القارة الأفريقية تشن الحرب على الشيشة العربية

تدخين الشيشة أصبح شائعا في أفريقيا ومع ذلك فإن المزيد من البلدان تحاول حظره.
الأحد 2022/04/10
أشد خطرا من السجائر

الشيشة أو النرجيلة من عادات التدخين الشائعة في الوطن العربي لكنها انتشرت في مناطق أخرى، حتى أن الدول الأفريقية قررت منع تدخينها في الأماكن العامة رغم صعوبة تحقيق ذلك على أرض الواقع.

نيروبي – تسنّ دول أفريقية بشكل متزايد قوانين ضد تدخين الشيشة، لكن الحظر يصعب فرضه على الرغم من الترحيب الشعبي والرسمي بسبب تحذيرات خبراء الصحة من مخاطرها.

وفي قلب الحي التجاري الرئيسي في دوالا في الكاميرون يتجمع الشباب في حانة محلية ودخان السجائر يتصاعد من فوق الطاولات في الهواء.

وتقدم الحانة الخمور والأطعمة التقليدية مثل اللحم المشوي. لكن هناك “متعة” واحدة مفقودة: النفخ في أنبوب الشيشة. فمنذ منتصف مارس 2022 لم يتم تقديم الشيشة في الحانة بعد أن حظرت حكومة الكاميرون تدخينها في جميع أنحاء البلاد.

حظر الشيشة جاء إثر دراسة أجرتها وزارة الصحة الكاميرونية بينت أن 46 في المئة من الشباب الكاميرونيين يدخنونها

وعبّر الشاب الكاميروني رودريغ تشوييم عن سعادته بقوله “لقد جاءت الحكومة متأخرة جدًا في هذا القرار. حتى المقامرة يجب حظرها حتى سن 21 لأنني أعتقد أن الشاب البالغ من العمر 20 عامًا لا يزال يعتمد على والديه”.

وجاء حظر الشيشة إثر دراسة أجرتها وزارة الصحة الكاميرونية بينت أن 46 في المئة من الشباب الكاميرونيين يدخنونها.

وأعرب أناتول كومبي، أحد الزبائن في الحانة، عن سعادته بالحظر “إنه أمر جيد لأطفالنا، لأنهم عندما يلجأون إلى مثل هذا الإدمان، فإنها تدمرهم وتشوه صورة البلاد”، على حد قوله.

وقال صاحب الحانة غوستاف تشانتشو إيوان إن الصغار كانوا مفتونين بخليط التبغ في الشيشة، مضيفا لدويتشه فيلله “لا أعرف كيف يمكنهم الانغماس في استهلاك الشيشة كثيرًا. كان عليك أن تسأل نفسك ما الذي يوجد في هذا الأنبوب الذي يجعلك تريده بشدة”.

وأدى حظر النرجيلة في الكاميرون إلى تقييد مبيعات التجار بشدة. ومع ذلك، لا يزال البائعون يتابعونها على الرغم من ضغوط المستهلكين، كما يقول إيوان “جاءت الأخبار مثل الصاعقة علينا، ولكن بمرور الوقت وبعد زيارات ومعلومات من بعض خبراء الصحة، علمنا أن الشيشة ليست جيدة، لذلك نحن نقبل بحظرها”.

وتدخين الشيشة، وهو بالأصل عادة في العالم العربي، أصبح شائعا في أفريقيا. ومع ذلك، فإن المزيد من البلدان تحاول حظر التدخين. في المقابل قررت الكاميرون ذلك في وقت متأخر، مقارنة بدول حظرتها مثل غانا، غامبيا، تنزانيا، رواندا، أوغندا وغينيا منذ عدة سنوات، كما يقول جويل جيتالي رئيس تحالف كينيا لمكافحة التبغ في نيروبي.

يتجمع الشباب

وحظرت كينيا الشيشة في عام 2017. وقال جيتالي “كل من يستورد الشيشة أو يصنعها أو يستهلكها أو يبيعها أو يتم العثور على ملحقاتها معه يتعرض للملاحقة القضائية”.

ويحتوي التبغ الموجود في أنبوب الماء على مزيج من النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ والرصاص ويخلط مع دبس السكر والغليسيرين والمنكهات، نقلا عن منظمة الصحة العالمية.

ووفقًا لمؤسسة القلب البريطانية، هناك “مفهوم خاطئ” مفاده أن استخدام النرجيلة ليس ضارًا مثل السجائر، فجرعة واحدة من الشيشة تعادل تدخين أكثر من 100 سيجارة، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

لكن ماذا جلب حظر الشيشة إلى كينيا بموجب القانون؟ يقول جيتالي “بعد الحظر، انخفض استهلاك الشيشة كثيرا، في دراسة أجرتها منظمتنا في نيروبي تم تحقيق قبول كبير للحظر تجاوز 81 في المئة في البداية. ولكن هناك نوع من الانتكاس، إذ أنه في بعض الحانات والمطاعم يتمتع الملاك بعلاقات جيدة مع المسؤولين الحكوميين أو يقبلون الرشاوى لذا عادت التجارة الآن من الباب الخلفي”. ويعترف جيتالي “لم تتم مراقبة الحظر جيداً”.

وفي نيجيريا على سبيل المثال، وهي بلد لا يحظر تدخين الشيشة حتى الآن، وفقًا لخبير الصحة أداكو إيفوريبي، يعد تدخين الشيشة مقلقاً خاصة في المجتمع الفني النيجيري. وقال الصيدلاني “عندما يدخن الناس الشيشة، فإنهم يخلطونها بأشياء كثيرة ذات مذاق جيد، بما في ذلك الروائح الحلوة. لكنها تحتوي أيضًا على مواد كيميائية ضارة موجودة في السجائر. يجب حظر الشيشة”. وأضاف “نحن بحاجة إلى زيادة الوعي، لأن تدخين الشيشة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة على وجه الخصوص”.

20