القطط تجالس محبيها في "كات كافيه" بالعراق

في ظاهرة غير مألوفة لدى المجتمع العراقي تم افتتاح مقهى في كركوك يعتني بالقطط أثناء انشغال أصحابها والاهتمام بها في غيابهم لساعات، كما يقدم لهذه الحيوانات الأليفة خدمتي الاستحمام والحلاقة.
كركوك (العراق) - الاختلاف في اختيار الفكرة وخروجها عن المألوف يجعلان صاحبها قصة نجاح، خاصة إذا اقترنت تفاصيلها بهواية يعيش معها ولأجلها، كما فعل الشاب العراقي أحمد رعد، عندما حول حبّه لتربية القطط إلى مشروع استثنائي، عبر إنشاء مقهى خاص بها يوفر لها العناية والخدمات اللازمة.
أحمد (26 عاما) وزوجته حنين محمد (25 عاما)، من سكان مدينة كركوك شمالي العراق، قررا في مارس الماضي أن ينشئا للقطط ومربيها مقهى خاصاً يجتمعون فيه، ويوفر لحيواناتهم الأليفة رعاية ومبيتا مناسبين من جهة، ويرفع عن كاهلهم عناء الاهتمام بها من جهة أخرى، إلى جانب توفير أجواء من التأمل بعيداً عن صخب الحياة.
اجتمع الشاب العراقي مع شريكة حياته بالدراسة في تخصص صحة المجتمع، واتفقا على فكرة المشروع؛ إذ كانت تربيتهما 10 قطط في منزلهما هي الدافع إلى إقامة المشروع، وشعرا بما يشعر به محبو تلك الحيوانات، وهو تعزيز ثقافة الاعتناء بها، دون أن يؤثر ذلك على سير حياتهم اليومية.
وتحدث العشريني العراقي عن تفاصيل مشروعه “كات كافيه” الذي تحول إلى حديث العديد من أبناء بلده، لاسيما أن فكرته جديدة على مجتمعهم، وتعد بالنسبة إليه أمراً استثنائيا.
وقال أحمد “أهوى تربية القطط منذ صغري، ونملك أنا وزوجتي 10 قطط في منزلنا، وكنا نلحظ أن البعض يحبها، ولكن ليس لديه خبرة التعامل معها والاعتناء بها”. وتابع “قررنا في مارس الماضي تأسيس هذا المقهى على مساحة 70 مترا مربعا، ضمن فكرة بسيطة ومختلفة، وهي قضاء وقت ممتع مع القطط الأليفة لمربيها أثناء احتساء القهوة أو المشروبات الباردة، ويقع في مركز مدينة كركوك بموقع جاذب لمحبي القطط”.
وأضاف “ما عزز الفكرة لدينا أن أغلب الناس يرفضون اقتناء القطط إما لصعوبة العناية بها أو لصعوبة توفير الوقت اللازم للاعتناء بها”.
وأردف “بالإضافة إلى خدمة الاعتناء بها أثناء جلوس أصحابها، وفرنا أيضا خدمة الفندقة لساعات داخل غرفة مساحتها 10 أمتار مربعة، حيث يستطيع أصحابها تركها لدينا، خاصة في حالة انشغالهم، إضافة إلى خدمتي الاستحمام والحلاقة”.
واستطرد أحمد قائلا “لا أنكر أن البعض استغرب فكرة المشروع في البداية، ولكن المجتمع في مدينة كركوك سرعان ما تقبلها، وأصبحنا نستقبل الزوار من محافظات عراقية أخرى، وعادة ما يكون لدينا في اليوم الواحد نحو 20 قطا”.
وأكمل “بحسب معلوماتي أن هذا المقهى هو الوحيد من نوعه في العراق، وهناك زوار يأتون فقط للاطلاع على طبيعة المشروع باعتباره شيئا جديدا على المجتمع”.
ولفت إلى أن “المشروع عزز خلال الأشهر القليلة من افتتاحه ثقافة الاعتناء بالقطط، ما يعني نشر صورة جميلة لبلدان العالم عن المستوى المتقدم لأبناء شعبنا بمسألة الرفق بالحيوان”.
وقال “لا نستقبل إلا القطط التي لديها دفتر لقاح وتلقت جرعة ديدان، والتي تتسم بسلوك غير عدواني، ولدينا طبيب بيطري متخصص يقوم بإجراء الفحوص اللازمة لها، الفيزيائية مرتين أسبوعيا، والمخبرية مرة شهريا”.
وفي معرض وصفه للإقبال على المقهى ذكر أحمد أن “مستواه جيد، وأكثر من يقصدونه هم الأجانب، ومن فئة الجيل الجديد المنفتح على فكرة تربية القطط واقتنائها من محافظات العراق المختلفة، وبالتأكيد أي فكرة لا تخلو من المنتقدين”.
وعن المقابل الذي يتلقاه تجاه الخدمات المقدمة أوضح أنه “ألفا دينار عراقي (1.53 دولار) مقابل نصف ساعة من الجلوس، والساعة بثلاثة آلاف دينار (2.29 دولار)، و10 آلاف دينار للمبيت (7.64 دولار)”.
واعتبر أنها “مبالغ رمزية، الغرض منها توفير ما تحتاج إليه تلك القطط، بحيث نشتري منها وجبات الطعام لها والتي هي عبارة عن صدور دجاج مسلوقة”.
وتشير بعض الدراسات إلى أن تاريخ أول قطة مستأنسة يعود إلى 12 ألف سنة، في منطقة الهلال الخصيب بحوض البحر المتوسط، وتحديدا بالقرب من العراق الحديث.
ويعشق الكثير من العراقيين تربية القطط في منازلهم، وبدأت هذه الهواية تزداد في الآونة الأخيرة، من خلال انتشار محلات بيع القطط ومستلزماتها والمراكز البيطرية.
ويرى مختصون أن ازدياد اقتناء القطط مؤخرا يعود إلى أسباب عديدة، من أبرزها تسلية الأطفال بها والتفريغ العاطفي.