الكتاب الحيّ.. إنسان يروي قصصه للقارئ

الفكرة تتمثل في تمكين كل قارئ من أن يستعير شخصا لمدة 30 دقيقة يطرح خلالها عليه منفردا أو ضمن مجموعة صغيرة كل ما يرغب فيه من أسئلة عنه.
الاثنين 2021/10/04
مساحة آمنة لاستكشاف التنوع

كوبنهاغن - تتحول إيبن وهي امرأة أربعينية تعاني اضطرابات نفسية وتعرضت للاستغلال الجنسي، “كتابا” مفتوحا في “المكتبة البشرية” في كوبنهاغن، حيث ولدت فكرة مميزة تتمثل في أن يقلّب شخص ما صفحات حياته بالصوت لـ”قارئ” يستمع إليه، فيروي له صعوبات يومياته.

حضرت هذه المرأة الأحد إلى المكتبة الكائنة في العاصمة الدنماركية لتروي قصتها، ومثلها فعلت سبعة “كتب” أخرى، تحمل كلها إعاقة ما أو عنصر اختلاف.

وتتمثل الفكرة البسيطة في تمكين كل قارئ من أن يستعير شخصا لمدة 30 دقيقة، يطرح خلالها عليه منفردا أو ضمن مجموعة صغيرة، كل ما يرغب فيه من أسئلة عنه.

واعتبر مبتكر “المكتبة البشرية” روني أبيرجل أن هذا المكان يشكّل “مساحة آمنة تتيح استكشاف التنوع… وإجراء نقاش مع أشخاص لا يلتقيهم المرء في العادة”.

وأسس أبيرجل هذه المكتبة الحية قبل أكثر من 20 عاما خلال مهرجان روسكيلده للموسيقى. وما لبث أن حوّلها جمعية، مطبقا مفهومها في أكثر من 80 دولة.

ففي عالم يتزايد فيه الاستقطاب، تريد الجمعية المساهمة في جعل مجتمع أكثر تقبلا للاختلاف، إذ أن الشهادات تتيح “الحدّ من المخاوف” تجاه الآخر و“إعادة النظر في الأفكار المسبقة”.

ورأى المؤسس أن “المطالعة هي في الواقع بمثابة محادثة”. وأضاف أن الشخص – “الكتاب” يبدأ “بشرح موضوعه وخلفيته لبضع دقائق”، ثم يترك “القارئ” المستمع يسأله “أي شيء” عن كونه “مصابا بالإيدز، أو معاقا، أو متحولا جنسيا، أو لاجئا، أو يهوديا أو مسلما، أو أيا كان موضوعه”.

وتحصل المناقشة في أي مكان هادئ كالمكتبة البلدية أو في حديقة الجمعية، وفي معظم الأحيان تكون سلسة.

وقال أندرس (36 عاما) وهو كفيف وضعيف السمع “أحيانا يطرح الناس الكثير من الأسئلة، وتكون المحادثة طبيعية، ولكن في بعض الأحيان قد أحتاج إلى أن أقول أكثر بقليل، وإلى طرح أسئلة على قرائي حتى يتمكنوا من التفكير أو طرح أسئلة جديدة. وبالتالي يحتاجون أحيانا إلى المساعدة”.

24