الغارف تتيح لعشاق التجول التنقل بين الشواطئ والطبيعة الخلابة

منطقة الغارف تمتاز بالكثير من الشواطئ الخلابة والمناظر الطبيعية البديعة وتعد من بين الوجهات السياحية الأكثر شعبية في البرتغال.
الأحد 2019/02/24
الساحل الغربي الأصلي لمنطقة الغارف يعد قِبلة لعشاق التجول وركوب الأمواج

السفر بالنسبة إلى الكثير من الناس ليس فقط مجرد انتقال من مكان إلى آخر والتقاط صور تذكارية بجوار المعالم الأثرية، بل هو امتياز أيضا يجددون من خلاله حيواتهم ويقتلون الروتين اليومي، لذلك يبحث البعض عن وجهات سياحية تكون مناسبة للتجول وركوب الدراجات، ولعل منطقة الغارف البرتغالية أحسن خيار للحصول على جولات رائعة ومناسبة. 

الغارف (البرتغال) – يجد الباحثون من عشاق التجول ضالتهم في أقصى جنوب البرتغال وتحديدا في منطقة الغارف التي تمتاز بالكثير من الشواطئ الخلابة والمناظر الطبيعية البديعة ودروب التجول، التي تحيط بها أشجار الأوكالبتوس ذات الظلال الوارفة.

وتعد هذه المنطقة الجنوبية من بين الوجهات السياحية الأكثر شعبية في البرتغال، وعدد سكانها يتضاعف خلال ذروة موسم العطلات وذلك بفضل تدفق أعداد كبيرة من السياح.

ويمكن لزائري الغارف الاستمتاع بجولات رائعة في هذه البقعة الساحرة من البرتغال. ويزداد انحدار مسار التجول بين قرية مونشيك الجبلية وبيكو دا فويا، والتي تعتبر أعلى نقطة في مسار سيرا دي مونشيك؛ حيث تبلغ نسبة الانحدار 12 بالمئة في بعض الأحيان، حتى أن المرشد السياحي ماركو غومز يتعين عليه الضغط على الدواسات بقوة للتغلب على المنحدر، ومن خلفه تكافح المجموعة السياحية المصاحبة له، ويعد هذا المسار من أكثر مسارات الدراجات الجبلية صعوبة في منطقة الغارف، إلا أن المغامرة تستحق هذا الجهد.

وينعم السياح بعد الوصول إلى القمة على ارتفاع 902 م، بإطلالة بانورامية رائعة على التلال، ويمتد المشهد في الأفق أيضا ليصل إلى ساحل البرتغال الغربي، كما تكثر في منطقة الغارف المنحدرات والخلجان الرائعة، وهناك الكثير من البدائع الطبيعية، التي يمكن مشاهدتها هنا، إلا أن غومز أوضح قائلا “للأسف هناك القليل من السياح الذين يعرفون مدى جمال المناطق النائية في الغارف”.

التعرف على الساحل الصخري بونتا دا بيدادي
التعرف على الساحل الصخري بونتا دا بيدادي

ويقع مسار التجول سيرا دي مونشيك على مسافة 30 كلم تقريبا من المعقل السياحي بورتيماو، ويختلف الوضع هنا في الجبال عن الساحل؛ حيث يسود الصخب والضجيج بسبب الأفواج السياحية الكبيرة.

وتنتشر القرى الجبلية ذات المباني المطلية باللون الأبيض على قمة الجبال، ويتجلى ذلك بوضوح في منطقة كالداس دي مونشيك، التي تشتهر بينابيعها الساخنة.

وفي هذه المحمية الطبيعية تعيش الحيوانات المختلفة مثل الثعالب والقطط البرية والأوشاق الإيبيرية المهددة بالانقراض، كما يمكن لعشاق التجول هنا الاستمتاع بشبكة كبيرة من مسارات المشي وركوب الدراجات، وعادة ما تمر مسارات ودروب التجول عبر غابات البلوط الفليني الكثيفة، التي لم تعبث بها يد الإنسان.

