الغياب السابق لجنوب أفريقيا عن المنافسة القارية يثير استغراب الكاميروني إيتو

منتخب جنوب أفريقيا يعود إلى منافسات أمم أفريقيا بعد غيابه عن النسخة الماضية قبل عامين عندما فشل في التأهل.
الثلاثاء 2024/01/16
عودة بعد غياب

كورهوغو (كوت ديفوار) - استغرب أسطورة كرة القدم الأفريقية الكاميروني صامويل إيتو من غياب جنوب أفريقيا عن ساحات المنافسة في كأس الأمم الأفريقية وعروضها الباهتة في الآونة الأخيرة، وذلك قبيل مباراتها الأولى أمام مالي اليوم الثلاثاء.

وقال نجم برشلونة الإسباني خلال زيارته جنوب أفريقيا “أستغرب بالفعل تقديم بافانا بافانا عروضا أقل من المتوقع في كأس الأمم الأفريقية”. وتابع “دوري جنوب أفريقيا منظم جيدا ومن الأفضل في أفريقيا لذا لا أفهم لمَ المنتخب الوطني ليس جيدا بما فيه الكفاية”.

وأضاف الفائز بالمسابقة القارية للمنتخبات مرتين مع الكاميرون والهدّاف التاريخي للبطولة بـ18 هدفا “بالنظر إلى قوة البطولة الوطنية، فهذا أمر ممكن”. إيتو الذي يشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد الكاميروني للعبة سبق أن لعب لعدد من أبرز الأندية الأوروبية على غرار برشلونة وإنتر الايطالي، وتشلسي وإيفرتون الإنجليزيين خلال مسيرة دامت 22 عاماً.

وتعود جنوب أفريقيا إلى كأس الأمم الأفريقية بعد غيابها عن النسخة الماضية قبل عامين عندما فشلت في التأهل، وستواجه في المجموعة الخامسة كلا من مالي وناميبيا وتونس في كورهوغو، وهي المدينة الأكثر شمالا بين المدن الخمس في كوت ديفوار التي تستضيف البطولة. وترجّح التوقعات في جنوب أفريقيا التعادل على الأقل أمام مالي أو تونس، بالإضافة إلى الفوز على ناميبيا من أجل التأهل ضمن أول منتخبين في المجموعة، أو بين أفضل أربعة فرق تحتل المركز الثالث.

وبعدما أنهت مشاركاتها الثلاث الأولى في المركز الأول كبلد مضيف، ثمّ في المركزين الثاني والثالث، تدهورت عروض جنوب أفريقيا، حيث أخفقت في التأهل إلى البطولة في أربع من آخر سبع نسخ.

وعندما تغلبت جنوب أفريقيا على تونس في نهائي عام 1996 أمام حشد جماهيري بلغ 80 ألفا تقدمهم رئيس البلاد نيلسون مانديلا، ظن الكثيرون أنها مقدمة لكي تصبح أحد عمالقة القارة السمراء.

جاء احتلال المركزين الثاني والثالث في النسختين التاليتين ليعزّز الاعتقاد بأنّ البلد، الذي رزح لعقود تحت سياسة الميز العنصري، سيكون منافساً دائما. إلا أنّ الخسارة في ربع نهائي نسخة 2002 أمام مالي كانت بمثابة بداية النهاية لحقبة لم تدم طويلا. ففي ست مشاركات تالية، نجحت جنوب أفريقيا في بلوغ ربع النهائي مرتين فقط، وإحداها كانت عندما استضافت البطولة عام 2013. وأعاد بيني ماكارثي، صاحب الأربعة أهداف في 13 دقيقة خلال الفوز على ناميبيا في نسخة 1998 والعضو الحالي في الجهاز الفني لمانشستر يونايتد الإنجليزي، سبب السقوط إلى نقص الرغبة.

حح

وقال الهداف التاريخي لمنتخب بافانا بافانا والبالغ من العمر 46 عاماً للصحافيين “إنهم (اللاعبين) يفتقرون إلى الرغبة في الانضمام إلى نادٍ أوروبي، ومواجهة الطقس البارد والكفاح من أجل الحصول على مكان أساسي”. وأضاف “قبل عقود كان كل لاعب جنوب أفريقي يكافح للانتقال إلى أوروبا، في حين أنّ المجموعة الحالية سعيدة بالبقاء في الوطن، وأن تقبض رواتب جيدة وتحظى بشعبية جيدة مجتمعيا”.

وأردف “درّبت فريقين في دوري الدرجة الأولى وكان لدي الانطباع غالبا بأنّ الهواتف يُنظر إليها على أنّها مكسب أكثر من كرة القدم”. وشاطر ستيوارت باكستر، المولود في إنجلترا والذي تولى تدريب فريق كايزر تشيفس مرتين، النادي الأكثر شعبية في البلاد، مكارثي الرأي.

وشرح “عندما جئت إلى جنوب أفريقيا في المرة الأولى (2005) كان لاعبو كرة القدم يسعون بكل قوة للسفر إلى الخارج. لم يعد الأمر كذلك”. وتابع “هناك أموال طائلة تُدفع الآن بفضل حقوق البث والرعايات. بعض اللاعبين يقبضون رواتب باهظة”. وأضاف “سلوك الكثيرين يشير إلى أنّهم غير مكترثين بالذهاب إلى أوروبا فيما أنّهم معشوقون هنا، ويستطيعون أن يقودوا سيارات فارهة ولديهم الكثير من المعجبين”.

فقط لايل فوستر لاعب بيرنلي الإنجليزي وليبو موثيبا لاعب ستراسبورغ الفرنسي، يلعبان في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى وكلاهما لا يتواجد في التشكيلة التي تخوض البطولة في كوت ديفوار. وقال بيرنلي إنه ليس من الحكمة أن يترك فوستر إنجلترا حيث يتعافى حاليا من مشكلات على مستوى الصحة الذهنية، فيما غاب موثيبا لفترة بسبب إصابة في الركبة.

17