القمة العربية تعتمد الخطة المصرية لمستقبل غزة

مسودة البيان الختامي تدعو المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع للخطة وتشير إلى أن تكلفة إعادة الإعمار القطاع ستبلغ 53 مليار دولار.
الثلاثاء 2025/03/04
القمة ستركز على البديل المصري لـ"ريفييرا غزة" التي يروج لها ترامب

القاهرة - اعتمدت مسودة البيان الختامي للقمة العربية الطارئة التي تعقد الثلاثاء في القاهرة ردا على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، الخطة المصرية لمستقبل القطاع الفلسطيني ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع للخطة.

ويجتمع القادة العرب للتباحث بالرد على خطة دونالد ترامب التي تنص على سيطرة الولايات المتحدة على غزة "بعد انتهاء القتال" ونقل سكانها إلى مصر والأردن لإعادة بناء القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الوسط".

وأظهرت نسخة اطلعت عليها رويترز اليوم الثلاثاء من وثيقة خطة مصر لإعادة إعمار غزة أن تكلفتها ستبلغ 53 مليار دولار.

والخطة المصرية المؤلفة من 112 صفحة تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية.

كما تتضمن الخطة ميناء تجاريا ومركزا للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ.

ووفقا للخطة المصرية، فإن إعادة الإعمار بالكامل ستستغرق 5 سنوات، وأن التعافي المبكر سيستغرق 6 أشهر ويشمل رفع الأنقاض وتركيب مساكن مؤقتة.

ووفقا للخطة، فإن المرحلة الأولى ستستغرق عامين بتكلفة 20 مليار دولار، وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية. أما المرحلة الثانية فسوف تستغرق عامين ونصف العام وبتكلفة نحو 30 مليار دولار وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية أخرى ومطار بغزة.

ويأتي اجتماع القادة العرب خلال هذه القمة الطارئة لبحث مشروع بديل لمقترح دونالد ترامب بشأن غزة الذي ينص على سيطرة أميركية على القطاع الفلسطيني وطرد سكانه في خضم طريق مسدود وصلت إليه على ما يبدو مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار. وستكون جلسات القمة مغلقة لوضع اللمسات الأخيرة على إعلان ختامي وإقراره.

وكانت خطة الرئيس الأميركي قد قوبلت برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين والكثير من الدول الأخرى والمنظمات الدولية، لكنها كانت موضع ترحيب حار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد الإثنين أن "الوقت حان لإعطاء سكان غزة حرية المغادرة".

وفي افتتاح القمة العربية الطارئة قرابة الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (الساعة 14:00 ت غ) سيلقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كلمة وفق البرنامج الذي وزعته جامعة الدول العربية.

وقال وزير الخارجية المصري بدرعبد العاطي الذي التقى نظراءه العرب الإثنين في القاهرة، "الخطة تم الانتهاء منها وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب في الاجتماع الوزاري وفي القمة لإقرارها".

وأكدت مصر التي تقوم مع قطر والولايات المتحدة بدور الوسيط في اتفاق الهدنة في غزة، أنها "ستعرض رؤية شاملة" لإعادة بناء غزة تضمن أن يبقى الفلسطينيون على أرضهم.

وفي مطلع فبراير اقترح ترامب سيطرة الولايات المتحدة على غزة "بعد انتهاء القتال" ونقل سكانها البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى مصر والأردن لإعادة بناء القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الوسط".

وإزاء الرفض المصري والأردني وموجة الاستنكار الدولية أكد لاحقا، "مشروعي هو الطريق الذي ينبغي سلوكه وأظن أنها خطة جيدة فعلا لكني لن أفرضها. سأجلس فقط وأقوم بالتوصية بها".

أما نتنياهو الذي يعتبر ترامب "أفضل صديق حصلت عليه إسرائيل في البيت الأبيض"، فقد أشاد بالخطة "الثورية".

وقال الإثنين إن مع حرب غزة "غادر الأثرياء وبقي الفقراء وهم خاضعون لسلطة حماس التي تستغلهم لأغراضها الخاصة". وأضاف "حان الوقت لإعطاء سكان غزة حرية المغادرة" من دون أن يوضح فكرته.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس مجددا بعواقب فيما اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير، يبدو مترنحا بسبب خلافات كبيرة بين الطرفين.

ومع نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق التي امتدت ستة أسابيع، أعلنت الدولة العبرية ليل السبت الأحد تمديدها حتى أبريل بناء على مقترح أميركي. في المقابل، أصرت حماس على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.

ووفق إسرائيل، يقضي مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بإطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، وإطلاق سراح بقية الرهائن "في نهاية (الفترة)، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار".

وأعلنت إسرائيل الإثنين تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع الذي يعاني أزمة إنسانية حادة جراء الحرب.