الغموض يواصل محاصرة موظفي شركة سعودي أوجيه

40 ألف موظف كانوا يعملون لدى سعودي أوجيه قبل تعليق نشاطها لا يزالون في السعودية بانتظار حقوقهم.
الخميس 2019/03/28
كافة المنافذ مغلقة

الرياض - لا يزال آلاف العمال العرب والأجانب يعانون من متاعب بعد نحو عامين من فقدانهم وظائفهم في شركة سعودي أوجيه المملوكة لورثة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

واضطر آلاف الموظفين إلى مغادرة السعودية من دون الحصول على رواتب متأخرّة تراكمت على مدى أشهر، أو على مستحقّات نهاية الخدمة بعد توقف المجموعة عن العمل في عام 2017، بينما لا يزال آخرون عالقين حتى اليوم.

ومع انتهاء صلاحية تأشيرة اللبناني محمد، أصبح موجودا في البلاد بشكل غير قانوني، إلا أنّه يعجز عن المغادرة بسبب عدم سداده كامل القرض المصرفي الذي حصل عليه عندما كان موظفا.

وقال محمد لوكالة الصحافة الفرنسية خلال مقابلة في شقة بالرياض يقيم فيها موظف سابق آخر في المجموعة “إنني سجين وعندما أخرج في الرياض، أختار أوقاتا لا تكون فيها نقاط تفتيش حتى لا يتم توقيفي”.

وتشهد السعودية التي يعيش فيها حوالي 12 مليون أجنبي، حملة ضد العمالة غير القانونية أدّت إلى ترحيل مئات الآلاف من الأشخاص خلال السنتين الماضيتين.

كارين يونغ: وجود علاقة سياسية بين هذه الشركة وعائلة الحريري يعقّد المسألة
كارين يونغ: وجود علاقة سياسية بين هذه الشركة وعائلة الحريري يعقّد المسألة

وبالنسبة إلى موظفي أوجيه العالقين، فإنهم غير قادرين على العمل بسبب انتهاء صلاحية إقاماتهم. وحتى يسدّدوا المبالغ المستحقة عليهم، لن يستطيعوا الحصول على تأشيرة الخروج اللازمة للمغادرة.

وقيمة القروض الشخصية المستحقة تمثّل جزءا بسيطا مقارنة بالمبالغ التي يتوجب أن يحصلوا عليها من أوجيه، بحسب أوراق صادرة عن إحدى المحاكم السعودية.

وتلقي هذه القضية الضوء على نظام الكفالة في السعودية، الذي يتسبّب في بعض الأحيان في إبقاء الموظفين عالقين عندما يخسر أرباب الأعمال أموالهم.

وليس بالإمكان تحديد أعداد موظفي الشركة البالغ عددهم نحو 40 ألفا قبل الإغلاق، الذين لا يزالون في المملكة. ولم يعلق مسؤولون في المجموعة ووزارة العمل السعودية على هذه المسألة.

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية لوسام صعب الموظف السابق في الشركة قوله لقد “أخذوا قروضا شخصية وقروضا مالية وقروضا على السيارات. توقيفهم تعسفيا عن العمل بالشركة أدّى إلى منع سفرهم من السعودية حتى يسدّدوا ما عليهم”.

وتابع صعب الذي قام أقرباء له بتسديد مستحقاته المالية حتى تمكّن من مغادرة المملكة “لم يلتفت لنا أحد”.

وكان أحد أسباب انهيار سعودي أوجيه التباطؤ الذي طال قطاع البناء مع انخفاض أسعار النفط، ولا يزال موظفو المجموعة، من لبنان إلى الهند وفرنسا والفلبين، بانتظار الحصول على مستحقاتهم.

وذكر موظفون أن زملاء لهم توفّوا جرّاء أمراض أصيبوا بها ولم يتمكّنوا من الحصول على علاج بسبب انتهاء صلاحية التأمين الصحي.

وقالت شاهيناز غياد التي تقدم المشورة القانونية لموظفين في بيروت “عادوا جثامين من المملكة”.

ونفّذت أوجيه، التي درّت المليارات على عائلة الحريري ورسّخت موقعها في الحياة السياسية اللبنانية، مشاريع ضخمة على مدى أربعة عقود إلى حين توقفها عن العمل في يوليو 2017، بينها فندق ريتز كارلتون في الرياض وجامعة الأميرة نورة.

وأنشأت الحكومة السعودية العام الماضي لجنة كُلّفت بإعادة هيكلة ملايين الدولارات من ديون سعودي أوجيه، لكن وضعها الحالي ليس واضحا.

وقالت كارين يونغ المحلّلة في مجموعة أميركان انتربرايز إنستيتوت لوكالة الصحافة الفرنسية إن “حقيقة وجود علاقة سياسية بين هذه الشركة وعائلة الحريري من جهة، والحكومة من جهة ثانية، تعقّد المسألة”.

11