الفنان حسني أبو بكر: الشللية خطر على الفن

التشكيلي المصري لديه تراث ضخم من المفردات التشكيلية، النهل منه هو إحدى وسائل الوصول إلى العالمية.
الأربعاء 2020/03/04
الفنان التشكيلي المصري حسني أبو بكر: لكل وجه حكايته

يعتمد الكثير من الفنانين التشكيليين على الوجوه البشرية في خلق تعبيرات فنية وإثارة مواضيع متعددة، فالوجه البشري حمّال أوجه وأفكار وتفاصيل ومشاعر بشكل كبير، وهذا ما تفطن إليه مثلا الفنان المصري حسني أبوبكر الذي كان لنا معه هذا الحوار.

 الأقصر (مصر) – يرى الفنان التشكيلي المصري حسني أبوبكر أن الحركة التشكيلية العربية تسير في الاتجاه الخاطئ، وأن أخطر تهديد تواجهه الحركة الفنية في العالم العربي هو ما بات يُعرف بـ”الشللية”.

ويؤكد أبوبكر أن ظاهرة الشللية تتسبب دائما في إبعاد فنانين حقيقيين عن الساحة التشكيلية، وفرض من يسمّيهم بـ”الصنايعية” على المشهد التشكيلي في مصر والعالم العربي، من خلال الملتقيات التشكيلية المزيفة التي أساءت للحركة الفنية داخل مصر وفي بعض البلدان العربية.

في مقابلة صحافية معه على هامش مشاركته بسمبوزيوم المنتدى الأفريقي لجامعة الأقصر بصعيد مصر والمقام معرضه بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، يشدد حسني أبوبكر على ضرورة إقصاء من يتخذون من الفن وسيلة للاسترزاق، وأن يكون هناك وقفة جادة مع مثل تلك الظواهر والتراكمات التي تؤثر بالسلب على شتى أنواع الفنون.

ويرى الفنان التشكيلي أن ما تشهده الحركة التشكيلة بمصر، يؤثر على الفنون التشكيلية بالعالم العربي، وأن حالة ركود تسود المشهد التشكيلي في الوقت الحاضر.

ويشير أبوبكر إلى أن بلدان الخليج العربي غنية بفنانين من العيار الثقيل، لكن الحركة التشكيلية الخليجية بحاجة إلى المزيد من الاحتكاك والانفتاح على الخارج، لافتا إلى أن الفنان في الخليج وفي مصر وفي كل بلدان العالم بحاجة دائمة إلى التواصل مع الآخر، والاستفادة من مختلف المدارس والبيئات الفنية.

ويعبّر الفنان عن أمله في أن تكون هناك حالة من الشراكة بين الحركة التشكيلية في مصر والخليج العربي، وتحقيق الانفتاح بين مختلف الحركات التشكيلية العربية، وتمكين الفن من القيام بدوره في إصلاح ما أفسدته السياسة.

حول موضوعات لوحاته يقول حسني أبوبكر إن لكل فنان رؤيته وفلسفته، وهو يرى أنه من المهم أن يحمل العمل الفني دعوة للتأمل، وإنه في حالة انشغال دائم بالتواصل مع المتلقي وأن لا تكون هناك فجوة بين الفنان وجمهوره. ويشير إلى أن الإنسان هو محور أعماله، وأن ملامح وجه الإنسان هي وسيلته لفهم العالم وقراءته.

رؤية وفلسفة خاصة بالتشكيلي المصري
حضور متعدّد للمرأة وملامحها في أعمال أبوبكر

ويضيف أنه من عشاق “البورتريه” وأنه يسعى إلى توظيفه في التعبير عن “الحالة الإنسانية” وفهم الحياة، مشددا على أهمية أن يلمس العمل الفني الروح الإنسانية.

وعن حضور المرأة في أعماله التشكيلية يقول أبوبكر إنه يختلف معها ويحبها في نفس الوقت، والمرأة وملامحها لهما حضور متعدد في أعماله، باعتبارها كائنا تتلبسه الكثير من الحالات، وأن ملامح المرأة تبوح بالكثير من الأسرار، وقد اتخذ مرارا تجاعيد المرأة كواحدة من مفرداته التشكيلية، لافتا إلى أن المرأة في الريف تشده بقوة، وأنه يحتفظ بمخزون هائل في ذاكرته لمشاهد النساء في صعيد مصر.

حول رؤيته لمقولة “العالمية” في الفن التشكيلي، وهل الحركة التشكيلة العربية تسير في موازاة مع الحركة التشكيلية العالمية، يقول الفنان التشكيلي المصري “إن المحلية هي الطريق إلى العالمية، والفنان العربي لديه تراث ضخم من المفردات التشكيلية، النهل من ذلك التراث هو أحد وسائل الوصول إلى العالمية”.

يشار إلى أنه في مصر، وبالتحديد في مدينة الأقصر الأثرية، توجد موضوعات تشكيلية متنوعة، وأنه يوجد في متحف الأقصر الكثير من الأدوات التي استخدمها الفنان المصري القديم قبيل آلاف السنين، وهي ذات الأدوات التي يستخدمها اليوم الفنان المعاصر.

ويرى حسني أبوبكر أن الفنان المصري القديم أحب الفن وأخلص له وخلق فنا رصينا بقى لآلاف السنين.

وأكد على وجود الكثير من الوجوه الفنية الشابة التي سيكون لها مستقبلا واعد، داعيا الفنانين إلى تبني الوجوه التشكيلية الشابة ودعمها ومساعدتها على صقل خبراتها، وأن رعاية تلك المواهب هو جزء من دور الفنان الأصيل.

يذكر أن الفنان حسني أبوبكر هو عضو بنقابة الفنانين التشكيليين بمصر، وبدأ مسيرته الفنية كرسام محترف منذ عام 1996، وشارك في العديد من المعارض الفنية الجماعية بالعديد من المراكز الثقافية مثل ساقية الصاوي ومعهد جوته وصالونات الشباب بالقاهرة والإسكندرية وأقام معرضين بالجامعة العربية، كما أقام معرضين بنقابة الصحافيين، ومعارض جماعية بصالون أتيليه القاهرة ومعرض بجاليري ضي بالقاهرة، وشارك بمعرض في معرض الكتاب عام 2019 ومعرض بجاليري آرت كورنر، ومعرض بجاليري نوت، ومعرض بقاعة الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك في القاهرة، وغيرها من المشاركات الفنية، وأخيرا مشاركة في سمبوزيوم الأقصر الدولي 2020.

رؤية وفلسفة خاصة بالتشكيلي المصري
رؤية وفلسفة خاصة بالتشكيلي المصري

 

15