الفجوة تتعمق بين بريطانيا والأوروبيين بفشل مباحثات "الفرصة الأخيرة"

جونسون يزور بروكسل وسط مخاوف من إتمام بريكست دون اتفاق.
الأربعاء 2020/12/09
انسداد الأفق

تعثر مباحثات ’’الفرصة الأخيرة‘‘ بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي الاثنين عجّل بدخول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على خط المفاوضات مباشرة حيث يستعد لزيارة بروكسل في الأيام المقبلة للحيلولة دون إتمام بريكست دون اتفاق يبدو ماثلا أمام الجميع أكثر من أي وقت مضى مع نفاد الوقت.

بروكسل – يتوجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى بروكسل خلال الأيام المقبلة في محاولة لإنقاذ التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست، بعدما انتهت الجولة الأخيرة التي رأى فيها مراقبون ’’فرصة أخيرة‘‘ للتوصل إلى اتفاق ينظم العلاقات المستقبلية بين الطرفين.

وتعاظمت المخاوف من فوضى ستعقب إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد في حال عدم التوصل إلى اتفاق، رغم إعلان لندن الثلاثاء عن التوصل إلى اتفاق مع بروكسل حول التجارة مع أيرلندا في مرحلة ما بعد بريكست.

وعقد المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه مع نظيره البريطاني دافيد فروست مباحثات استمرت ثمانية أشهر لكن دون التوصل إلى اتفاق، إذ لا تزال النقاط العالقة نفسها: الصيد وشروط المنافسة العادلة والآلية المستقبلية لحلّ الخلافات.

وقال مصدر رفيع في الحكومة البريطانية إنّ “المحادثات في الوضع نفسه الآن كما كانت الجمعة.. لم نحرز أي تقدم ملموس.. من الواضح أن هذا يجب أن يستمر الآن سياسيا”.

وتابع “على الرغم من أننا لا نعتبر هذه العملية انتهت، إلا أن الأمور تبدو صعبة للغاية وهناك فرصة كبيرة ألا نصل إلى أي شيء”.

وبعد لقاء المفاوضين الأخير في بروكسل الاثنين، ومع بقاء ثلاثة أسابيع فقط على مغادرة بريطانيا للسوق الأوروبية المشتركة، تباحث جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين هاتفيا واتفقا على عقد لقاء شخصي قريبا.

وأورد بيان مشترك لداونينغ ستريت والمفوضية الأوروبية أن جونسون وفون دير لايين توافقا خلال اتصال هاتفي على “عدم توافر الظروف للتوصل إلى اتفاق نهائي”، وطلبا من المفاوضين الإعداد “لاجتماع مباشر في بروكسل خلال الأيام المقبلة”.

ويأتي الإعلان عن زيارة جونسون بعد يوم متعثر من المفاوضات، أبلغ خلاله المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه أعضاء البرلمان الأوروبي أن الأربعاء هو المهلة النهائية للتوصل إلى حل، فيما راوحت المفاوضات مع نظيره البريطاني ديفيد فروست مكانها في بروكسل.

والأنظار شاخصة إلى قمة الاتحاد الخميس حيث ستُطرح مسودة اتفاق على زعماء الكتلة الـ27 أو سيتم الإقرار بالفشل.

المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه أبلغ الإثنين سفراء دول الاتحاد الأوروبي أنه لم يتم إحراز أي تقدم منذ استئناف المفاوضات الأحد

ووفق ما أفادت مصادر دبلوماسية، أبلغ المفاوض الأوروبي بارنييه الاثنين سفراء الدول الأعضاء الـ27 أنه لم يتم إحراز أي تقدم منذ استئناف المفاوضات الأحد التي استمرّت حتى منتصف الليل.

وأكد دبلوماسي أوروبي “إننا نصل إلى آخر السباق، الوقت بدأ ينفد. رغم المفاوضات المكثفة، لم يتم سدّ التباينات”.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي “مستعدّ للقيام بخطوة إضافية للحصول على اتفاق عادل ومستدام ومتوازن.. على المملكة المتحدة أن تختار بين هذا الانفصال الإيجابي أو الخروج دون اتفاق”.

وأرسلت لندن وزير الدولة البريطاني ميشال غوف المقرب من جونسون إلى بروكسل لعقد محادثات منفصلة لمناقشة تنفيذ اتفاق الطلاق الذي تم التوصل إليه.

وبعد لقائه نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش، أعلنت الحكومة البريطانية، مساء الاثنين، استعدادها للتخلي عن بنود في مشروع قانون حول بريكست يعيد النظر في اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي.

وقالت في بيان “عملت بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشكل بناء” لتطبيق اتفاق بريكست وفي حال اتفقا “في الأيام المقبلة” على الحلول المطروحة ستسحب لندن من مشروع القانون حول السوق الداخلية الذي يدرسه البرلمان البريطاني راهنا، بنودا تتعلق بأيرلندا الشمالية تنتهك باعتراف بريطانيا القانون الدولي.

وقال مصدر أوروبي إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي عقدوا اجتماعا عبر الفيديو الاثنين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأوضح أن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ناقشا أجندة القمة الأوروبية مع الجانبين الفرنسي والألماني بما في ذلك مسألة بريكست.

ويعمل المفاوضون أصلا تحت ضغط شديد بسبب الجدول الزمني، إذ أن البرلمانيين البريطاني والأوروبي يجب أن يصادقا على اتفاق تجاري محتمل مؤلف من أكثر من 700 صفحة، قبل أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير.

ولا يزال وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية مسألة حساسة جدا بالنسبة لبعض الدول الأعضاء. وقالت مصادر حكومية بريطانية إنه “لم يحصل أي اختراق”.

وفي ما يخصّ شروط المنافسة العادلة التي يُفترض أن تضمن نقطة التقاء من حيث المساعدات الحكومة والمعايير الاجتماعية والبيئية، فإن الصعوبة تكمن في إيجاد آلية تحترم السيادة التي استعادتها لندن بعد انفصالها مع الحفاظ على المصالح الأوروبية.

وذكّرت ألمانيا التي تتولى حاليا رئاسة الدورة للاتحاد الأوروبي، بأنها لن تقبل باتفاق “بأي ثمن”.

وستكون العلاقة المستقبلية مع لندن أحد المواضيع الساخنة في القمة الأوروبية التي ستبدأ الخميس وتتواصل الجمعة في بروكسل.

ومنذ خروجها الرسمي من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، لا تزال بريطانيا تطبق القواعد الأوروبية، إلا أن خروجها من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي سيُصبح فعليا في نهاية الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر الحالي.

وفي غياب اتفاق، ستخضع المبادلات التجارية بين لندن والاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأول من يناير، لقواعد منظمة التجارة العالمية أي أنه سيتمّ فرض رسوم جمركية وحصص، ما يثير خطر حصول صدمة لاقتصادات ضعيفة أصلا بسبب أزمة وباء كوفيد – 19.

5