الفصال العظمي لا يهاجم كبار السن فقط

تمزق الرباط الصليبي وإصابات أربطة الكاحل وتشوهات الساقين أبرز الأسباب.
الأحد 2022/11/06
ركوب الدراجات الهوائية رياضة صديقة للمفاصل

يؤكد الأطباء أن الفصال العظمي لا يقتصر على كبار السن فقط، وإنما يهاجم الشباب أيضا، مشيرين إلى أن تمزق الرباط الصليبي وإصابات أربطة الكاحل وتشوهات الساقين والسمنة أبرز الأسباب المؤدية إلى الإصابة، وتتمثل أعراض الإصابة بالفصال العظمي في خشونة المفاصل والألم أثناء المشي. ولكونهما أكثر المفاصل تحملا لوزن الإنسان تتعرض مفاصل الركبة والورك لتلف في النسيج الغضروفي، ما يصعب القيام بالمهام اليومية.

برلين - يعد الفصال العظمي مرضا تنكّسيا يتفاقم مع مرور الوقت، وغالبا ما يؤدي إلى الألم المزمن. ويمكن أن تصبح آلام المفاصل وتيبّسها شديدة إلى درجة جعل المهام اليومية صعبة.

وقالت الرابطة الألمانية لأطباء العظام إن الفصال العظمي لا يقتصر على كبار السن فقط، وإنما يهاجم الشباب أيضا.

وأوضحت الرابطة أن الفصال العظمي المعروف أيضا باسم “التهاب المفاصل التنكسي” عبارة عن تلف غير قابل للتجدد يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية، التي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة، وتعمل كوسادة لحماية العظام. إن تآكل هذه الطبقة الواقية بسبب المرض يؤدي إلى احتكاك الأنسجة العظمية، ويصحب الاحتكاك التهابات تصيب جوف المفصل وتتسبب في الآلام.

وأضافت الرابطة أن جميع المفاصل في الجسم معرضة لتغيرات وتلف في النسيج الغضروفي، ولكن أكثر المفاصل شيوعا بالإصابة بهذا المرض هي مفاصل الركبة والورك، لكونهما أكثر المفاصل تحملا لوزن الإنسان.

جميع المفاصل تتعرض للتغير والتلف خصوصا مفصلا الركبة والورك لكونهما أكثر المفاصل تحملا لوزن الإنسان

وتكمن أسباب الإصابة بالفصال العظمي لدى الشباب في البدانة والإصابات الرياضية مثل تمزق الرباط الصليبي وإصابات أربطة الكاحل وتشوهات الساقين مثل الساقين على شكل حرف X أو على شكل حرف O.

وتتمثل أعراض الإصابة بالفصال العظمي في خشونة المفاصل والألم أثناء المشي، كما قد يشعر المرضى بطقطقة الركبة وأحيانا بانقباضات لا إرادية للعضلات.

وتجب استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج في الوقت المناسب من أجل إيقاف تآكل المفاصل. وتتوفر خيارات علاجية عديدة بدءا من العلاج الطبيعي وممارسة الرياضات الصديقة للمفاصل كالسباحة وركوب الدراجات الهوائية وتدريب العضلات، مرورا بتنظير المفاصل طفيف التوغل ووصولا إلى زرع الخلايا الغضروفية.

يعد الالتهاب المفصلي العظمي أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعا، حيث يصيب الملايين من الأشخاص حول العالم. ويحدث عند تآكل النسيج الغضروفي الواقي الموجود عند نهايات العظام مع مرور الوقت.

وعلى الرغم من أن الالتهاب المفصلي العظمي يمكنه الإضرار بأي مفصل بالجسم، فإن الاضطراب يؤثر في الغالب على اليدين والركبتين والوركين والعمود الفقري.

وتمكن معالجة أعراض الالتهاب المفصلي العظمي في العادة، إلا أنه لا يمكن إصلاح التلف الذي يصيب المفاصل. وقد يساعد الحفاظ على النشاط البدني، والوزن الصحي والخضوع لطرق العلاج الأخرى على إبطاء تقدّم المرض، وتخفيف الألم، وتحسين أداء المفصل لوظيفته.

ويحدث الالتهاب المفصلي العظمي نتيجة التلف التدريجي للنسيج الغضروفي الذي يبطن أطراف العظام في المفاصل. والنسيج الغضروفي هو نسيج ثابت، ومنزلق يتيح حركة المفاصل دون احتكاك تقريبا.

لذلك فإن تآكل النسيج الغضروفي تماما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها.

