العمل لفترات طويلة على الكمبيوتر في وضعية الجلوس يهدد بحدوث الجلطة

ينصح خبراء اللياقة البدنية بالمشي وممارسة التمارين الرياضية لمدة خمس دقائق كل ساعة خلال العمل، وذلك تجنبا لحدوث الجلطة، ذلك أن العمل لساعات طويلة في وضعية الجلوس يؤدي إلى ركود الدم وتدفقه ببطء ما يمكن أن يتسبب في جلطة. كما يوصي الأطباء جميع العاملين في وضعية الجلوس بتناول حمض الفوليك الموجود في النباتات الخضراء، مثل البصل والبقدونس وتجنب شرب القهوة.
موسكو ـ حدد البروفيسور دميتري بيريزوفسكي من كلية الطب بجامعة موسكو التربوية، أن العمل لفترات طويلة على الكمبيوتر في وضعية الجلوس يهدد بحدوث الجلطة، التي قد تكون قاتلة.
وقال في حديث لصحيفة “إزفيستيا”، “التخثر، هو عملية مرضية متعددة العوامل. وقد حدد الطبيب رودولف فيرشو في القرن التاسع عشر ثلاثة أسباب تؤدي إلى تجلط الدم. أولا، ركود الدم، أي توقف تدفق الدم، وبطء تدفقه في الأوردة، واضطراب عملية تخثر الدم نفسه. وقد ورثنا من أسلافنا البعيدين نظام تخثر دم أقوى بكثير من نظام منع تخثره”.
ويشير البروفيسور إلى أن الأوعية الدموية للشخص الذي يكون في وضعية الجلوس لفترة طويلة تتعرض لضغط كبير، ما يؤدي إلى ركود الدم أو تدفقه ببطء ويزيد من خطر تجلطه. وهناك ما يسمى بـ”تخثر دم المسافر”، الذي يحدث عندما يكون الشخص في وضعية الجلوس على متن طائرة لفترة طويلة من 7 إلى 8 ساعات مثلا.
ويقول محذرا “تحصل جلطة في الأطراف السفلى. وقد تنفصل هذه الجلطة وتصل عبر الدورة الدموية الجهازية إلى تجويف القلب ومن هناك إلى أوعية الدورة الدموية الصغيرة ويموت الشخص”.
ووفقا له، فإن للعامل الوراثي أهمية كبيرة لأنه يزيد من خطر تجلط الدم، والجينات المسببة لتخثر الدم هي “أف.إي.إي” و”أف.في” ووجود هذه الطفرات يزيد من تكون الجلطة عندما يكون هناك أحد العوامل الخارجية المساعدة مثل الجلوس فترة طويلة.
الأوعية الدموية للشخص الذي يكون في وضعية الجلوس لفترة طويلة تتعرض للضغط ، ما يؤدي إلى تدفق الدم ببطء
ويشير الطبيب إلى أن الرياضيين الإلكترونيين وعموما جميع العاملين في مجال العمل الفكري غالبا ما يشربون الكثير من القهوة لتحسين التركيز والانتباه.
ويقول “ترفع القهوة مستوى حمض الهوموسيستين الأميني. وارتفاع تركيز هذا الحمض الأميني في بلازما الدم له تأثير ضار للغاية على خلايا طبقة بطانة جدران الأوعية الدموية، التي لديها وظيفة فريدة، إنتاج المواد المحفزة للتخثر وكذلك مضادات التخثر. ولكن الهوموسيستين يعزز فقط خصائص التخثر في خلايا البطانة”.
ويوصي الطبيب جميع العاملين في وضعية الجلوس بتناول حمض الفوليك الموجود في النباتات الخضراء، مثل البصل والبقدونس والشبت وغيرها.
ويقول “أجلسوا أقل، واشربوا قهوة أقل: ما لا يزيد عن كوبين أو ثلاثة أكواب في اليوم. ومارسوا التمارين الرياضية لمدة خمس دقائق كل ساعة خلال العمل. ويجب المشي أكثر. المشي وليس الوقوف على القدمين”.
وأشار الخبراء إلى أن الجلوس لفترات طويلة يمنع تدفق الدم بشكل كبير داخل أوردة الجسم مما قد يسبب العديد من المشكلات الخطيرة للإنسان منها ضعف العضلات والسكتات الدماغية والجلطات.
وأشار الدكتور أمباريش باندي، الذي يعمل بمركز ساوث وسترن الطبي التابع لجامعة تكساس في دالاس، إلى أن النتائج العلمية توصلت إلى أن الجلوس لفترات طويلة قد يصيب الإنسان بأمراض القلب التي تكون سببا في الإصابة بالجلطات، فقلة الحركة تسبب علامات خضراء في الجسم قد تكون بوادر جلطة.
وقال باندي “من الأفضل عند رؤية تلك الجلطات، أن يسرع الانسان ليستشير الطبيب عن الحل، وأن يقوم بممارسة رياضة المشي والجري”، وينصح بضرورة عدم الجلوس لفترات طويلة أكثر من 4 ساعات في اليوم لتفادي الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية التي قد تودي بحياة الأفراد.
الجلوس لفترات طويلة يمنع تدفق الدم بشكل كبير داخل أوردة الجسم مما قد يسبب العديد من المشكلات الخطيرة للإنسان
بدوره حذر نادي السيارات الألماني من أن الجلوس في السيارة طويلا، كما هو الحال خلال رحلات السفر الطويلة، يرفع خطر الإصابة بجلطة الساق، وهو ما قد يؤدي في أسوأ الأحوال إلى الإصابة بجلطة الشريان الرئوي والتي قد تكون قاتلة.
وأوضح الخبراء الألمان أن خطر جلطة الساق يهاجم بصفة خاصة المدخنين والبدناء، والحوامل والنساء اللواتي يتعاطين حبوب منع الحمل، والأشخاص الذين أجروا عملية جراحية حديثا، والأشخاص الذين يعانون من دوالي الساقين، وكذلك الأشخاص الذين أصيبوا ذات مرة بأحد أمراض الأوردة.
وللوقاية من هذا الخطر الداهم ينبغي الإكثار من السوائل أثناء الرحلة، وعدم وضع قدم على قدم أثناء الجلوس، بالإضافة إلى أخذ فترات راحة منتظمة مع النزول من السيارة وممارسة بعض الأنشطة الحركية كالجري في المكان وممارسة القرفصاء، وذلك للحيلولة دون تجلط الدم في أوردة الساقين.
كما حذر المركز الاتحادي للتوعية الصحية في ألمانيا من أن الجلوس طويلا كما هو الحال في رحلات الطيران أو السفر بالسيارة، يرفع خطر الإصابة بجلطة الساق، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالأوعية الدموية كمرضى السكري.
وأوضح المركز الألماني أن قلة الحركة تمنع رجوع الدم من الساق إلى القلب، مما يتسبب في تجلط الدم، وبالتالي انسداد الأوعية الدموية جزئيا أو كليا.
وتتمثل أعراض جلطة الساق في اللون الأزرق للجلد، وبروز الأوعية تحت الجلد، والتورم، والشعور بشد وألم في باطن الساق، والحمى، وارتفاع معدل دقات القلب.
وتجب استشارة الطبيب على وجه السرعة عند ملاحظة هذه الأعراض للحيلولة دون انتقال الدم المتجلط إلى الرئة، مسببا الإصابة بجلطة الرئة التي تشكل خطرا على الحياة.