القطايف والعصائر مصدر رزق للعاطلين عن العمل في الخليل

شهر رمضان فرصة لتنشيط بعض المهن ولسد رمق المحتاجين.
الثلاثاء 2019/05/28
صغيرة الحجم لذيذة الطعم

  الخليل – يعتبر شهر رمضان مناسبة للبعض لممارسة مهن وطقوس تجارية لا يمارسونها في باقي أشهر السنة، وأصبح شهر الصيام مصدر رزق لعدد من مواطني الخليل جنوب الضفة الغربية في ظل البطالة المتفشية، من خلال بيع الحلويات كالقطايف وعصائر الخروب والتمر الهندي، التي يتهافت عليها الصائمون بشكل كبير.

وأمست مشاهد أفران طهي القطايف، تلاحظ بشكل كبير في أسواق الخليل، حيث استولى عدد من البائعين على مساحة صغيرة من قارعة الطريق، لوضع فرنه والطاولة المستخدمة لتبريد القطايف وعرضها أمام المارّة، لعلّ رائحتها الزكية تستدرج نفوس الصائمين، التي تشتهي كافة أشكال الأكل والشرب، وبعض محال بيع هذه الحلوى لا تتجاوز الأمتار القليلة، والمكان يكاد لا يتسع لمستلزمات الطهي، علاوة على زحمة الزبائن المتهافتين على الشراء بشكل كثيف ومزدحم.

يقول محمد حسين، وهو عاطل عن العمل ولا يملك إلا مهارة طهي القطايف حيث يتقنها بشكل جيد ويخرجها بشكل لذيذ ومحبب، لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، “لقد استفدت من قدوم شهر رمضان، من خلال ممارسة مهنتي، لأجني بعض المال ولو كان قليلا من أجل العيش والإنفاق على أسرتي المكونة من 5 أفراد”.

ويضيف “بالرغم من أن الحركة ليست بالنشطة أو المعهودة، نظرا لظروف المواطنين الاقتصادية الصعبة، إلا أنني تمكنت من إيجاد مصدر رزق خلال شهر رمضان الفضيل، من خلال بيع القطايف في أحد المحال الصغيرة في السوق القديمة من المدينة”.

ويشير، إلى أنه حاول في السابق أن يبيع القطايف في غير شهر رمضان، ولكن لم يكن هناك إقبال من المواطنين الذين لا يكترثون لهذا النوع من الحلوى خلال الأيام العادية، لكن خلال شهر رمضان، تكون القطايف سيدة الحلويات والإقبال عليها شديد.

وتكاد لا تخلو مائدة منها، والرغبة في شرائها وتذوقها خلال ساعات الصيام اليومية تكون شديدة، حيث تتمتع بشكل ورائحة ورونق تشد الصائم “الأسير لشهوته وأحاسيسه المحاطة بالجوع والظمأ والحرمان المؤقت”. والقطايف سهلة الصنع وزهيدة التكاليف، وهي فطيرة صغيرة، تخبز وتغمس بـ”القطر”، تتكون من عجين الطحين والسميد، بنسبة ثلثين طحين وثلث سميد، ويضاف إليها الحليب، وتخبز على فرن حديدي.

 وقيل إن تاريخ صنعها يرجع إلى العهد المملوكي، حيث كان يتنافس صنَّاع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل ليقطفها الضيوف ومن هنا اشتق اسمها القطايف.

وفي المقابل وراء إحدى العربات المتنقلة، يقف حازم زتونة (30 عاما) يبيع عصائر الخروب والتمر الهندي والسوس، التي يحرص الصائمون على شربها في موعد الإفطار، حيث تعتبر هذه العصائر عادات رمضانية بامتياز تنافس المشروبات الغازية المعهودة.

ويتمكن الفتى زتونة من خلال عربة العصائر التي يقف وراءها من جني قليل من الأرباح، حيث ينفق حازم ما يجنيه يوميا على إخوته الذين يكبرهم، ووالده المريض، الذي لا يعمل ولا يستطيع توفير ما تحتاجه الأسرة، التي تتزايد احتياجاتها ومستلزماتها المطلبية يوما بعد يوم. وحول عمليات البيع اليومي خلال الأيام الأولى من رمضان، أشار زتونة إلى أن الحركة مقبولة نسبيا، وإقدام الصائمين على شراء هذه المشروبات المرطبة جيدة، لافتا إلى أن الأسعار مقبولة ولعل ذلك يساعد المواطنين على الإقبال في ظل الظروف الصعبة الحالية ولاسيما قطاع الموظفين المحرومين من تلقي رواتبهم بشكل منتظم.

ولعصائر الخروب والسوس والتمر الهندي فوائد كبيرة ومتنوعة للإنسان حيث تساعد في تخفيف ظمأ الصائم، وتعويضه عن يوم طويل من فقدانه لكثير من سوائل الجسم الضرورية، كما أنها تعتبر مقوية للكبد واللثة والمعدة ومفيدة للصدر والرئة وغنية بفيتامين “أ” فهي تحافظ على رطوبة العينين وبريقهما وتمنع جحوظهما وتكافح الغشاوة وتقوي الرؤية وأعصاب السمع وتهدئ الأعصاب وتنشط الغدة الدرقية، وتكافح زوغان البصر والكسل والتراخي والإغماء.

ويساعد مشروب الخروب في علاج النزلات الصدرية، وهو مقوّ للمعدة، ويعدل مستويات الحموضة في الجسم، كما يخفف من تبعات العطش اليومي وجفاف الحلق، الذي يشعر به الصائم.

20