القضاء على أورام المخ بواسطة الخلايا المناعية للجسم

استخدام ناقل فايروسي يزيد من إمكانية وصول الخلايا المناعية "تي" إلى أنسجة الورم للتعامل معها.
الأربعاء 2023/05/17
التصوير بالرنين المغناطيسي يكشف عن أورام المخ

يؤكد خبراء الصحة أن الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال من أخطر أنواع الأورام التي تصيب مخ الإنسان، فهو يعطل رد الفعل المناعي الطبيعي للجسم تجاه الأورام. لذلك طور الخبراء وسيلة علاجية تستخدم ناقلا فايروسيا لإصابة الأوعية الدموية داخل الورم، مما يزيد من إمكانية وصول الخلايا المناعية “تي” إلى أنسجة الورم للتعامل معها. وتشكل الخلايا التائية مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة بالدم وهي تلعب دورا أساسيا في المناعة الخلوية.

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – طور فريق من الباحثين بجامعة أوبسالا السويدية وسيلة علاجية جديدة لاستخدام الخلايا المناعية في جسم الإنسان للقضاء على الأورام السرطانية في المخ.

ويعتبر الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال من أخطر أنواع الأورام التي تصيب مخ الإنسان، ويرجع السبب في ذلك جزئيا إلى قدرته على تعطيل رد الفعل المناعي الطبيعي للجسم تجاه الأورام.

وتهدف وسائل العلاج المناعي التقليدية إلى تنشيط رد الفعل المناعي تجاه الأورام باستخدام خلايا مناعية معينة تحمل اسم الخلايا “تي”، غير أن الأوعية الدموية داخل الورم السرطاني تعمل كحاجز وتعطل وصول الخلايا “تي” إلى الورم للقضاء عليه.

يتضمن الجهاز المناعي أنواعا متعددة من الخلايا التي تعمل معا على حماية الجسم ومساعدته في محاربة العدوى والأمرض الأخرى، وتتطور الخلايا المناعية من الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم فتشكّل نوعين رئيسيين من الخلايا المناعية هما: خلايا الدم البيضاء والتي تشمل العدلات والحمضات والخلايا القاعدية والخلايا البدينة والوحيدات والخلايا الأكولة الكبيرة والخلايا التغصنية ذات الزوائد والخلايا القاتلة الطبيعية، بالإضافة إلى الخلايا الليمفاوية التي تشمل الخلايا البائية والخلايا التائية (الخلايا “تي”).

وسائل العلاج المناعي التقليدية تهدف إلى تنشيط رد الفعل تجاه الأورام باستخدام خلايا مناعية معينة

وبحسب الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “كنسر سل”، استطاع الفريق البحثي من جامعة أوبسالا تطوير وسيلة علاجية لمساعدة الخلايا “تي” في الوصول إلى الورم والتعامل مع الخلايا السرطانية. وتعتمد فكرة البحث على استخدام ناقل فايروسي لإصابة الأوعية الدموية داخل الورم، مما يزيد من إمكانية وصول الخلايا المناعية “تي” إلى أنسجة الورم للتعامل معها.

ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية عن الباحثة آنا ديمبرج قولها “لقد وجدنا أن الأوعية الدموية في الورم السرطاني يتغير شكلها ووظيفتها عند استهدافها بالناقل الفايروسي”، مضيفة أن “الناقل الفايروسي استحث تفاعلا معينا داخل الأوعية مما ساعد في وصول الخلايا ‘تي’ إلى الورم السرطاني”.

ويدرس الباحثون إمكانية تطويع هذه الطريقة العلاجية الجديدة لعلاج المرضى المصابين بأنواع أخرى من الأورام الأرومية الدبقية.

وأكد الباحثون أن “الناقل الفايروسي بحاجة إلى المزيد من التطوير حتى يمكنه توظيفه لعلاج حالات مرضية أخرى، غير أن النتائج تبدو مبشرة للغاية”.

والورم الأرومي الدبقي هو نوع من السرطان يبدأ على هيئة نمو للخلايا في الدماغ أو الحبل النخاعي. وينمو هذا الورم سريعا ويمكنه غزو أنسجة الجسم السليمة وتدميرها. يتكون الورم الأرومي الدبقي من خلايا تسمى الخلايا النجمية، تدعم الخلايا العصبية.

عع

قد تحدث الإصابة بالورم الأرومي الدبقي في أي مرحلة عمرية، غير أنه غالبا ما يصيب البالغين الأكبر سنا والرجال في أكثر الحالات. تشمل أعراض الورم الأرومي الدبقي نوبات صداع مستمرة التفاقُم والغثيان والقيء وضبابية الرؤية أو ازدواجها ونوبات الصرع.

ولا يوجد علاج للورم الأرومي الدبقي الذي يُعرف أيضا بالورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال. لكن قد تساعد العلاجات على إبطاء نمو السرطان وتخفيف أعراضه.

وتشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص الورم الأرومي الدبقي الفحص العصبي. ويركز هذا النوع من الفحوص على فحص البصر والسمع والتوازن والتناسق الحركي والقوة وردود الأفعال اللا إرادية. وقد يعطي وجود مشكلات في منطقة أو أكثر من هذه المناطق مؤشرات عن أجزاء الدماغ المصابة بالورم الأرومي الدبقي.

كما يمكن أن تساعد الفحوص التصويرية على تحديد مكان الورم الأرومي الدبقي وحجمه. وغالبا يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الورم الأرومي الدبقي. ويمكن أن تشمل الفحوص التصويرية الأخرى التصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

ويمكن أيضا سحب عيّنة من الأنسجة لفحصها. والخزعة إجراء طبي تُسحب فيه عينة من الأنسجة لفحصها. ويمكن إجراؤها باستخدام إبرة قبل جراحة إزالة الورم الأرومي الدبقي أو أثناء الجراحة، ثم تُرسَل العينة إلى المختبر لفحصها. ويمكن أن توضح هذه الاختبارات ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا، وما إذا كانت خلايا ورم أرومي دبقي أم لا.

ويمكن أن توفر الفحوص المتخصصة للخلايا السرطانية لفريق الرعاية الصحية المزيد من المعلومات عن الورم الأرومي الدبقي ومآل المرض. ويستخدم الفريق هذه المعلومات لإنشاء خطة علاجية.

ويتكوّن الجهاز المناعي من العديد من الأعضاء والخلايا والبروتينات، إذ يشمل خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والبروتينات والجهاز الليمفاوي والطحال والغدة الزعترية ونخاع العظم. ويقوم كل جزء منها بمهمة محددة تهدف إلى التعرّف على الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفايروسات والقضاء عليها، والدفاع معا ضد إصابة الجسم بالعدوى. ولضمان توفير استجابة مناعية سريعة، فإن مكونات الجهاز المناعي تنتشر في جميع أنحاء الجسم، إذ تنتقل الخلايا المناعية عبر مجرى الدم والأوعية الليمفاوية. كما تشكّل العقد الليمفاوية والطحال هياكل لتسهيل الاتصال بين خلية وأخرى، كما أن الاستجابة المناعية تنقسم إلى فئتين رئيسيتين هما: المناعة الفطرية والتي تمثل الاستجابة الأولية السريعة وتوجد لدى الإنسان منذ الولادة وتشمل خلايا العدلات والوحيدات وهي التي تقوم على تنبيه المناعة المكتسبة أو التكيّفية، والتي تتضمن بدورها الخلايا البائية والتائية والتي تتميز بقدرتها على محاربة الجراثيم الجديدة وتكوين ذاكرة مناعية.

16