القاهرة تحيي جهود التسوية بين حماس ودحلان

التصالح مع 180 ضحية من أصل 420 بتسليم كل أسرة 50 ألف دولار من التيار الإصلاحي لحركة فتح نظير طي صفحة الماضي.
الجمعة 2019/06/21
هنية قلق من التحركات القطرية

القاهرة - ضاعفت مصر مساعيها لإنهاء المصالحة المجتمعية في غزة بين حركة حماس والتيار الإصلاحي في فتح.

وأقامت لجنة المصالحة المجتمعية الفعالية الوطنية الثالثة، الخميس، بمناسبة إنهاء ملفات 40 قتيلا من ضحايا الانقسام الذي حدث في غزة عام 2007، وتم ترضية الأهالي باستلام كل أسرة 50 ألف دولار من التيار الإصلاحي لحركة فتح بقيادة محمد دحلان، نظير طي صفحة الماضي، ليصل عدد من تم التصالح معهم إلى حوالي 180 ضحية من أصل 420.

وتزامن الاحتفال مع زيارة وفد مصري إلى غزة لإحياء المصالحة، مع منح الأولوية لمناقشة التهدئة مع إسرائيل.

وعلمت “العرب” أن الخط المجتمعي سيشهد تطورات الأيام المقبلة مع تحركات لضخ دماء جديدة في عروق المصالحة، لتوفير شبكة أمان مجتمعية وسياسية.

بالتزامن مع ذلك بدأت اللجنة القطرية لإعمار غزة، الخميس، بتوزيع مساعدات نقدية جديدة تستهدف ستين ألف عائلة فقيرة، كجزء من تفاهمات التهدئة بين إسرائيل وحماس.

ويرتبط دعم المصالحة المجتمعية بالحاجة الملحة إلى تقوية الجدار الفلسطيني ضد أي تسوية أميركية يمكن فرضها بسياسة الأمر الواقع. كما أن التقارب بين التيار الإصلاحي وحماس يشكل ورقة ضغط على فتح، تدفعها إلى تليين مواقفها وشروطها من المصالحة، لأن هناك دوائر سياسية تعتبر الحضور المتزايد لمحمد دحلان قائد التيار الإصلاحي، يدعم  حظوظه كمرشح محتمل للرئاسة الفلسطينية.

وتبدو خطوات المصالحة المجتمعية محسوبة بدقة ومتفقا عليها بين القاهرة وحلفائها في المنطقة.

وقال أيمن الرقب، القيادي بتيار فتح الإصلاحي، لـ “العرب” وجود القيادي دحلان في المشهد الراهن يحمل دلالات عدة فالكثير من الأطراف تعتبره شبكة أمان لتكوين جبهة تحول دون فصل غزة أو رضوخ السكان لأي تسوية مقابل تحسين أوضاعهم المعيشية.

وتعمل حماس على توظيف انفتاح التيار الإصلاحي لدعم حكمها في القطاع لكن قادة الحركة “لا يدركون أن زيادة حضور قائد التيار الإصلاحي وتقاربه مع السكان سوف يوازيهما تهاوي شعبية حماس التي أصبحت عاجزة عن توفير الحد الأدنى من مطالب أهالي القطاع”.

وسمحت إسرائيل بتحويل دعم قطري قيمته 30 مليون دولار لموظفي حماس في غزة بشكل يخفف من حدة حصارها، لكن الحركة تنظر بريبة إلى سياسة الدوحة في دعمها اقتصاديا.

وحذر رئيس حركة حماس إسماعيل هنية الخميس من أن تفاهمات التهدئة بين حركته وإسرائيل “في مربع الخطر”.

2