الكبد الدهني يهاجم الأطفال البدناء

كولن (ألمانيا)- قال الدكتور أولريش فيجلر إن الكبد الدهني غير الكحولي يهاجم الأطفال البدناء، محذرا من أنه يرفع حينئذ خطر إصابة الأطفال بداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وتليف الكبد.
لذا شدد طبيب الأطفال الألماني على ضرورة أن يخضع الأطفال، الذين يعانون من البدانة، لفحوصات وظائف الكبد، اعتبارا من عمر 9 سنوات. وفي حال التحقق من الإصابة بالكبد الدهني، فينبغي حينئذ أن يتبع الأطفال أسلوب حياة صحي من أجل إنقاص الوزن.
ويقوم أسلوب الحياة الصحي على التغذية الصحية، أي الابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة والحلويات والإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة ومنتجات الحبوب الكاملة، مع المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.

◙ الرياضة تحارب البدانة
ويعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي السبب الأكثر شيوعًا لمرض الكبد المزمن عند الأطفال، ويقدر أنه يصيب 1 من كل 10 أطفال، وقد تضاعف عدد المصابين في العشرين عاما الماضية، كما أظهرت الدراسات أن معظم تراكم الدهون لدى الأطفال يرجع أساسا إلى الاستهلاك الزائد للمشروبات السكرية، ويمكن أن يكون للتغييرات في نمط الحياة تأثير كبير على تطور المرض على المدى القصير والطويل.
والكبد الدهني هو ببساطة تراكم الدهون وتخزينها بشكل كبير في الكبد. ومع الوقت يؤدي تراكم الدهون إلى حدوث التهابات ثم تلف في خلايا الكبد وربما ينتهي على المدى البعيد بحدوث تليف الكبد. وعلى الرغم من أن البعض من المرضى يعانون من أعراضه إلا أن معظم المرضى لا تظهر عليهم أعراض ولا يعانون من مشاكل صحية ظاهرة.
وفى الأغلب يتم اكتشاف الأمر عن طريق الصدفة عند القيام بإجراء أشعة روتينية على البطن أو كنتيجة لزيادة الإنزيمات في الكبد تستلزم إجراء السونار. ومع النسب المتزايدة من البدانة عند الأطفال أصبح الكشف الدوري ضرورة طبية لاكتشاف الكبد الدهني في مرحلة مبكرة، خاصة وأنه خلال العقد الماضي أصبح الكبد الدهني هو أشهر مرض مزمن للكبد للأطفال. والجدير بالذكر أن الكبد الدهني لا يتطور بالضرورة إلى التليف بمعنى أن الأمر يمكن ألا يتسبب في مشاكل صحية أكثر من تراكم الدهون.
وهناك عدة أسباب لحدوث الكبد الدهني منها العامل الجيني والوراثي وعلى الرغم من أن البدانة ليست السبب الرئيسي في حدوث المرض إلا أن نسبة وجوده تصل إلى 30 أو 40 في المئة عند الأطفال الذين يعانون من البدانة. كما أن نسبة وجوده في الأطفال الذين يعانون من مقاومة الأنسولين كبيرة جدا والتي بدورها تسبب مرض السكري. كما يوجد أيضا عند الأطفال الذين يعانون من الخلل في مستويات الدهون بالدم نتيجة لزيادة الدهون الضارة بالجسم وأيضا نقص الدهون الجيدة ، وكذلك الأطفال الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم.