الفن وصفة طبية لمعالجة المرضى النفسيين

مشروع غير مسبوق في فرنسا، المستوحى من تجارب سابقة، لديه طموح لإخراج المرضى من المستشفى عن طريق وصفة طبية توصي باعتماد الفن.
الخميس 2023/01/12
تجربة فريدة من نوعها

مونبيلييه (فرنسا) – تحت السقف العالي لكلية صيدلة قديمة حُوّلت إلى مركز للفن المعاصر في مدينة مونبيلييه بجنوب فرنسا، يتعلم أندريه وكيفن وأمبر صنع الفخاريات على مرأى من إحدى الفنانات؛ فقد أُرسل هؤلاء الثلاثة من طبيبهم للمشاركة في برنامج تجريبي يعتمد الفن وسيلة للعلاج النفسي.

يختلف هؤلاء المرضى الثلاثة من حيث أعمارهم ومسيرة حياتهم، لكن تجمع بينهم نوبات الاكتئاب أو القلق، ويتابعهم قسم الطوارئ النفسية وما بعد الطوارئ في مستشفى مونبيلييه الجامعي.

ولم يكن هؤلاء الثلاثة مهتمين خاصة بالفنون في ما مضى، لكنّهم اتّبعوا الخطوات المطلوبة منهم بالكامل في إطار هذا العلاج غير الاعتيادي الذي يستمر بضعة أسابيع تحت عنوان “الفن بوصفة طبية”.

بالنسبة إلى مركز الفن المعاصر في المدينة وقسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي ثمة اقتناع بأنّ هناك “حاجة ملحّة إلى زيادة الوعي العام بفوائد الالتزام الفني على الصحة العقلية”، وفق البروفيسور فيليب كورتيه من مركز المستشفى الجامعي في مونبيلييه.

هذا المشروع غير المسبوق في فرنسا، المستوحى من تجارب سابقة في بلجيكا وكندا والمملكة المتحدة، لديه طموح واحد يتمثل في “إخراج المرضى من المستشفى عن طريق وصفة طبية توصي باعتماد الفن”، بحسب كورتيه.

العلاج بالموسيقى
العلاج بالموسيقى

وتقول الطالبة أمبر كاستيل (تبلغ من العمر 17 عاماً) بابتسامة على محياها “هذا يحررنا بقوة”، وذلك خلال صبها مادة البارافين في قالب من الطين. وتضيف “عندما أكون هنا أشعر بأن كل ما يمكن أن يزعجني يتبدد”.

أما كيفن جينيست ذو الـ23 عاماً فيشير إلى أن “القلق الطبيعي يتلاشى” لديه. ويقول “يمكن استشارة علماء النفس، ولكن أفضل شيء هو القيام بأعمال يدوية، لأخرج ما في مكنونات نفسي”، مبدياً سروره بلقاء “أشخاص يعانون المشكلات نفسها”، ومعرباً عن استعداده “للذهاب إلى المتحف بوتيرة أكبر”.

18