القاعدة تعود إلى مصر عبر بوابة تنظيم "المرابطون"

السبت 2015/07/25
الضربات العسكرية الموجعة تزيد من الخلافات في صفوف المتشددين وتفرط عقدهم

أكد مصدر أمني لـ”العرب” أنّ الأجهزة المعنية بشؤون الحركات الإسلامية في مصر لم تتفاجأ بالرسالة المنسوبة إلى هشام العشماوي، القائد العسكري السابق لما يسمى بـ”ولاية سيناء”، والتي كشف فيها عن صراع أجنحة بدأ يعتمل داخل التنظيم، منذ إعلان ولائه لداعش.

وأضاف المصدر أن هذه النوعية من الانشقاقات معتادة في مثل الظروف التي تمر بها غالبية الحركات الإسلامية، حيث تتعرض لضربات قوية، خاصة من قبل أجهزة الأمن المصرية. الأمر الذي يفضي إلى تضارب قياداتها في التكتيكات وطرق التعامل مع هذه الأوضاع، فالبعض يختار التهدئة المؤقتة، والبعض الآخر يصمم على عدم التوقف عن ممارسة العنف.

ولفت خبراء إلى أنّ تصدير الرسالة الصوتية، بكلمة لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، يعزز فكرة انشقاق العشماوي عن “ولاية سيناء” وتأسيس تنظيم جديد أطلق عليه “المرابطون”، يدين بالولاء للقاعدة، ما يدعم التقديرات التي ذهبت إلى أن تنظيم “أنصار بيت المقدس” يتعرض لاهتزازت قوية، ربما تؤثر على مصيره في سيناء.

وأشاروا إلى أن فصيل “المرابطون” سيكون لسان حال القاعدة في مصر، ما يعني حدوث تبدل جديد في الأدوار، بعد مرحلة خفوت كبيرة للتنظيم الجهادي، الذي يوصف بأنه “أبوالتنظيمات الجهادية في العالم”، ولفتوا الانتباه إلى أن التنظيم الجديد لن يسعى للدخول في مواجهات مع “ولاية سيناء”، ومرجح أن يركز عملياته بعيدا عن شبه جزيرة سيناء، كمحاولة لتمييز تصرفاته، وتعزيز فكرة الانشقاق، ومحاولة فتح ساحات مختلفة، حيث أصبحت سيناء كتابا مفتوحا أمام أجهزة الأمن المصرية.

واعتبر أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الجهادية، أن تنظيم القاعدة يريد الإعلان عن وجود نوعي في مصر، عبر الضابط السابق هشام العشماوي، الذي صدّر كلمته بمقطع صوتي للظواهري، ليس فقط ليؤكد الانشقاق، لكن لتعزيز الولاء.

وعن مدى وجود علاقة تربط بين تنظيم “المرابطون” الذي أسسه الجهادي مختار بلمختار الشهير بـ”الأعور” في المغرب العربي والتنظيم المصري الجديد، قال أحمد بان لـ”العرب”، “لا توجد علاقة سوى في انتماء التنظيمين للقاعدة”، مضيفا أن “ممارسات وتكتيكات داعش تمثل خطرا على المشروع الجهادي”، مشددا على أن انشقاق العشماوي لن يكون له تأثير كبير على بيت المقدس أو ما يعرف الآن بتنظيم “ولاية سيناء”، لأن وجوده أصلا لم يحقق طفرة للتنظيم.

واستبعد بان حدوث صراعات حقيقية بين “ولاية سيناء” و”المرابطون”، على اعتبار أن هناك “عدوا واحدا” (جهاز الأمن المصري)، مشيرا إلى أن لغة الخطاب الوارد في رسالة العشماوي الأولى حاولت أن تعطي انطباعا بعدم وجود صراع أو خلاف، وهو ما يحرص تنظيم القاعدة على تجنبه في خلافه المكتوم مع داعش، وفقا لفقه الأولويات الذي يحكم جانب كبير من تصرفات الحركات الإسلامية.

لكن هشام النجار، الجهادي السابق والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، لفت في تصريح لـ”العرب” إلى أنّ رسالة العشماوي تؤكد وجود انشقاق في تنظيم “أنصار بيت المقدس” أو ما يسمى بـ “ولاية سيناء”، وأن اتجاه التنظيم لدعم داعش لايزال فيه نظر، بل هناك ممانعات سابقة قوية داخله نحو القاعدة والظواهري. وقال أنه لا يتوقع أن يتورط داعش أو فرعه المعروف بـ“ولاية سيناء” في مواجهات مع “المرابطون”، على الأقل في هذه المرحلة التي يعاني فيها التنظيم ضعفا شديدا، كما أن المواجهة الأمنية مع الجيش والشرطة المصرية تبدو في ذروتها، ومتوقع أن يركز جهوده في الوقت الراهن على هذه المعركة، أما المعارك الأخرى فمن المحتمل أن تؤجل إلى حين، خاصة أن ساحة وميدان عمل “المرابطون” لن يكون في سيناء، إنما في القاهرة والصعيد والمحافظات النائية.

وأضاف أن هذا التنظيم موجود بالفعل، وقام بعدة عمليات نوعية كبيرة، لكنه لم يعلن عن هويته بهذا الوضوح إلا بعد إعلانه الانفصال.

وكشف عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الحركات الجهادية، بدوره أن العشماوي شارك في الهجوم على زورق للقوات المسلحة بدمياط نوفمبر الماضي، وأصيب خلال الهجوم، وانتقل بعدها إلى ليبيا، ولم ترد معلومات مؤكدة حول دخوله مصر مرة أخرى.

وأوضح عبدالمنعم في تصريح لـ”العرب” أن تنظيم “المرابطون” قد يكون مناورة لتشتيت جهود أجهزة الأمن، بعد الضربات القوية التي نفذها ضد أنصار بيت المقدس في سيناء.

ونوه إلى أن بيت المقدس يحاول الإيحاء للأمن المصري بتعدد التنظيمات الإرهابية، وكثرتها وتنوع أعضائها في محاولة لتخفيف الضغط والقبضة الأمنية على عناصره في سيناء.

6