ويُعرف الالتهاب المفصلي العظمي في أغلب الحالات بالتآكل والاهتراء الناجمين عن استخدام المفصل بمرور الزمن. ولا يستهدف الالتهاب المفصلي العظمي النسيج الغضروفي وحسب، بل يؤثر كذلك على المفصل بالكامل. ويسبب تغيرات في العظام وتآكل الأنسجة الضامة التي تربط المفصل معا وتربط العضلات بالعظام. كما يصيب بطانة المفصل أيضا بالالتهاب.

مرض يهاجم الشباب أيضا
مرض يهاجم الشباب أيضا

وتتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب المفصلي العظمي كبر السن، حيث يزداد خطر الإصابة بالالتهاب المفصلي العظمي مع التقدم في السن.

كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب المفصلي العظمي، رغم أن السبب غير واضح.

وتساهم زيادة وزن الجسم أيضا في ظهور الالتهاب المفصلي العظمي بعدة طرق، وكلما زاد الوزن زادت خطورة الإصابة بالمرض. وتضع زيادة الوزن ضغطا إضافيا على المفاصل الحاملة للوزن، مثل مفاصل الوركين والركبتين. أيضا، ينتج النسيج الدهني بروتينات قد تسبب التهابا ضارّا في المفاصل وحولها.

وقد تزيد الإصابات، كتلك التي تحدث أثناء ممارسة الرياضة أو بسبب التعرض لحادث، من خطورة الإصابة بالالتهاب المفصلي العظمي.

وحتى الإصابات التي حدثت منذ سنوات عديدة والتي يبدو أنها قد تعافت، قد تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب المفصلي العظمي.

وإذا كانت الوظيفة أو الرياضة التي يمارسها الفرد تشكل ضغطا متكررا على مفصل معين، فقد يصاب هذا المفصل في نهاية المطاف بالالتهاب.

الحفاظ على النشاط البدني والوزن الصحي والخضوع لطرق العلاج الأخرى، قد تساعد على إبطاء تقدّم المرض، وتخفيف الألم، وتحسين أداء المفصل لوظيفته

كما قد يرث بعض الناس الميل إلى الإصابة بالالتهاب المفصلي العظمي. ويولد بعض الناس بمفاصل مشوهة أو غضروف معيب.

كما يمكن أن تزيد الأمراض الأيضية من الالتهاب المفصلي العظمي، وتشمل هذه الأمراض مرض السكري والحالة التي يحتوي فيها الجسم على كمية كبيرة جدا من الحديد (داء ترسب الأصبغة الدموية).

وبالنسبة للمسكنات، يعتبر الأطباء أن الباراسيتامول غير فعال في علاج الفصال العظمي، لكنهم ينصحون بتجريبه وربما ينجح في تخفيف آلام المريض.

وينصح الأطباء بعدم استخدام مسكنات أقوى، حيث يحذرون من أن “الترامادول وجميع مشتقات المورفين تؤدي بسرعة كبيرة إلى الإدمان، لذلك ينبغي استبعادها في علاج الفصال العظمي، ويشيرون إلى أن هناك مضادات الالتهاب التي تقلل الألم عن طريق تقليل الالتهاب، وقد يضطرون إلى وصفها.. ولكن ينبغي أن يتم تناولها لأقصر مدة ممكنة بسبب آثارها الجانبية، كما يمكن استخدام حقن حمض الهيالورونيك في المفصل، حيث يقول الأطباء “لحمض الهيالورونيك تأثير مسكن، ولكنه لا يعالج سبب الفصال العظمي”.

ويؤكد الخبراء أن بالنسبة لما يسمى بالعلاجات الأساسية التي تدّعي أنها تبطئ من تطور المرض فهي كلها غير فعالة، مشيرين إلى أن العديد من المصابين بالالتهاب المفصلي العظمي يلجؤون إلى المكملات الغذائية والزيوت الأساسية لمحاولة تحسين حالتهم، مثل الكولاجين، والجلوكوزامين، والأقراص المصنوعة من الكشمش الأسود أو الكركم، غير أنه لا يوجد دليل على فعاليتها.

ويوضحون أن “بعض زيوت السمك أظهرت تأثيرا مضادا للالتهابات، ولكن سيتعين على المرضى تناول الكثير منها، وهذا التأثير غير موثوق فيه مقارنة بالعقاقير المضادة للالتهابات المتاحة، والتي يتم التحكم في جرعتها”.

ولفت الخبراء إلى أن بعض المرضى يلجؤون إلى الجراحة كحل أخير، حيث تعد الحل الجذري الفعال الوحيد للفصال العظمي، لكن هذه العمليات الجراحية تعالج فقط الفصال العظمي الذي يحدث في الفخذ والركبة، وليس الفصال العظمي الذي يحدث في الرسغ أو الإبهام أو الأصابع.

16