وينجذب السياح من عشاق التجول بالدراجات عبر الدروب الجبلية إلى منطقة فيا الجارفيانا، حيث تتعرج بهم الدروب والمسارات لمسافة 300 كلم بمحاذاة الساحل، ويظهر المزارعون في حقول البرتقال والتين والزيتون والليمون واللوز والكروم.

وتستغرق الجولة السياحية حوالي أسبوعين لقطع المسار من الكوتيم على الحدود الإسبانية إلى كابو دي ساو فيسينتي بالقرب من منطقة ساجريس، والتي تعتبر أقصى نقطة في جنوب غرب اليابسة الأوروبية.

وتوجد على غرار الكوتيم العديد من المواقع في منطقة فيا الجارفيانا، التي تفخر بماضيها العريق؛ حيث استقر هنا الفينيقيون والقرطاجيون والرومان والقوط، فضلا عن استقرار العرب المسلمين في هذه المنطقة لمدة 800 عام.

وخلال فصل الربيع يمكن للسياح، الذين يتجولون في منطقة فيا الجارفيانا، السير بمحاذاة الجدران الحجرية القديمة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة لحقول الزهور الملونة وبساتين البرتقال والليمون المثمرة، وتمر الرحلة بالعديد من القرى الهادئة التي تخلو من المتاجر ولا تتوفر بها شبكة اتصالات هاتفية جوالة.

وتظهر الغابات بالقرب من سيرا دي مونشيك، وبعد ذلك يتجه مسار التجول إلى الجنوب الغربي نحو ساجريس، حيث يشعر السياح بالاقتراب من المحيط الأطلنطي من خلال استنشاق الهواء المالح وظهور شجيرات الصنوبر، وتمر الرحلة في الكيلومترات الأخيرة في محمية كابو دي ساو فيسنتي وصولا إلى منطقة الرأس الشهيرة على مستوى العالم، والتي تنحدر عندها الصخور لمسافة 70 م في المحيط الأطلنطي.

الرأس الشهيرة.. كانت منطقة كابو دي ساو فيسينتي في وقت سابق
الرأس الشهيرة.. كانت منطقة كابو دي ساو فيسينتي في وقت سابق

أما بالنسبة إلى السياح الذين يرغبون في التجول لمسافات طويلة مع الاستمتاع بمنظر البحر في الوقت نفسه فيمكنهم تحقيق هذه الرغبة في منطقة الغارف البرتغالية؛ حيث يوجد في أقصى الغرب مسار تجول بطول 19 كلم في المحمية الطبيعية كوستا فيسينتينا، والذي يمر حول قرية كاراباتييرا.

 كما توجد المحمية الطبيعية ريا فورموزا في أقصى الشرق لمنطقة الغارف، والتي تستقطب عشاق التجول وقائدي الدراجات وهواة قوارب الكاياك، الذين ينعمون خلال جولات التجديف بمشاهدة مجموعة متنوعة من الطيور مثل الفلامنغو واللقالق البيضاء.

وتزخر منطقة الغارف بالكثير من الشواطئ الرائعة لعشاق الاستجمام، علاوة على وجود الكثير من مسارات التجول بين الشواطئ المختلفة، وإذا قام السياح بالتجول على الطريق الساحلية بين ساليما ولاجوس والممتدة لمسافة 20 كلم، فإنهم يصلون إلى الخلجان والشواطئ الرائعة مثل بوكا دي ريو.

وبدءا من منطقة بونتا دا بيدادي تنتهي العزلة؛ حيث يكثر السياح على الساحل الصخري في منطقة الغارف، وكثيرا ما يلتقط السياح الصور التذكارية.

وأشارت يولاندا تاي إلى أن المنظر يكون أكثر روعة عندما يتم تصوير الصخور من البحر، وتشارك المواطنة البرتغالية، المنحدرة من مدينة لشبونة، في جولة بقوارب الكاياك عبر الكهوف والأنفاق. وأكدت أن الصخور تبدو هنا مثل الجبن السويسري، علاوة على وجود خليج للراحة والاستجمام لا يمكن الوصول إليه إلا من البحر، وينعم السياح هنا بالأجواء الهادئة والمياه الصافية الرقراقة.

16