القطريون يعودون إلى مكة بعد غياب طويل

إقبال كبير من القطريين على أداء مناسك الحج حيث تجاوز عددهم خمسة أضعاف الكوتا التي تقدر بنحو 1080 حاجا.
الخميس 2022/07/07
والعود أحمد

الدوحة – بعد قطيعة استمرت خمس سنوات ووباء عالمي حالا دون أدائهم لفريضة الحج، تتملك الحماسة الحجاج القطريين مع تمكنهم هذا العام من أداء الركن الأعظم في الإسلام بعد غياب طويل.

وكانت السعودية وحليفاتها البحرين والإمارات ومصر قامت بقطع العلاقات مع الدوحة في يونيو 2017 متهمة إياها بالقرب من إيران ودعمها لجماعات متطرفة، وهو ما نفته قطر.

لكن في يناير 2021، اتفقت هذه الدول على إعادة علاقاتها مع قطر.

ويعود الحجاج القطريون إلى مكة المكرمة هذا العام بعد طي صفحة الخلاف الدبلوماسي.

وأشاد رئيس بعثة الحج القطرية علي بن سلطان المسيفري الأربعاء بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج لهذا الموسم والتسهيل عليهم.

وقال إن “وزارة الحج والعمرة السعودية تعاونت مع البعثة القطرية، ما سهل كثيراً عملها ويسر لها العديد من الأمور في سبيل خدمة الحجاج القطريين”.

وأكد رئيس بعثة الحجيج القطرية حرص البعثة “على خدمة حجاج قطر وجميع الحملات، وتسهيل أمورهم ليكون موسم الحج متميزاً وفي أنجح صورة لأداء المناسك”.

ووصف محمد جوهر رئيس حملة الفرقان القطرية للحج شعوره عند الوصول إلى مكة المكرمة، قائلا “شعور عظيم الوصول إلى هذا المكان المقدس بعد خمس سنوات من الغياب والأعظم عودة اللحمة الأخوية مع أشقائنا في المملكة، نحن أسرة واحدة”.

وأضاف “عادت المياه إلى مجراها الطبيعي وعدنا إلى موسم الحج بكل يسر وسهولة مع تذليل لكافة العقبات من جانب السلطات السعودية”.

Thumbnail

وأشار جوهر إلى أن حملته تضم 250 حاجا، قائلا “كان هناك إقبال كبير جدا من القطريين للتسجيل لأداء مناسك الحج هذا الموسم. وتجاوز عددهم خمسة أضعاف الكوتا المخصصة التي تقدر بنحو 1080 حاجا”.

وتم تسجيل خمسة آلاف شخص لأداء الحج هذا العام، موضحا “وجدنا ترحيبا واستقبالا جيدا. ونحن الآن متواجدون في مكة”.

وأكد جوهر أنه رأى “تغييرا كبيرا. زاد الاعتماد على التكنولوجيا والتطبيقات في المملكة مما يسهل الكثير من الأمور على الحجاج في إنهاء الإجراءات والتنقلات والإقامة”.

ويترأس حاتم المنصوري حملة أخرى للحج في قطر، موضحا أن الموسم هذا العام “سيكون مختلفا واستثنائيا بعد 5 سنوات من الانقطاع عن عرفة والحج”.

ووصف المنصوري شعور جميع الحجاج في حملته التي تضم 500 حاج قطري بأنهم “سعداء ومرتاحون. الجميع كان يتطلع إلى هذه اللحظة التي يعودون فيها لأداء شعائر الحج”.

وقال المنصوري إن الحصة المخصصة للقطريين هذا العام “زادت لتصل إلى نحو 3 آلاف حاج لأن الإقبال كان كبيرا”.

وتابع “تعامل السلطات السعودية مع البعثة القطرية ممتاز جدا”.

وأعلنت السعودية في أبريل عن استضافة مليون حاج من داخل المملكة وخارجها هذا العام بعد قيود فرضتها خلال العامين السابقين بسبب انتشار وباء كورونا.

وعادة ما يكون الحج أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، إذ شارك نحو 2.5 مليون شخص في عام 2019. لكن بعد ظهور وباء كورونا في عام 2020، سُمح فقط لبضعة آلاف من داخل المملكة بالمشاركة، وفي العام التالي ارتفع العدد إلى 60 ألفا فقط.

وليست هذه المرة الأولى التي يؤدي فيها القطري مسعود العلي فريضة الحج، حيث أكد “شعوري لا يمكن وصفه بالعودة لأداء مناسك الحج بعد خمس سنوات كاملة”.

Thumbnail

وقال العلي المتواجد حاليا في السعودية “لقد تجاوزنا الفترة الماضية ولمسنا تعاونا كبيرا من السلطات السعودية في تسهيل الإجراءات والاستقبال وأماكن الإقامة. ولم يقصروا في أي شيء”.

وأضاف “هذه المرة مختلفة تماما، فقد كنا ننظر إلى الأراضي المقدسة ونتحسر على هذه الأيام (…) كان لدينا اشتياق كبير”.

وكان القطريون قديما يستعدون للحج مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان. ويقول الباحث محمد همام فكري إنه وعقب انتهاء شهر رمضان يكون ذلك إيذاناً لمن عزم على تأدية فريضة الحج أن يتأهب له، فتكثر زيارات الأهل والأقارب، ويحرص كبار السن على كتابة وصاياهم، ويستودعونهم عند الله خشية ألا يرجعوا.

وكانت الرحلات تتم على الجمال أو عبر البحر إلى أن أتت السيارات ثم الطائرات فصارت الرحلة يسيرة وفي وقت وجيز.

ومن مظاهر استقبال الحجاج عند قرب عودتهم رفع الأعلام في البيوت والتي تسمى “النشور” لإعلام الناس بأن هذا البيت صاحبه في الحج، فإذا اقتربت القافلة وعرف أهل الحجيج قدومهم قاموا بذبح الذبائح ابتهاجاً بعودتهم، كما تقام الولائم احتفاءً بهم ويقوم الحجاج بتوزيع الهدايا التذكارية عليهم، وهي عادات تتشابه فيها كل الدولة العربية تقريبا.

18