد “إن الحرمان من النوم يقلل كمية مركب الكرياتين في الدماغ، والذي يلعب دورا هاما في إمدادات الطاقة، وتمت الحيلولة دون حدوث ذلك عند إعطاء جرعة عالية من الكرياتين”، وأضاف “لم يعد الوقود ينخفض، بل تمت إعادة تعبئته”.
ووفقا لجوردينياد رصدت عدة دراسات بالفعل تحسنا في الأداء المعرفي بعد تناول الكرياتين على مدى أطول، على سبيل المثال لدى كبار السن أو النباتيين، وكلاهما يعاني في الكثير من الأحيان من نقص الكرياتين. وذكر جوردينياد أن “الجديد هو أنه حتى الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من حالة ضغط، مثل الحرمان من النوم، يمكن أن يستفيدوا من جرعات الكرياتين لفترة وجيزة فيما يتعلق بأدائهم المعرفي”.
وقال جوردينياد “بالطبع من الأفضل أن تحصل على قسط كافٍ من النوم”، مشيرا في المقابل إلى أن الكرياتين قد يكون مفيدا للأشخاص الذين يتم تكليفهم بمهام غير متوقعة ثم يضطرون إلى العمل حتى الصباح، مثل رجال الإطفاء.
وفي الوقت نفسه أوضح جوردينياد أن “هناك حاجة أولا إلى إجراء المزيد من الدراسات التي تثبت التأثير حتى في جرعات صغيرة بحد أقصى 4 إلى 5 غرامات”.
ويحذر جوردينياد، إلى حين إشعار آخر، من تناول جرعات عالية من الكرياتين، لأن ذلك يمكن أن يسبب للكلى الكثير من الضغط ويؤدي إلى مخاطر صحية أخرى.
وفي الدراسة تم إعطاء 0.35 غرام من الكرياتين لكل كيلوعرام من وزن الجسم (أي 28 غراما لشخص يزن 80 كيلوغراما).
وقال يونج، وهو أيضا عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة الدماغ الألمانية، “إذا أظهرت دراسات مستقبلية زيادة في الأداء المعرفي حتى عند تناول جرعات أقل، فقد يصبح الكرياتين منافسا جادا للقهوة في ليالي العمل الطويلة”، مضيفا أن “النتائج مثيرة، لكنْ مازال الوقت مبكرا جدا على التطبيق”.