الفنلنديون على هرم السعادة في العالم

بمقارنة بيانات العام الماضي مع السنوات السابقة، تبين للباحثين أن الجائحة كان لها أثر سلبي على ما يقرب من ثلث بلدان العالم.
السبت 2021/03/20
الاحتفاظ باللقب رغم انعكاسات كورونا على سعادة الأفراد

احتفظت فنلندا بلقب أسعد بلدان العالم للعام الرابع على التوالي، وفقا لتقرير جديد نشرته منظمة الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للسعادة الذي يحتفل به سنويا يوم 20 مارس.

هلسنكي – تصدرت فنلندا وللعام الرابع على التوالي تصنيف البلدان الأسكندنافية في مؤشر السعادة العالمي الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة بمناسبة “يوم السعادة العالمي”، فيما تذيّلت أفغانستان القائمة.

وتربعت فنلندا على عرش قائمة أسعد دول العالم للعيش فيها، متقدمة على الدنمارك وسويسرا وآيسلندا، في تصنيف عكس تقدما مفاجئا لبلدان عدة على “مؤشر السعادة” خلال جائحة فايروس كورونا.

وقال الباحثون إن هذا “ليس مفاجأة”، واستشهدوا بأن فنلندا “دائما ما كانت تحتل مرتبة مرتفعة على مؤشرات الثقة المتبادلة والتي ساعدت في حماية الأرواح وسبل العيش خلال فترة الوباء”.

ورغم فصول الشتاء الطويلة والانطباع السائد لدى البعض عن سكانها بشأن انعكاس صقيع الطقس على شخصياتهم، تتمتع فنلندا بمستوى معيشة مرتفع جدا وخدمات عامة فعالة فضلا عن غنى طبيعتها بالغابات والبحيرات ونجاح البلاد في خطط مكافحة الفقر والفروق الاجتماعية.

ويستند تقرير السعادة العالمي إلى ثلاثة أعوام من دراسات معهد غالوب بشأن كيف يرى المواطنون أنفسهم سعداء.

وعَرّفت الأمم المتحدة في عام 2012 مفهوم السعادة بـ”مدى رضا الشخص عن حياته”، ووضعت مؤشرا سنويا من 6 عناصر لقياس ذلك: نصيب الفرد من الناتج المحلي والدعم الاجتماعي ومتوسط العمر المتوقع للفرد وحرية اتخاذ خيارات الحياة والكرم وغياب الفساد.

وتم تجميع تقرير السعادة العالمي لهذه السنة بشكل مختلف قليلا هذه المرة بسبب فايروس كورونا، إذ لم يقتصر الأمر على عدم تمكن الباحثين من إكمال المقابلات وجها لوجه في عدد من البلدان، بل كان عليهم أيضا تغيير الأمور تماما من خلال التركيز على العلاقة بين الرفاهية وكورونا.

ولاحظ معدو الدراسة من خلال مقارنة بيانات العام الماضي مع السنوات السابقة لتبيان أثر الجائحة، “ازديادا كبيرا في وتيرة المشاعر السلبية” في ما يقرب من ثلث البلدان.

Thumbnail

ووفقا لشبكة سي.أن.أن الأميركية، قالت الأستاذة المساهمة في التقرير لارا أكنين من جامعة سايمون فريزر الكندية “لقد كان هذا عاما مليئا بالتحديات، لكن البيانات الأولية تظهر أيضا بعض العلامات البارزة على المرونة في مشاعر التواصل الاجتماعي وتقييمات الحياة”.

لكن في المقابل، تقدم 22 بلدا على مؤشر السعادة و”سُجلت مفاجأة تمثلت في عدم تراجع معدل الرخاء في تقويم الأشخاص لحياتهم”، وفقا لجون هيليويل أحد معدي الدراسة.

وأشار هيليويل إلى أن “التفسير المحتمل هو أن الناس يرون في كوفيد – 19 تهديدا مشتركا وخارجيا يضر بالجميع وقد أدى إلى تعزيز حس التضامن والتعاطف”.

وأكد الأستاذ المساهم في التقرير جيفري ساكس، وهو مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا “نحن بحاجة ماسة إلى التعلم من كوفيد – 19. يذكرنا الوباء بتهديداتنا البيئية العالمية، والحاجة الملحة للتعاون، وصعوبات تحقيق التعاون في كل بلد وعلى الصعيد العالمي”.

وأصدرت الشبكة تقرير السعادة العالمي الذي ضم 149 بلدا، تم ترتيبها من الأسعد إلى الأتعس تنازليا. وقد هيمنت أوروبا بوضوح على تصنيف البلدان العشرة الأوائل على القائمة والذي يضم أيضا هولندا والنرويج والسويد ولوكسمبورغ والنمسا، إضافة إلى بلد وحيد خارج القارة الأوروبية هو نيوزيلندا.

واحتلت ألمانيا المركز الثالث عشر في التصنيف تلتها كندا في المرتبة الرابعة عشرة وبريطانيا في المركز السابع عشر والولايات المتحدة في المرتبة التاسعة عشرة، ثم فرنسا في المركز الحادي والعشرين فيما حلت البرازيل في المرتبة الخامسة والثلاثين واليابان في المركز السادس والخمسين وروسيا في المركز السادس والسبعين والصين في الرابع والثمانين.

وحلت بلجيكا في المرتبة العشرين، فيما احتلت إسبانيا وإيطاليا المركزين 27 و28.

أما البلدان “الأقل سعادة في العالم” بحسب التصنيف فتصدّرتها أفغانستان مع 2.52 نقطة، تلتها زيمبابوي ورواندا وبوتسوانا وليسوتو. وحققت الهند أسوأ مرتبة بين البلدان الكبرى في العالم، إذ حلت في المركز 139.

Thumbnail
24